الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أكد أنه إذا استدعى الأمر خروج المصريين لرفض التهجير لسيناء سترون الملايين رسائل الرئيس السيسي لزعماء وشعوب العالم حول فلسطين

من مصر.. هنا فلسطين، ليس شعارًا رفعه البعض؛ ولكنه تجسيد حقيقى للموقف المصرى الرسمى والشعبى على حد سواء والداعم للقضية الفلسطينية التى تشغل عقل ووجدان كل مواطن عربى وكل صاحب ضمير حر فى العالم كله.



 

الأيام الماضية شهدت حلقة جديدة من سلسلة الجرائم التى ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلى بحق الشعب الفلسطينى بصفة عامة وقطاع غزة بصفة خاصة بعد عملية «طوفان الأقصى».. موقف مصر الواضح والداعم منذ اليوم الأول لم يكن بجديد على أم الدنيا التى دائمًا ما تعتبر القضية الفلسطينية أم القضايا.

 الرئيس عبد الفتاح السيسى، قرر إعلان حالة الحداد العام فى جميع أنحاء جمهورية مصر العربية لمدة ثلاثة أيام، حدادًا على أرواح الضحايا الأبرياء لجريمة قصف المستشفى الأهلى المعمدانى بقطاع غزة، وعلى جميع الشهداء من أبناء الشعب الفلسطينى الشقيق.

 كما أدان الرئيس بأشد العبارات القصف الإسرائيلى على المستشفى المعمدانى بغزة وقال: إنه تابع ببالغ الأسى القصف الإسرائيلى لمستشفى الأهلى المعمدانى فى قطاع غزة، والذى أسفر عن سقوط مئات الضحايا الأبرياء والجرحى والمصابين من المواطنين الفلسطينيين فى غزة.

وأضاف الرئيس السيسى، عبر الصفحة الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»: «لذا أدين بأشد العبارات، هذا القصف المتعمد الذى يعتبر انتهاكًا صريحًا للقانون الدولى ومقررات الشرعية الدولية والإنسانية».

 وأكد الرئيس السيسى، موقف مصر دولة وشعبًا رفضها لاستمرار هذه الممارسات ضد المدنيين، مطالبًا بوقفها بشكل فورى.

إلغاء القمة الرباعية 

وعلى ضوء   قصف مستشفى المعمدانى فى غزة، صرح السفير أحمد أبوزيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، أنه بالتنسيق بين كل من مصر والأردن والسلطة الفلسطينية، تقرر إلغاء القمة الرباعية التى كان مقررًا انعقادها فى العاصمة الأردنية عمان الأربعاء 18 أكتوبر، على ضوء قصف مستشفى المعمدانى فى قطاع غزة، وسقوط مئات الضحايا من أبناء الشعب الفلسطينى جراء هذا القصف.

المستشار الألمانى

 واستقبل الرئيس السيسى بقصر الاتحادية المستشار الألمانى أولاف شولتس. 

 اللقاء تناول تبادل الرؤى ووجهات النظر حيال الأوضاع الإقليمية الراهنة والتصعيد العسكرى فى قطاع غزة، وتداعياته الجسيمة المحتملة على الأمن والاستقرار الإقليميين. 

وقد عقد الجانبان مؤتمرًا صحفيًا بعد انتهاء المباحثات وجه خلاله الرئيس السيسى عددًا من الرسائل المهمة للعالم أجمع حيث قال الرئيس:

«اسمحوا لى، أن أعرب عن بالغ الأسى والألم، وأتقدم بخالص التعازى، فى ضحايا القصف الوحشى للمستشفى الأهلى المعمدانى، وأؤكد إدانة مصر لكافة الأعمال العسكرية، التى تستهدف المدنيين بالمخالفة والانتهاك الصريح لكافة القوانين الدولية وأشدد على رفض جميع الممارسات المتعمدة ضد المدنيين وأطالب المجتمع الدولى بالتدخل لوقفها بشكل فورى».

وأضاف الرئيس: «إن زيارتكم لمصر، تعكس عمق العلاقات الاستراتيچية بين بلدينا، والتزام البلدين باستكشاف سبل تدعيم العلاقات الثنائية، فى مختلف المجالات كما تتيح هذه الزيارة، التنسيق والتشاور المستمر، من أجل تحقيق أهدافنا وغاياتنا المشتركة، والتى يأتى فى مقدمتها؛ تحقيق الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط، وبما ينعكس أيضًا على أمن القارة الأوروبية».

وأردف الرئيس: «تناولت مباحثاتنا، مع المستشار الألمانى بشكل تفصيلى، المواجهات العسكرية بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى، والتصعيد العسكرى فى قطاع غزة، الذى أودى بحياة آلاف من المدنيين من الجانبين، وينذر أيضًا بمخاطر جسيمة على المدنيين وعلى شعوب المنطقة، كما أن الوضع الإنسانى فى قطاع غزة، آخذ فى التدهور بصورة مؤسفة.. وغير مسبوقة». 

وتابع الرئيس قائلًا: «إن استمرار العمليات العسكرية الحالية، سيكون له تداعيات أمنية وإنسانية، يمكن أن تخرج عن السيطرة، بل تنذر بخطورة توسيع رقعة الصراع، فى حالة عدم تضافر جهود كافة الأطراف الدولية والإقليمية، للوقف الفورى للتصعيد الحالى».

وأضاف: لقد تناولت وفخامة المستشار «شولتس»، الجهود المصرية من أجل احتواء الأزمة، من خلال اتصالاتنا المكثفة، مع طرفى الصراع وكافة الأطراف الدولية والإقليمية، على مدار الأيام الماضية.. واتفقنا فى الرؤى، حول الحاجة الضرورية لعودة مسار التهدئة، وفتح آفاق جديدة للتسوية، من أجل تجنب انزلاق المنطقة، إلى حلقة مفرغة من العنف، وتعريض حياة المدنيين للمزيد من المخاطر.

أكدت كذلك، ضرورة التعامل مع القضية الفلسطينية بمنظور شامل ومتكامل، يضمن حقوق الفلسطينيين، بإقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها «القدس الشرقية». 

 وأردف الرئيس: اتفقنا فى الرؤى، على أهمية العمل بشكل مكثف، على استئناف عملية السلام، عقب احتواء التصعيد الراهن، وإيجاد آفاق لتسوية القضية الفلسطينية.

 كما أعربت عن قلق مصر البالغ، من خطورة تدهور الأوضاع الإنسانية فى قطاع غزة وشددت على ضرورة السماح بمرور المساعدات الإنسانية والإغاثية للقطاع، وتيسير عمل المنظمات الأممية والإنسانية ذات الصلة.

وأكدت مجددًا، استمرار مصر فى استقبال المساعدات الإنسانية، والتزامها بنقل تلك المساعدات لقطاع غزة، عن طريق معبر رفح البرى، لدى سماح الأوضاع بذلك أخذًا فى الاعتبار، أن مصر لم تقم بإغلاقه منذ اندلاع الأزمة، إلا أن التطورات على الأرض، وتكرار القصف الإسرائيلى للجانب الفلسطينى من المعبر.. حال دون عمله.

وتابع الرئيس: أكدت رفض مصر، لتصفية القضية الفلسطينية بالأدوات العسكرية، أو أية محاولات لتهجير الفلسطينيين قسريًا من أرضهم، أو أن يأتى ذلك على حساب دول المنطقة. وأكدت فى هذا الصدد، أن مصر ستظل على موقفها، الداعم للحق الفلسطينى المشروع فى أرضه، ونضال الشعب الفلسطينى.

وقال الرئيس: تناولت مع المستشار «شولتس» أيضًا، القمة التى دعت لها مصر، لبحث تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية وعملية السلام وأكدنا أهمية أن تسفر القمة، عن مخرجات تساهم فى وقف التصعيد الجارى، حقنا لدماء المدنيين، وللتعامل مع الوضع الإنسانى الآخذ فى التدهور، وإعطاء دفعة قوية لمسار السلام.

105 ملايين مصرى لدعم فلسطين

أيضًا خلال المؤتمر الصحفى بين الرئيس السيسى والمستشار الألمانى، أكد الرئيس، أن مصر دولة كبيرة وتحافظ على السلام، ولكن ما تسعى له إسرائيل غير مقبول، بشأن تهجير أهل غزة لـمصر.

وحذر الرئيس السيسى من خطورة ما يحدث، وقال إنه من الممكن أن يحدث بعد ذلك عمليات عسكرية من قبل بعض المقاومة ويصبح الضرب فى سيناء، معلقًا: «سيناء لن تكون قاعدة لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل، وبعد ذلك تقوم إسرائيل بضرب سيناء».

وأضاف الرئيس السيسي: «مصر بها 105 ملايين مواطن، وإذا لزم الأمر سأوجه بالخروج للتعبير، ورفض الفكرة التى تقولها إسرائيل، بشأن تهجير المواطنين لـ سيناء».

تأييد شعبى لكلمة الرئيس

وحظيت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى، عن الأوضاع فى قطاع غزة وتداعيات الموقف هناك، فى المؤتمر الصحفى مع المستشار الألمانى شولتس، بتأييد شعبى واسع النطاق ورفض مصرى لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء.

حيث شهدت مصر تظاهرات مؤيدة للقضية الفلسطينية رافضة فى الوقت  نفسه تهجير الفلسطينيين إلى سيناء وتصفية القضية الفلسطينية.

وزير الخارجية الأمريكى 

وخلال استقباله لوزير الخارجية الأمريكى، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن مصر تبذل جهودًا لاحتواء الموقف فى غزة وعدم دخول أطراف أخرى للصراع.

وشدد الرئيس السيسى، خلال لقائه أنتونى بلينكن، على ضرورة إيقاف تطورات الأزمة الحالية التى من الممكن أن تكون لها تداعيات على منطقة الشرق الأوسط.

وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، رفضه التام للمساس بالمدنيين، وقال: «أرفض المساس بالمدنيين.. أى مدنيين»، موضحًا أن مصر كانت تقوم بدور إيجابى جدًا فى كل الأزمات المشتعلة، ونحن نتحدث عن جولات الصراع بين قطاع غزة وإسرائيل.

وأضاف الرئيس السيسى إنه خلال جولات من الصراع سقط ضحايا من المدنيين، وأن التأخير فى حسم وإيجاد حل لهذه الأزمة سيترتب عليه سقوط المزيد من الضحايا.

وتابع أنه خلال جولات الصراع بين قطاع غزة وإسرائيل سقط 12500 فلسطينى من المدنيين، ومن الجانب الإسرائيلى سقط 2700، منهم 1500 فى الأزمة الأخيرة، كما أصيب 100 ألف فلسطينى ومن الإسرائيليين 12 ألفًا، ومن الأطفال سقط 2500 طفل فلسطينى، ومن إسرائيل 150 طفلًا.

 ووصف الأزمة الراهنة بأنها «أزمة كبيرة جدًا»، وقال: «رد الفعل يتجاوز حق الدفاع عن النفس من الجانب الإسرائيلى ويتحول إلى عقاب جماعى لقطاع غزة الذى يقطنه 2.3 مليون فلسطينى».

واستطرد قائلًا: «إن ما حدث من تسعة أيام كان كبيرًا وصعبًا ونحن ندينه، ولكن لا بد أن نعلم أن ذلك جاء نتيجة تراكم من حالات الغضب والكراهية على مدى أكثر من 40 عامًا، وأنه ليس هناك أفق لحل القضية الفلسطينية يعطى أملا للفلسطينيين».

وقال الرئيس السيسى: «أنا مواطن مصرى نشأت فى حى جنبًا إلى جنب مع اليهود فى مصر، ولم يكونوا أبدًا يتعرضون لأى شكل من أشكال القمع أو أى شكل من أشكال الاستهداف، ولم يحدث فى منطقتنا العربية والإسلامية أن تم استهداف اليهود فى تاريخهم القديم والحديث».

وأشار الرئيس السيسى، إلى أن الموجة التى تشكلت فى أعقاب الأزمة الحالية موجة ضخمة جدًا ونحتاج إلى التحرك بقوة وعزم، ومن المهم جدًا خفض التوتر وأيضا أن نُيسر دخول المساعدات إلى قطاع غزة.

وأعرب عن أمله فى أن يكون اللقاء مع وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن، فرصة وقوة دفع هائلة لإيجاد حل للأزمة الحالية.

مجلس الأمن القومى 

وكان الرئيس السيسى قد ترأس الأحد الماضى اجتماع مجلس الأمن القومى؛ حيث تم استعراض تطورات الأوضاع الإقليمية، خاصةً ما يتعلق بتطورات التصعيد العسكرى فى قطاع غزة.

وقد صدر عن الاجتماع القرارات الآتية:

-مواصلة الاتصالات مع الشركاء الدوليين والإقليميين من أجل خفض التصعيد ووقف استهداف المدنيين.

-تكثيف الاتصالات مع المنظمات الدولية الإغاثية والإقليمية من أجل إيصال المساعدات المطلوبة. 

-التشديد على أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا حل الدولتين، مع رفض واستهجان سياسة التهجير أو محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار. 

-إبراز استعداد مصر للقيام بأى جهد من أجل التهدئة وإطلاق واستئناف عملية حقيقية للسلام.

-تأكيد أن أمن مصر القومى خط أحمر ولا تهاون فى حمايته. 

-توجيه مصر الدعوة لاستضافة قمة إقليمية دولية من أجل تناول تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية.

اتصالات مكثفة

وخلال الأسبوع الماضى تلقى الرئيس السيسى عددًا كبيرًا من الاتصالات من مختلف زعماء العالم لبحث تطورات الأوضاع الإقليمية وتصاعد الأحداث فى قطاع غزة كان آخرها حتى كتابة هذه السطور مع الرئيس سيريل رامافوزا رئيس جنوب إفريقيا، حيث تناول الاتصال تبادل وجهات النظر بشأن الوضع الإقليمى الراهن والتصعيد العسكرى الإسرائيلى فى قطاع غزة، حيث توافق الرئيسان بشأن ما يمثله الوضع الحالى من خطورة وتهديد للاستقرار الإقليمى، على نحو يستوجب خفض التوتر ونزع فتيل العنف، مع توفير الحماية الفورية للمدنيين، ورفض الحصار الجماعى والتهجير، مؤكدين ضرورة توفير النفاذ الآمن والعاجل للمساعدات الإغاثية إلى أهالى غزة فى ضوء تدهور أوضاعهم الإنسانية إلى حد حافة الكارثة، وقد عرض الرئيس الجهود المضنية التى تقوم بها مصر فى هذا الخصوص.

وأوضح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمى أن الرئيس استعرض كذلك جهود مصر لحشد المجتمع الدولى نحو التوافق حيال دفع مسار السلام على أساس حل الدولتين، وفق مرجعيات الشرعية الدولية ذات الصلة.