الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تعود به «ماجدة زكى» إلى السينما بعد غياب 22 عاما ويقدم من خلاله المخرج عمله السينمائى الأول: «يوميات سكر» فيلم يناسب قيم الأسرة العربية

لا شك أن العودة بعد غياب إلى إنتاج فيلم غنائى استعراضى هو تحدٍ كبير، فى ظل ما تطلبه هذه النوعية من الأفلام من إبهار وإمكانيات ضخمة تناسب طموح الجمهور الذى اعتاد على مشاهدتها عالميًا، لا سيما إذا كان الجمهور المستهدف من هذا العمل هو الأطفال بأعمارهم المختلفة، والذين يواجهون عبر الأفلام الموجهة إليهم من الغرب طوفانًا من الانحرافات الأخلاقية تسببت فى أحيان كثيرة إلى منع إجازة تلك الأفلام، ووقف عرضها داخل دور العرض العربية.



 كان آخر تلك الأعمال فيلم (سبايدرمان- أكروس ذا سبايدر-فيرس) الذى تم منع عرضه قبل أشهر قليلة فى سينمات مصر، والإمارات، والسعودية، بسبب احتوائه على عبارة (احموا الأطفال المتحولين جنسيًا) منقوشة فوق علم المثلية فى أحد مشاهده، لكن فيلم (يوميات سكر) الذى بدأ عرضه قبل أيام فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ليس موجهًا للأطفال فحسب، بل إنه موجه لكل أفراد الأسرة العربية، وفى السطور التالية نتعرف على أبرز ملامح فيلم (يوميات سكر).

مستوحى من رواية عالمية

يستوحى فيلم (يوميات سكر) قصته من الرواية الكلاسيكية العالمية الشهيرة (Daddy Longs Legs) من تأليف الكاتبة الأمريكية «جين ويبستر» والتى صدرت عام 1912، وتم ترجمتها للعديد من اللغات، وتعرف عربيًا برواية (صاحب الظل الطويل) ونظرًا لشعبية الرواية، فقد كانت محط أنظار صناع السينما على مر السنين سواء عالميًا، أو عربيًا، حيث قدمت سينمائيا لأول مرة فى فيلم أمريكى يحمل الاسم نفسه سنة 1955، وقد تم ترشيح الفيلم إلى أربع جوائز من بينها 3 جوائز أوسكار، وفى السبعينيات قدمت السينما المصرية فيلم (ابنتى العزيزة) من بطولة «رشدى أباظة، ونجاة الصغيرة» من إخراج «حلمى رفلة» وقد استوحى مؤلف الفيلم «محمد أبويوسف» أحداثه من الرواية نفسها، وفى عام 2005، أعادت السينما الكورية تقديم الرواية بشكل مختلف، وبخلاف السينما، قدمت الرواية ضمن أحداث فيلم كرتون يابانى فى التسعينيات، وتم دبلجته عربيًا، لذلك يعبر فيلم (يوميات سكر) عن واحدة من الروايات الكلاسيكية التى يعرفها المشاهد العربى جيدًا، حيث تدور أحداثه داخل دار أيتام، متناولاً يوميات مجموعة من الأطفال والمراهقين الذين حكمت عليهم الظروف بالعيش داخل هذه الدار التى ترأسها مديرة قاسية، تجبرهم على العمل، من أجل الحصول على أموالهم آخر كل يوم، وتحرمهم من ممارسة حياتهم الطبيعية، لكنهم مع ذلك، يحلمون بالمستقبل، ويواجهون ظروفهم السيئة بكل جسارة، كل ذلك فى قالب غنائى استعراضى مشوق، وبديكورات وملابس ومؤثرات بصرية تم تنفيذها بتقنيات متطورة، وبكوادر عربية خالصة.

مسلسل تحول إلى فيلم

عندما أعلنت الشركة المنتجة لفيلم (يوميات سكر) عن المشروع قبل عدة أشهر، أعلنت عنه كمسلسل مكون من 8 حلقات، سيتم عرضه على إحدى المنصات، لكنها قبل أسابيع قليلة أعلنت تغير الموقف، ليصبح فيلمًا استعراضيًا بإنتاج ضخم من تأليف الكاتبة الكويتية «هبة مشارى حمادة» والتى قدمت العديد من الأعمال الدرامية التى حظيت بنجاح كبير منها (سرايا عابدين، ودفعة القاهرة) وغيرهما، وقد اختارت «هبة» تقديم (يوميات سكر) بالفصحى البسيطة، وهو فى حد ذاته أمر جيد، لا سيما أن أبطال العمل ينتمون إلى أكثر من بلد عربى، كما قامت بتأليف الأغانى التى تضمنها الفيلم.

مخرج لأول مرة

يعتبر اسم «تامر مهدى» علامة بارزة فى مجال إخراج الإعلانات التجارية، لكنه بقبوله التصدى لإخراج فيلم (يوميات سكر) يكون وضع قدمه على أول الطريق فى مجال الإخراج السينمائى، محققًا بذلك حلمه بأن يقدم عملاً غنائيًا استعراضيًا ضخمًا، معتمدًا بالأساس على عنصر الإبهار، ودمج الفانتازيا بالمشاهد الواقعية، لتكوين عالم خاص بالفيلم، وقد استغرق الإعداد لذلك عامًا كاملاً، وتم التصوير فى 14 شهرًا، والجميل أن قرار تحويل المشروع من مسلسل تليفزيونى إلى فيلم سينمائى بشكل مفاجئ قبل أسابيع من عرضه لم يربكه إخراجيًا، فجاء الفيلم شيقًا، وجذابًا، ومتماسكًا، وهو أمر يحسب له بكل تأكيد.

نجوم عائدون ونجوم قادمون

فى عام 2001، شاركت الفنانة «ماجدة زكى» فى الفيلم الكوميدى (اتفرج يا سلام) من بطولة «هانى رمزى، وماجد المصرى، وحنان ترك» ومن إخراج المخرج الراحل «محمد كامل القليوبى»، ومنذ ذلك الحين، انشغلت بالعمل فى الدراما التليفزيونية، حيث قدمت العديد من المسلسلات الناجحة، منها: (عباس الأبيض فى اليوم الأسود، وكيد الحموات، وقوت القلوب) وغيرها من الأعمال، وبمشاركتها فى (يوميات سكر) تكون قد عادت لجمهور السينما بعد غياب 22 عامًا، وقد قدمت خلال العمل دور «رتيبة» مديرة الملجأ الشريرة، وقد أضفت على الشخصية طابعًا كوميديًا خاصًا بها فى كل أعمالها، بالإضافة إلى تقديمها لمجموعة من الأغانى والاستعراضات لأول مرة فى مشوارها الفنى، وقد توافق هذا الفيلم مع طموحها لتقديم عمل فنى موجه للأطفال، فكثيرًا ما تواصلت مع المؤلفين فى رحلة بحث عن سيناريو يصلح لتلك الفئة العمرية، وهو ما انعكس بوضوح على علاقتها مع الأطفال داخل العمل، والتى اتسمت بالتناغم الشديد، وقد ساهم فى زيادة جرعة الكوميديا مشاركة الفنان الكوميدى «محمد ثروت» الذى قدم دور (بلاليكا) أحد موظفى دار الأيتام، والنجمة الشابة «ريهام الشنوانى» فى دور شقيقة «رتيبة» المغلوبة على أمرها، والفنان «عباس أبوالحسن» فى دور «أبوالدهب» الذى يتبنى الأطفال ليجعلهم يعملون بالسخرة فى منجمه، حيث ستساهم شجاعة أطفال دار الأيتام فى إنقاذهم.

وقد سلط الفيلم الضوء على النجوم الصغار الذين ينتمون لجنسيات عربية مختلفة مثل: مصر، والسعودية، والكويت، ولبنان، والبحرين، وبعضهم يقف أمام الكاميرا لأول مرة، وبعضهم يمتلك تجارب تمثيلية سابقة مثل «ياسمين العبد، ومعتز هشام» كما يعتبر الفيلم خطوة مهمة فى مشوار النجمة البحرينية الشابة «حلا الترك» لتبرز من خلاله موهبتها فى عالم السينما الاستعراضية كما أبرزتها من قبل فى عالم الغناء.