الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بالكلمة والفكرة.. والصوت والصورة.. والتلميح والتصريح: 100 عام والفن المصرى يقولها.. عاشت فلسطين

مع كتابة هذه السطور كانت قوات الاحتلال تقصف بوحشية مستشفى المعمدانى بغزة.. أطفال فلسطين يُقتلون بالعشرات يوميا.. المبانى تهدم فى عدوان غاشم وآثم على قطاع غزة، بدأ منذ السابع من أكتوبر ومتواصل حتى الساعة.. ووسط صمت عربى إلا ما ندر، ووسط تخاذل دولى يخلو من أى نوع من أنواع الضمير الإنسانى. وقفت مصر وكعادتها مشاركة ومساندة وداعمة وباذلة لكل أنواع الجهد من أجل إنقاذ غزة.. موقف ليس بجديد على الشقيقة الكبرى – كما يسميها الفلسطينيون – فطوال عقود ومنذ ما يزيد على قرن من الزمان ومصر تعتبر فلسطين جزءا منها. 



 

ولأن فلسطين تعيش فى وجدان كل مصرى ولأن الفن الحقيقى دوره الرئيسى هو التعبير عن هموم الناس فبالضرورة صارت فلسطين ومأساتها وقضيتها حاضرة فكرة وكلمة، صوتًا وصورة فى شتى أنواع الفنون المصرية.

 هموم سينمائية

لم تتخاذل السينما المصرية عن تقديم العشرات من الأفلام التى تتناول القضية الفلسطينية بشكل مباشر أو غير مباشر، وتظهر فلسطين على الشاشة الفضية المصرية فى الكثير من الأفلام إما من اللقطة الأولى للأخيرة، أو فى لقطات محدودة، وبخطاب صريح أو بمجرد التلميح، ومن خلال تحليل عميق أو إشارات عابرة. فى أفلام درامية أو ميلودرامية، كوميدية أو أكشن أو رومانسية، أحيانا سياسية وغالبا اجتماعية.

وقبل تناول الأفلام المصرية للقضية الفلسطينية كانت هناك علاقة وثيقة بين الفلسطينيين والسينما أو الفن المصرى بشكل عام.. فكثير من رواد الثقافة الفلسطينيين كتبوا عن علاقتهم بالسينما من خلال مشاهدتهم للأفلام المصرية وارتباطهم بها.. بل يمكن القول أن السينما المصرية شكلت وعى وفكر صناع السينما فى فلسطين سواء بمشاهدة تلك الأفلام أو بالمجيء للدراسة فى معهد السينما بمصر.

كانت بداية ظهور فلسطين فى السينما المصرية فى عام 1948 تزامنا مع الاحتلال والنكبة التى تعرضت لها فلسطين.. وقد جاء ذلك من خلال فيلم (فتاة من فلسطين) إخراج وبطولة «محمود ذو الفقار». وتناول الفيلم قصة حب بسيطة بين فتاة فلسطينية وطيار مصرى سقطت طائرته فى فلسطين. وفى العام التالى تأتى فلسطين فى خلفية أحداث فيلم (نادية) عام 1949 من إخراج «فطين عبدالوهاب» والذى يحكى قصة فتاة تتولى تربية أخواتها بعد استشهاد أخوها – ضابط الجيش - فى حرب فلسطين.

وبعد ثورة 1952 بدأت القضية الفلسطينية تكون محورًا رئيسيًا فى الكثير من الأفلام المصرية التى تناولت ثورة يوليو خاصة وأن حرب فلسطين عام 1948 وقضية الأسلحة الفاسدة كانت من الدوافع الرئيسية لقيام الثورة ضد النظام الملكى الفاسد الذى تآمر على جنوده وضباطه بصفقة أسلحة أودت بحياة العشرات وأدت إلى خسارة تلك الحرب.. من هنا جاءت فلسطين فى أفلام مثل (أرض الأبطال، الله معنا، رد قلبى، أرض السلام، طريق الأبطال وصراع الجبابرة).

وتبقى رائعة (الناصر صلاح الدين) للمخرج «يوسف شاهين» أهم الأعمال السينمائية التى تناولت القضية الفلسطينية وإن كانت من منظور تاريخى يحمل رمزا وبعدا لما يحدث فى الحاضر. ويصف الناقد الفلسطينى الراحل «بشار إبراهيم» هذا الفيلم فى كتابه (فلسطين فى السينما العربية) قائلا: «استطاع يوسف شاهين، وهو مخرج قدير دون أدنى شك، تقديم فـيلم منـسوج ببراعة فى التنفيذ والأداء، عميق المعانى.. القدس المحتلة، تتحرر، وتعود للمسلمين، وقائد الفرنجة ريتـشارد قلـب الأسد، والقائد المسلم الكبير صلاح الدين الأيوبى، فى مواجهة تاريخية، علـى صعيد السيف، كما على صعيد الأخلاق، وحطين واحدة من أبـرز المعـارك والانتصارات فى التاريخ، وعودة القدس إلى أصحابها، واندحار الغزاة.. إنه الماضى عندما يتحول دروساً للحاضر، ويـضيء أمـل المـستقبل. والفيلم السينمائى الذى يغدو رسول أمة إلى شعوب العـالم، برسـالة سـاطعة الوضوح والدلالة، فالقدس عربية مهما طالت الأمور.. وعنـدما تتّحـد القـوى والهمم والإرادات، يستعاد الحق لا ريب».

فى فترتى السبعينيات والثمانينيات تتحول القضية فى أفلام الموجة السينمائية الجديدة أو أفلام الواقعية الجديدة إلى رمز يؤرق البطل دوما وخلاصة القول فى القضية يتلخص دائما فى جمل حوارية تعبر عن حجم الوجع الذى يملأ القلوب والوجدان.. وفى نفس الفترة يقدم المخرج الفلسطينى «غالب شعث» فيلما مصريا بعنوان (الظلال فى الجانب الآخر) متخذا من إحدى شخصيات الفيلم تعبيرا مباشرا عن القضية فهو هنا يقدم شخصية «عمر» الشاب الفلسطينى الذى يأتى من الضفة الغربية للدراسة فى مصر ويحول غرفته إلى مكتب للدعاية للقضية الفلسطينية يحاول من خلاله إيضاح حقيقة الصراع العربى الصهيونى.

أيضا يقدم «يوسف شاهين» فى أحد الخطوط الرئيسية لأول الأفلام التى قدم فيها سيرته الذاتية (إسكندرية ليه) قصة الأسرة اليهودية التى هاجرت إلى فلسطين فى عام 1948 وتقول بطلة الفيلم فى رسالة لحبيبها المصرى «فى فلسطين قامت حروب هتفضل 100 سنة».

أيضا يقدم «خيرى بشارة» بشكل مباشر حرب 1948 فى فيلمه (الأقدار الدامية) الذى كانت الحرب خطا رئيسيا بالفيلم الذى تتغلف أحداثه بقصة ميلودرامية مأخوذة عن مسرحية عالمية وهى (الحداد يليق بالكترا).

ومع بداية التسعينيات، يأتى واحد من أهم الأفلام التى تناولت القضية الفلسطينية من منظور فلسطينى خالص وهو فيلم (ناجى العلي) الذى أخرجه «عاطف الطيب» عام 1992 وقام ببطولته «نور الشريف» و«محمود الجندى» ومجموعة من الفنانين العرب.. ويتناول الفيلم سيرة حياة رسام الكاريكاتير الفلسطينى الشهير «ناجى العلى» الذى تم اغتياله عام 1987. 

وفى فيلم (القبطان) إخراج «سيد سعيد» عام 1997 يقدم المخرج مشهدا نرى من خلاله مجموعات من اللاجئين الفلسطينيين القادمين إلـى مصر بالقوارب والمراكب الصغيرة فرارا من المجازر الدموية التى يرتكبها ضدهم جيش الاحتلال الإسرائيلى.

وفى ثلاثة أفلام للكاتب «مدحت العدل» الذى تألقت أعماله السينمائية الشبابية مع نهاية التسعينيات وبداية الألفية نجد تركيزا على القضية الفلسطينية بشكل صريح ومباشر كما فى (صعيدى فى الجامعة الأمريكية) الذى يتم فى أحد مشاهده حرق علم إسرائيل من قبل طلبة الجامعة الأمريكية الذين يرفضون انتهاكات إسرائيل ضد الفلسطينيين.. أيضا فى فيلم (همام فى أمستردام) لا يتردد البطل فى صفع الشاب اليهودى صارخا فى وجهه «انتو بتقتلوا أطفال فلسطين كل يوم» وفى (أصحاب ولا بيزنس) يقدم جزءًا كاملاً من الفيلم داخل الأراضى الفلسطينية حيث نشاهد حكايات عن الشهداء ومظاهرات ضد قوات الاحتلال ومشهد لتنفيذ عملية استشهادية.

وفى فيلم (السفارة فى العمارة) عام 2005 إخراج «عمرو عرفة» وبطولة «عادل إمام» نجد أن التغيير الحقيقى الذى يحدث لبطل الفيلم يأتى من خلال مشاهدته لجنازة طفل فلسطينى كان يعرفه، قامت بقتله قوات الاحتلال الإسرائيلى.. من هنا يثور البطل ويعود لبيته الذى تحاول احتلاله جارته فى العمارة - السفارة الإسرائيلية - ليطردهم جميعا متخذا موقفا جادا وشجاعا وحاسما.

ومع كل ما سبق من أفلام ورؤى سينمائية اهتمت بالقضية، يبقى فيلم (باب الشمس) بجزءيه (الرحيل والعودة) عام 2004 للمخرج «يسرى نصر الله» أيقونة سينمائية بارزة وخالصة وبديعة عن المآساة الفلسطينية منذ عام 1948 وما نشاهده فى الجزء الأول من لقطات موجعة عن التهجير وطرد الفلسطينيين من أراضيهم وما نواصل مشاهدته فى الجزء الثانى من استكمال لحكاية التشتت والمقاومة.. حقق شهادة سينمائية كاملة ومتكاملة عن فلسطين وقضيتها. 

من ناحية أخرى، وبعيدا عن الأفلام الروائية، فقد اهتمت السينما التسجيلية المصرية بتوثيق الألم الفلسطينى وقدمت عشرات الأفلام عن القضية وعن فلسطين بدأت من عام 1955 بأفلام عن الأماكن الأثرية فى فلسطين أو مخيمات اللاجئين.. وقد أتاحت مصر الفرصة للمخرج الفلسطينى «محمد صالح كيالى» بأن يقدم 14 فيلما تسجيليا عن القضية الفلسطينية منها (فلسطين الدامية، هذه فلسطين، طلائع العودة إلى فلسطين، وبالسلاح عائدون) وغيرها.

وبينما ظهرت فلسطين فى خلفية معظم الأفلام التى تناولت العدوان الثلاثى وحربى 1967 و1973.. ركزت أفلام أخرى على فلسطين بشكل أكبر مثل: (وجوه من القدس، صورتى الجديدة، ثلاثية رفح، رسائل فلسطين) وغيرها.

المسرح يزور فلسطين

منذ عام 1913 بدأت الفرق المسرحية المصرية الشهيرة زيارة المدن الفلسطينية وأهمها يافا والقدس وقد كانت باكورة عروض تلك الفرق هناك مسرحية (صلاح الدين الأيوبي) التى قدمتها فرقة «جورج أبيض وسلامة حجازى» لما لها من دلالات عن الأرض الفلسطينية وعروبة القدس.

ومنذ ذاك الحين وكبرى الفرق المسرحية تزور فلسطين وتعرض أعمالها هناك مثل فرق «نجيب الريحانى، فاطمة رشدى، على الكسار ومنيرة المهدية» وأيضا «يوسف وهبى» الذى لم يكتفِ بزيارة فلسطين وإنما أيد الفلسطينيين عام 1929 بالتبرع بجميع إيرادات مسرحية (كرسى الاعتراف) لمنكوبى عرب فلسطين الذين دافعوا عن حائط البراق بوصفه من الأمانات الإسلامية المقدسة فيما عرف وقتها بـ«ثورة البراق».. وعقب إعلان الكيان الصهيونى عن أن فلسطين دولته قدم عميد المسرح العربى مسرحية (الصهيونى) ولم يكتفِ بذلك وإنما قدم عام 1951 مسرحية (الخيانة العظمى) عما حدث فى حرب 1948.

وكان المسرح المصرى قد بدأ فى تقديم مسرحيات عن فلسطين بداية من عام النكبة 1948.. وفى هذا العام وحده قدمت ثلاث مسرحيات هى (العائد من فلسطين، فلسطين للعرب، وصلاح الدين الأيوبى منقذ فلسطين).. ومع تفاقم القضية وتهجير الفلسطينيين بدأ المسرح المصرى ينتبه لمأساة الشتات واللجوء فعرض عام 1961 مسرحية (عائدون) عن اللاجئين وما يواجهونه من ظروف قاسية وانتهت أحداث المسرحية بنشيد من كلمات الشاعر الفلسطينى «هارون هاشم رشيد» يقول «عائدون.. عائدون.. إننا لعائدون فالحدود لن تكون والقلاع والحصون فاصرخوا يا نازحون إننا لعائدون..». هذا النشيد الذى لحنه الموسيقار «محمود الشريف» كان لسنوات هو اللحن المميز لإذاعة فلسطين.

وفى عام 1969 قدم المسرح المصرى رائعة «عبدالرحمن الشرقاوى»، (وطنى عكا) والتى أخرجها «كرم مطاوع».. وفى 1970 عرضت بأسلوب تسجيلى يسرد الوقائع والحقائق مسرحية (النار والزيتون) تأليف «ألفريد فرج».

أما الكاتب الراحل «يسرى الجندى» فقد كتب عدة نصوص مسرحية عن فلسطين بدأت بمسرحية (اليهودى التائه) التى يشير فيها إلى أن الأمل فى إنقاذ فلسطين سيتحقق بظهور المخلص.. قدم «الجندى» بعد ذلك مسرحيات (واقدساه، القضية 2007 والسيرك الدولي) عن المأساة الفلسطينية أيضا.

من ناحية أخرى شهد المسرح المصرى عروضا عن فلسطين تمثلت فى مسرحيات (فلسطين عيزاك 1974، الإصرار 1977، الأرض الثائرة والحمل الفلسطينى 1987، القدس فى عيون مصرية 1989 ولن تسقط القدس 2002).

 صوت المقاومة

على مدار العصور ومع تغير الأجيال ظلت الأغنية المصرية تتضامن مع فلسطين وما تتعرض له من انتهاكات إسرائيلية صهيونية منذ عشرات السنين. 

البداية كانت من موسيقار الأجيال «محمد عبدالوهاب» الذى غنى عام 1948 أغنية (فلسطين) عقب مذبحة «دير ياسين»، وفى عام 1960 وفى أغنيته التى قدمها للرئيس «جمال عبدالناصر» والتى كان عنوانها (ناصر كلنا بنحبك) يهدى «عبدالوهاب» الجزء الأخير من الأغنة لفلسطين حين يقول: «شعبك يا فلسطين مش ممكن هايسيب تاره.. جيش التحرير ع الباب مستنى يعود لدياره.. شمسك يا فلسطين هاتطلع وحقوق لكى هاترجع.. كل الشعب العربى سلاحك وسلاحه وحدة وقومية». 

وفى العام التالى يقدم الفنان الكبير «محمد عبدالوهاب» أغنية خاصة لفلسطين من تأليف الشاعر «صالح جودت».. كما يلحن أيضا فى عام 1969 قصيدة (أصبح الآن عندى بندقية) من كلمات الشاعر «نزار قبانى» وهى القصيدة التى غنتها كوكب الشرق «أم كلثوم»، وتقول فى مطلعها «أصبح عندى الآن بندقية.. إلى فلسطين خذونى معكم».. وفى نفس العام يغنى موسيقار الأجيال قصيدة (أيها الساري) من كلمات «عبدالمنعم الرفاعى».

أما العندليب الأسمر «عبدالحليم حافظ» فقد غنى واحدة من أجمل الأغانى التى قدمت عن فلسطين وهى أغنية (المسيح) من كلمات الشاعر الكبير «عبدالرحمن الأبنودى» وألحان «بليغ حمدى» وكان «عبدالحليم حافظ» قد قدم فى أغنية سبقت (المسيح) بسنوات مقطعًا عن فلسطين جاء فى أغنية (ثورتنا المصرية)، والذى يقول فيه «ضد الصهيونية.. بالمرصاد واقفين.. وهاترجع عربية.. حبيبتنا فلسطين».. أيضا فى أغنية (مطالب الشعب) من أشعار «صلاح جاهين» يقول «عبدالحليم»، «ما فى حاجة تقول لنا لأ.. إيش حال يوم تحريرنا فلسطين».

من ذات الجيل وفى نفس الفترة غنى «محمد قنديل» أغنيات (نشيد غزة، شعبك راجع يا فلسطين، ويا ويل عدو الدار).. وغنى «سيد مكاوى» ثلاثية من كلمات الشاعر «فؤاد حداد» هى (الأرض بتتكلم عربى، ازرع كل الأرض مقاومة و ولا فى قلبى ولا فى عينى إلا فلسطين)، وغنى الثنائى «أحمد فؤاد نجم» و«الشيخ إمام» أغنيتى (تكرم عين الشعب الزين ويا فلسطينية). أيضا غنى «محمد رشدى» أغنية (إلا فلسطين).

ومن الأجيال الأحدث قدمت أغنيات (القدس هتفضل للأبد، فلسطين وأبواب القدس) لـ«هانى شاكر»، (هز هلالك يا صلاح الدين، المسجد الأقصى والقدس) لـ«على الحجار»، (فلسطيني) لـ«مدحت صالح»، (القدس) لـ«محمد منير»، (القدس دى أرضنا) لـ«عمرو دياب»، (الأقصى نادى) لـ«محمد فؤاد»، (عربية يا أرض فلسطين) لـ«آمال ماهر»، و(ترابك يا فلسطين) لـ«تامر حسنى».

وفى عام 1998 يشير الشاعر «د.مدحت العدل» للقضية الفلسطينية من خلال أوبريت (الحلم العربى) الذى قدم بأصوات 22 مطربًا عربيًا من خلال جملة (أطفال بايدا حجارة).. لكن فى عام 2000 يكتب «العدل» أيضا فى أعقاب استشهاد الطفل الفلسطينى «محمد الدرة» أمام أعين العالم برصاص الاحتلال الإسرئيلى، أوبريت (القدس هترجع لنا) والذى شارك فيه 29 فنانا مصريا ما بين ممثلين ومطربين وكان من أهم ما قدمته الأغنية المصرية لفلسطين شعبا وأرضا.

 إشارات درامية

وإن كانت السينما والأغنية المصرية قد قدمتا الكثير للقضية الفلسطينية، كما كانت هناك محاولات مسرحية هامة وجادة إلا أن الدراما المصرية تعاملت مع القضية الفلسطينية بشكل بسيط، حيث ظهرت القضية كضرورة فنية فى الأعمال التاريخية التى تناولت فترة حرب 1948.. أو فى بعض الأعمال التى جسدت واقع النكبة والاستيلاء على الأراضى الفلسطينية من قبل اليهود كما فى مسلسلات (حارة اليهود والصفعة). أما الدراما الاجتماعية ففى بعضها شاهدنا حضورا وظهورا خاصا للشخصية الفلسطينية كما جاء فى مسلسلات (ليالى الحلمية والمال والبنون وفرقة ناجى عطا الله).

ويبدو بعد كل ما يحدث ومع الطفرة التى تشهدها الدراما المصرية حاليا أن الشاشة الصغيرة المصرية فى حاجة لعمل فنى يتناول المأساة الفلسطينية التى لطالما كانت مصر شريكا رئيسيا فيها بالصورتين المادية والمعنوية.

فهل نرى فى السنين المقبلة عملا نستطيع من خلاله أن نؤرخ لدور الدراما فى القضية الفلسطينية كما حدث من قبل فى السينما والمسرح والأغنية؟