الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«الميسترال» تسهم فى إنقاذ المتضررين وتحمل 100 حاوية من الإمدادات وضع إنسانى صعب فى ليبيا وانتفاضة مصرية لمساعدة المنكوبين

بعد مُضى أسبوع على الفيضانات المُدمرة فى ليبيا، تتحدث منظمات إغاثة عن «وضع إنسانى كارثى». ويتزايد خطر تفشى الكوليرا. وتُعد مدينة درنة الساحلية هى الأكثر تضررا حيث غادر الكثير من سكان درنة المدينة. ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة، فقد نزح ما لا يقل عن 40 ألف شخص فى شمال شرق ليبيا بسبب الكارثة.



ولا تزال عمليات البحث عن المفقودين مستمرة بلا كلل. ويتحتم على رجال الإنقاذ التنقل بحذر فى وسط الأنقاض. يحتاج الناجون الآن بشكل أساسى إلى المأوى والطعام والرعاية الطبية الأساسية، وفقًا لتصريح مارتن غريفيث المنسق الأممى للشئون الإنسانية. ويعتبر نقص مياه الشرب النظيفة، والمخاطر المترتبة على الكوليرا من المشكلات الخطيرة بشكل خاص.

 

كما يقوم غواصون من فريق الحماية المدنية بتمشيط مبانى غمرتها المياه، ويؤكد وجود القمامة فى المياه تحذير وزارة الصحة الليبية من أنه لا يجب على سكان درنة الاقتراب بأى حال من الأحوال من الآبار، لأن المياه الجوفية ملوثة جزئيا بالجثث وجثث الحيوانات والمواد الكيميائية.

وما زال الشاطئ يلفظ الجثث ويقذفها إلى شواطئ مدينة درنة، حيث اكتشفت فرق إنقاذ مالطية مئات الجثث، وهناك خطر آخر يتمثل فى الألغام الأرضية الموجودة فى المنطقة المحيطة بالمدينة، والتى جرفتها الفيضانات.

ويوميا، تتواصل جهود انتشال عشرات الجثث من المياه أو من تحت الأنقاض والطين. وتُدفن هذه الجثث فى مقابر جماعية. وتساهم مراسم الدفن العاجلة فى منع انتشار الأوبئة، وتتوافق مع العادات الإسلامية. ويصعب تحديد هويات الضحايا وأعدادهم.

 ميسترال المصرية

قدمت عدة دول دعما فوريا وإغاثة إنسانية إلى ليبيا وعلى رأسهما مصر بعد السيول الجارفة التى ضربت مدينة درنة شرق البلاد جراء العاصفة دانيال، وأمر الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى بتجهيز ميسترال للعمل كمستشفى ميدانى للمساعدة فى جهود إغاثة المنكوبين فى ليبيا.

وصلت حاملة الطائرات المصرية ميسترال إلى ليبيا للعمل كمستشفى ميدانى ضمن جهود دعم إغاثة المنكوبين من ضحايا الفيضانات، كما وصلت سفينة للبحرية المصرية إلى مياه مدينة درنة الليبية للمساعدة فى انتشال جثث ضحايا السيول من البحر.

وتحمل حاملة الطائرات نحو 100 حاوية من الإمدادات من الغذاء والأدوية، وحتى لعب الأطفال لم تهملها مصر خلال تقديمها الدعم للشعب الليبى الشقيق.

كما تحمل أيضا المعدات اللازمة لإعادة بناء الطرق التى تقطعت بين درنة وطبرق، حيث تقع طبرق فى منطقة وسط بين عدد من المدن، ويمكن للميسترال تقديم المساعدات إلى أى مكان فى ليبيا.

هناك قرى أبيدت عن كاملها وستستمر المساعدات المصرية وتستمر الميسترال حتى يتم إخراج جميع الجثث وتكريمها، وإنشاء مخيمات بعيدة عن مناطق الكوارث، وتقديم كل الدعم اللوجستى للأهالى.

وقال مراقبون وخبراء عسكريون إن إرسال حاملة الطائرات «ميسترال» فى أول مهمة رسمية لها، إلى ليبيا، له دلالة كبيرة، نظرا للتجهيزات الكبيرة التى تتمتع بها، وللمساعدة بشكل أكبر فى إغاثة المتضررين من الأزمة الراهنة.

وتبلغ إزاحة السفينة حوالى 21.5 ألف طن، وهى ذات قدرة على نقل 16 مروحية ثقيلة هجومية، أو 35 مروحية خفيفة،  إضافة لنقل 70 مركبة قتالية، متضمنة 13 دبابة قتال رئيسية أو 40 دبابة، بخلاف 450 فردا بشكل رئيسى.

وتشمل 4 مركبات «إنزال برمائى مُتخصصة»، تقوم بنقل الأفراد والمركبات من السفينة إلى الشاطئ والعكس، كما تحتوى ميسترال على مستشفى بحرى منتشر على مساحة 900 متر مربع، يستوعب غرفتى عمليات، ملحق به غرفة أشعة مزوّدة بأحدث جيل من الماسحات الإشعاعية لعمليات المسح الإشعاعى.

كما يتضمن المستشفى عمليات التصوير بالموجات فوق الصوتية، وقسم خاص بالأسنان، و20 غرفة للمرضى، و69 سريرا طبيا منها 7 أسرّة مخصصة للعناية المركزة.

وتضم مركز قيادة مُخصص على مساحة 850 مترا، يمكن أن يستوعب حتى 150 فردا من أفراد القيادة والأركان، ويحتوى مركز القيادة على نظام المعلومات التكتيكى البحرى المتطور جدًا والمسئول عن جمع المعلومات من كل مستشعرات السفينة لإدارة المعارك، وأنظمة الاتصال بالأقمار الصناعية مما يهيئ مناخًا متكاملًا لأعمال القيادة.

يوجد بها رادار المسح الجوى والبحرى ثلاثى الأبعاد متعدد المهام، قادر على القيام بمهام البحث والتتبع والتعريف والتصنيف لجميع الأهداف الجوية والبحرية وتحديد الأهداف للأسلحة، ويمتلك قدرة مقاومة التشويش الإلكترونى المُكثّف، ويُمكنه رصد الأهداف ذات المقطع الرادارى المنخفض كالصواريخ الجوالة.

كما يمكن البقاء بالبحر حتى 70 يوما بالإبحار باستخدام السرعات المحدودة، وتتضمن مهام السفينة الحربية طراز ميسترال: القيام بعمليات الإنزال البحرى، تنفيذ أعمال النقل البحرى الاستراتيجى، القيام بمهام الإخلاء وتقديم أعمال الدعم اللوجيستى للمناطق المنكوبة، العمل كمركز قيادة مشترك بالبحر، وإدارة أعمال البحث والإنقاذ للأرواح بالبحر.

 مناطق نائية

واستعان المجلس البلدى للبيضاء بمروحيات الجيش المصرى المتمركز فى مطار الأبرق من طراز «شينوك»، وصل عددها 10 مروحيات، فى تسيير رحلات إغاثة جوية نحو مناطق نائية جنوب المدينة، وهى «الخويمات وسلك بوعسكر».

وقام أفراد الجيش المصرى مع أفراد المناولة بالمطار بشحن مواد غذائية ومياه على متن إحدى المروحيات، ثم التحليق إلى تلك المناطق وإنزال الشحنة بمشاركة عضو المجلس البلدى البيضاء وليد الزوبيك.

وفى درنة، تشارك القوات الجوية إلى جانب الفرق المصرية على الأرض فى أعمال الإنقاذ الدائرة بالمدينة الأكثر تضررا من العاصفة «دانيال»، حسب الضابط بالجيش الليبى محمد الصادق.

تتمركز طائرات مروحية من طراز «أوجستا AW139»، التابعة لسرب البحث والإنقاذ بالقوات الجوية المصرية فى مطار الأبرق وقاعدة مرتوبة الجوية، وتنفذ مهمات دورية قبالة ساحل درنة، حيث تمكنت من إخلاء جثامين عدد من الضحايا الذين جرفتهم مياه البحر.

وبدأ دعم الجيش المصرى لليبيا بتسيير جسر جوى يحمل المساعدات الإغاثية و25 طاقم إنقاذ مزود بكافة المعدات الفنية، وطائرات لتنفيذ إعمال إخلاء القتلى والمصابين، والاستعداد لبذل جهود أخرى للإنقاذ استدعت زيارة لفريق أسامة عسكر، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، الثلاثاء 12 سبتمبر إلى ليبيا للتنسيق مع السلطات الليبية.

وكان المتحدث باسم وزارة الداخلية الليبية المقدم طارق الخراز، قال إن ليبيا تعرضت لكارثة لم تشهدها طوال تاريخها، مشيرًا إلى استمرار عمليات انتشال الضحايا من تحت الأنقاض جرّاء الفيضانات.

وأضاف أن الوضع الإنسانى فى ليبيا صعب جدًا والأمر أصبح أكبر من السلطات الليبية، موضحًا أن بعض الفرق عجزوا عن انتشال بعض جثث الضحايا الموجودة تحت المياه والأتربة فى مدينة درنة.

وأشار الخراز إلى أن أعداد الجثث التى تم انتشالها من تحت الأنقاض الأسبوع الماضى فقط كان كبيرًا جدًا وصل إلى أكثر 1169 جثة لم يتم التعرف عليها، متابعًا: «نواصل إجراءات التعرف على الجثامين ونسلم الأهالى المعلوم منها».

وتابع: «دفنا الجثث التى لم يتم التعرف عليها بعد أخذ العينات»، مشيرًا إلى أنه تم دفن 3500 قتيل وعدد المفقودين تجاوز 3 آلاف حتى الآن.

ورغم صعوبة الوضع الإنسانى فى ليبيا، لم تلتفت منظمات حقوق الإنسان الدولية لهذه الكارثة بالحجم المطلوب فالوضع الإنسانى خطير للغاية حيث خرجت الأوضاع عن السيطرة، وغرقت أحياء ومناطق المدينة التى غمرتها مياه الأمطار والأودية وانهيار كامل للمرافق الخدمية والأساسية بالمدينة وخروجها عن الخدمة والانقطاع الكامل للكهرباء على أحياء ومناطق. وأمام الوضع الإنسانى الاستثنائى الذى تمر به ليبيا لم تصدر أى بيانات سوى حصر فقط لأعداد الضحايا والمطالبة بمحاسبة المسئولين.