الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مــصر السند دعم بحرى وجوى للمغرب وتضامن شعبى واسع لإغاثة المتضررين

فور وقوع كارثة الزلزال فى المغرب، كان لمصر دور قوى وعاجل فى المساعدة حيث وجه الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى بتقديم جميع أشكال الدعم الإنسانى من أطقم إغاثة ومعدات إنقاذ ومعسكرات إيواء للمتضررين، بالتعاون والتنسيق مع الأجهزة والمؤسسات المغربية.



مصر دائمًا تسبق فيما يخص الشئون العربية، وحاضرة بقوة سواء من خلال الدبلوماسية الإنسانية لتخفيف المعاناة عن الشعوب العربية، فهى كانت سباقة حينما أرسلت إلى المغرب الشقيق الخدمات الإنسانية.

وقد وجّه السيسى القوات المسلحة بتقديم الدعم الفورى والإغاثة الإنسانية، جوًا وبحرًا، للأشقاء فى المغرب، مقدمًا خالص التعازى باسمه واسم الشعب المصرى فى ضحايا الكارثة الإنسانية فى المغرب.

وقال السفير المصرى فى المغرب، ياسر عثمان، إن مصر أكدت موقفها المساند والداعم للمغرب على أعلى مستوى، من خلال رسالة الرئيس عبدالفتاح السيسى، إلى الشعب المغربى ولأخيه الملك محمد السادس، وهو الأمر الذى تلقاه الجانب المغربى بالكثير من التقدير.

وتابع أنه فى ظل العلاقات القوية والأخوية التى تربط البلدين، حرصت مصر على أن تكون من أولى الدول التى أعربت عن تضامنها الكامل مع المغرب الشقيق واستعدادها للمساعدة لمواجهة الآثار المدمرة لهذا الحادث المروع والمصاب الأليم.

كما ثمنت قوى سياسية توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، بتقديم الدعم الفورى والإغاثة الإنسانية، جوًا وبحرًا، للأشقاء فى ليبيا والمغرب وتأكيد تضامن مصر الكامل ووقوفها بجانب الأشقاء فى المغرب، بعهد مصر مع أشقائها، مؤكدين أن مصر دائمًا تكون أول من يمد العون والمساندة فى كل المحن.

كما أكدوا أن التوجيهات تستكمل مواقف مصر التاريخية على مر العصور، خاصة وأن القيادة السياسية دائما ما تكون بجانب الأشقاء وقت الأزمات والكوراث، وتحرص على دعمهم بجميع الطرق والوسائل المتاحة من أجل تخطى هذه المحنة الصعبة، انطلاقا من المسئولية المشتركة والروابط الأخوية.

وقال المدير التنفيذى لجمعية الهلال الأحمر المصرى رامى الناظر، إن كميات كبيرة من المساعدات الإغاثية والغذائية والطبية أرسلت من مصر إلى المغرب، بعد الزلزال المدمر الذى ضرب المملكة.

وأوضح أنه تم التنسيق مع جمعيات الهلال الأحمر فى البلدين تحت مظلة وزارة التضامن الاجتماعى فى مصر، ومع القوات المسلحة المصرية وأجهزة الدولة، وتم تجهيز الخيم والأغطية وأدوات النظافة والأغذية الجافة والأدوية وغيرها.

إشادة مغربية

وقالت الدكتورة لمياء عبدالله رئيس الرابطة المصرية المغربية فى تصريحات صحفية إن موقف الرئيس السيسى فى دعم بلدى الحبيب المغرب وإعلان الحداد تضامنا مع مصابنا ومصاب ليبيا أيضا ليس بغريب على رئيس مصر، لقد اعتدنا منذ توليه الرئاسة مؤازرة العرب فى أية محنة يمرون بها؛ فهو حقًا شخصية لن تتكرر؛ وهناك الكثير من المواقف السابقة مع أشقائنا فى اليمن وسوريا ولبنان وغيرها من البلدان التى مرت بظروف صعبة وكانت مصر أول من يمد يد العون.

وأضافت لمياء إن العلاقة التى تجمع المصريين والمغاربة لا يمكن حصرها فى كلمات فهى لها خصوصية، قوامها المحبة والاحترام المتبادل، فأنا مقيمة فى مصر منذ سنوات، ولم أشعر بالغربة يومًا على هذه الأرض، بل أشعر أن مصر بلدى الثانى، ووجدت كل الدعم والتضامن من أشقائى المصريين فور وقوع كارثة الزلزال. 

عروض المساعدات

قرر المغرب الاستجابة لأربعة عروض مساعدة قدمتها كل من بريطانيا وإسبانيا وقطر والإمارات، لمواجهة تداعيات الزلزال المدمر الذى خلف 2122 قتيلا على الأقل، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية.

وقالت الوزارة: «استجابت السلطات المغربية فى هذه المرحلة بالذات، لعروض الدعم التى قدمتها الدول الصديقة إسبانيا وقطر والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة، والتى اقترحت تعبئة مجموعة من فرق البحث والإنقاذ».

وأضافت الوزارة أنه بعد تقييم الاحتياجات المرتبطة بهذه الفترة الحرجة، «دخلت هذه الفرق فى اتصالات ميدانية مع نظيراتها المغربية». وأشار البيان إلى أنه مع تقدم عمليات التدخل يمكن أن يتطور تقييم الاحتياجات المحتملة «مما قد يؤدى إلى اللجوء إلى عروض الدعم المقدمة من دول أخرى صديقة، حسب احتياجات كل مرحلة على حدة»، مؤكدا ترحيب المملكة بكل المبادرات التضامنية من مختلف مناطق العالم.

وبدأت عملية إحصاء سكان المبانى المتضررة من الزلزال فى إقليم الحوز بالمغرب، وتم تشكيل لجان خاصة لهذا الغرض لإحصاء الأسر المتضررة من الزلزال.

يأتى هذا فى إطار برنامج إعادة إيواء المتضررين والاعتناء بالفئات الأكثر تأثرا بالزلزال، والذى تم إصدار تعليمات ملكية بشأنه، والهدف هو تقديم المساعدة للأسر والمواطنين المتضررين وإعادة تأهيل المناطق المتضررة فى أقرب وقت ممكن.

إحصاء أولى

تمت عملية الإحصاء الأولى فى إحدى الجماعات المتضررة بحى «سور الجديد» بمشاركة ممثلين من مجموعة من المؤسسات الرسمية والمجتمع المدنى.

وتهدف هذه العملية إلى تحديد الأضرار فى المبانى وتحديد ما إذا كانت تحتاج إلى هدم أو إصلاح أو تدعيم، وما إذا كانت تشكل خطرا على الطرقات والسكان.

ويُشار إلى أن نحو 50 ألف مسكن قد انهار جزئيا أو كليا فى الأقاليم الخمسة المتضررة وفقا للنسخة الأولى من برنامج إعادة الإيواء الذى تم تقديمه بمبادرة ملكية.

فى هذا السياق، أكد رئيس الحكومة عزيز أخنوش، أن تأهيل المناطق المتضررة من زلزال الحوز سيتضمن تعزيز البنية التحتية وتحسين جودة الخدمات العامة.

وأشار إلى أن هناك اهتمامًا مستمرًا داخل اللجنة المكلفة ببرنامج استعجالى لإعادة تأهيل وتقديم الدعم لإعادة بناء المنازل المتضررة، لضمان سير عملية الإعمار بشكل سليم وفقا لاحتياجات كل منطقة.

وتم خلال الاجتماع الثالث للجنة، مراجعة تقدم تنفيذ البرنامج الاستعجالى لإعادة الإيواء ومساعدة المتضررين، الذى تم إصدار تعليمات ملكية بشأنه.

وتمت مناقشة الآليات المناسبة لتنفيذ هذا البرنامج بفعالية، بما يتناسب مع ضمان تنفيذ التدابير المتعلقة بإعادة التأهيل والبناء فى المناطق المتضررة من هذه الكارثة الطبيعية ذات الآثار الكبيرة، بأسرع وقت وبكفاءة كبيرة.

وكشف رئيس الحكومة أن اللجان التقنية تعمل حاليا فى الميدان لإحصاء المنازل التى انهارت كليا أو جزئيا، وهذه الجهود ستساهم بشكل كبير فى تحديد نوع الدعم الذى ستتلقاه الأسر المتضررة، وفقا للتوجيهات الملكية.

دعم مباشر

وكان الملك محمد السادس، ترأس فى الرباط، اجتماعا عمليا مخصصا لتفعيل البرنامج الاستعجالى لإعادة إيواء المتضررين وتقديم الدعم للفئات الأكثر تضررا جراء زلزال الحوز.

ويوفر هذا البرنامج مساعدة فورية بقيمة 30 ألف درهم (3 آلاف دولار) للأسر المتضررة، ومساعدة مالية مباشرة بقيمة 140 ألف درهم (14 ألف دولار) للمساكن التى انهارت بالكامل، و80 ألف درهم (8 آلاف دولار) لتغطية تكاليف إعادة تأهيل المساكن التى تضررت جزئيًا.

وبالنسبة لتكلفة إعادة الإعمار، فتشير التقديرات الأولية لحجم التكلفة المالية التى على المغرب أن يتحملها لمواجهة الخسائر الناجمة عن الزلزال، تبلغ 60 مليار درهم، تتوزع بين تكلفة علاج المصابين، وإعادة إعمار المناطق التى تهدمت بها البنايات السكنية والعمومية وتضررت فيها البنية التحتية بشكل كبير.