السبت 10 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

سامية صدقى

دايمًا بنسمع فى الحواديت عن أشجع الشجعان.. ودِه عادة راجل أو وَلد وغالبًا بيعمل حاجات خارقة للعادة.. ولمّا كبرنا وبقى عندنا ولاد بقينا نحكيلهم حكايات نقولُّهم فيها خليك زى فلان دِه أشجع الشجعان.. أنا قابلت أشجع الشجاعات وهى شخصية حقيقة مش شخصية حكاوى.. اسمها «سامية صدقى».  مدام سامية صدقى أو طنط سامية صدقى (هى وافقت نرفع الألقاب وأناديها سامية علشان احنا صحاب) من مواليد سنة 1940 - شخصية قمة فى الرقى والجَمال الشكلى، اتعرفت عليها مؤخرًا وما زالت جميلة وأعتقد أنها فى شبابها كانت بتتلوح لها الرقاب.



المهم «سامية» بالإضافة لجمالها الشكلى هى شخصية مثقفة جدًا وكانت دكتورة فى كلية الآداب جامعة القاهرة قسم لغة إنجليزية (وطبعًا بتتكلم إنجليزى بربنط وبطلاقة وإتقان بالغين).

كانت بطلة ولاعبة فى فريق السلة والكرة الطائرة فى نادى هليوليدو، وطبعًا طولها فارع لحد النهارده. هتقولوا لى فين يا مُنَى الشجاعة اللى قلتى عليها؟ هقولكم: سامية تعرضت لأزمة صحية كبيرة جدًا بعد ولادتها لابنتها الصغرى وعانت معاناة بالغة لمدة 18 سنة مع مرض فى الكبد وقررت أنها مش عايزة تكمل كده- قرأت وراسلت مستشفيات بمساعدة بنتها وكان الحل الوحيد أمامها هو زراعة للكبد- ونظرًا لصعوبة الموضوع ده ودقته كان لازم تسافر الصين- عملت كده وسافرت بصحبة زوجها وكان متوقع تعمل العملية بعد شهرين لتحضيرها وعمل التحاليل والفحوصات فرجع جوزها مصر لقضاء بعض المصالح، وفور رجوعه بلغتها المستشفى إن العملية لازم تتعمل فورًا، ودخلت سامية غرفة العمليات ماشية على رجليها وهى على يقين أنها لن تعيش ولكن ربنا شاء أن يشفيها.

بعد كده راحت كندا لابنتها اللى كانت عايشة هناك وبعد عدة سنوات رجعت بنتها لمصر ولكن سامية استمرت هناك لعشرين سنة وعادت لمصر قبل جائحة الكورونا.

أنا مبهورة بشخصيتها- شخصية شجاعة وصارعت لتعيش الحياة التى تستحقها وخدت قرار قلما ياخده الكثيرين.

فى حين شجاعة سامية كانت فى شىء يخص صحتها وحقها أن تعيش الحياة بشكل ترتضيه، بنشوف حوالينا ناس لا يتحلون بأى شجاعة من أى نوع نحو أنفسهم ليعيشوا حياة لائقة بيهم وبتكون فى حاجات أيسر بكتير مما مرت به سامية.

الشجاعة فى أن نقدّر أنفسنا ونختار لها ما تستحقه هو أمانة وواجب مش تفضل ولا أوپشن. الرضا بما لا يليق بنا من أمور تخص صحتنا النفسية أو حالتنا الصحية هو أوحش حاجة بنعملها فى نفسنا.

تحية صادقة وبوسة ليكى يا سامية وأرفع لك القبعة.

أعتقد بعد القصة دى عرفنا مين أشجع الشجاعات وأتمنى إن الناس تبتدى تاخد قرارات حقيقية إزاء راحتها وحياتها- الواحد من دول بيقعد سبعين سنة يفكر وبعدين يفوق بعد ما تخرب مالطة ده لو فاق..الحياة قرارات نصنعها مش نتفرج عليها.