أم ترتر

منى رضوان
عند أم ترتر جملة شهيرة بتتقال لما حد يحب يقولك إن الليّ ضاع منك راح ومش راجع مع إنك عارف مين الليّ خده.
المثير فى الموضوع أن أم ترتر مش شخصية خيالية ولا جاية من فراغ بل هى شخصية حقيقية واسمها نفوسة واسم شهرتها أم ترتر.
اسمها ده له قصة وهى مش أن عندها بنت اسمها ترتر، الاسم ده جه من أنها كانت دايمًا عايقة فى نفسها وبتلبس جلاليب ومناديل بئوية فيها ترتر وبيلمع ومن هنا طلع اسم الشهرة ده.
أم ترتر من كرموز فى إسكندرية، ومعروف عنها أنها كانت ست طويلة اللسان ومفترية ومبدأها ومدرستها أن الشرشوحة ست جيرانها.
تقول الرواية إن أم ترتر كانت ست بيت شاطرة ولهلوبة وأنها كانت متجوزة واحد عربجى عنده عربية حنطور اسمه المعلم علوان، وكان بيتها له سطح وكانت أم ترتر مربية فراخ عندها من غير ولا ديك وكانت الفراخ بتاعتها رايحين جايين على السطوح يلاغوا الديوك اللى على أسطح البيوت اللى جمبها.
فى كل مرة ديك من ديوك الجيران ينط على سطح أم ترتر المليان بالفرخات الفاتنات الديك من دول يروح ميرجعش علشان كانت أم ترتر بتمسكه ويبقى عشوة المعلم علوان.
يتجلى دهاء أم ترتر كمان أنها كانت أستاذة فى أنها تخفى آثار الديك من ريش وخلافه، ولما كان حد يضيع منه ديك أو يُفقد يكون الرد بصوت واطى: عند أم ترتر، ربنا يعوض عليكى يا شابة علشان لو أم ترتر سمعت هتمسكها ترنها علقة فى الحارة قدام الليّ رايح والليّ جاى.
ومن هنا طلع المثل الشعبى «عند أم ترتر» وده دليل أنك استحالة تعرف ترجّع اللىّ بتدور عليه مع أنه ملكك وكمان عارف وواثق مين الليّ خده علشان طولة لسانه وسطوته وجبروته ونفوذه.
هل تتخيلوا إزاى واحدة زى أم ترتر عملت لنفسها حصانة بسبب طولة لسانها وقلة أدبها؟ شخصيتها من كتر ما هى متجاوزة فى حق الآخرين بقى كل الناس تعملها حساب.. شايفين إزاى قلة الأدب بتاعة إنسان تخلى له أهمية ويتعمله حساب مع أنه مميز فى حاجة وحشة والمفروض يتنبذ علشانها وميتعرفش بسببها.
ما يذهلنى أن مع مرور الزمن على قصة أم ترتر التراثية أنها مثال حقيقى وموجود وبنشوفه من وقتها إلى يومنا هذا.
وللعلم شخصية أم ترتر موجودة فى كل الطبقات والمستويات سواء شعبية أو راقية مع اختلاف الطريقة والمفردات، فى أم ترتر بتاخد ديوك وفى أم ترتر بتاخد دهب وياقوت وألماظ...يعنى هى موجودة لأنها فكرة والفكرة لا تقتصر على فئة بعينها، أم ترتر أسلوب حياة.
خلاصته: طلع الواحد عنده حاجات كتير «عند أم ترتر»، يا ترى أنت تعرف كام «أم ترتر»؟!