السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الدروس المستفادة من النسخة الأولى لمهرجان العلمين

انتهت النسخة الأولى من مهرجان العلمين، وبعد أن استمعنا وشاهدنا حفلاته الغنائية التي كانت مكتظة بالجماهير العريضة، والتى أكدت على حب المصريين لكل أشكال الغناء. لذا يجب أن نتحدث عن بعض الدروس المستفادة من انتهاء النسخة الأولى من المهرجان.



أولًا.. هذا المهرجان أثبت بما لا يدع أى مجال للشك أن الشعب المصرى كان متعطشاً للحفلات الغنائية المذاعة على الفضائيات الجماهيرية الكبرى، وأن التوقف عن إقامة الحفلات الجماهيرية المذاعة تليفزيونيا على غرار ليالى أضواء المدينة، وليالى التليفزيون، كان خطأ فادحاً ونحمد الله على تداركه، ولو بعد سنوات طويلة!

ثانيا.. الأموال ليست كل شىء، وذلك بعد أن شاهدنا تجمعات للفنانين المصريين خارج حدود مصر، فى مهرجانات عربية، حيث تم استقطاب العازفين العالميين فى بعض حفلاتها، وبعد مشاهدة نفس النجوم في حفلات مهرجان العلمين، مع العازفين المصريين، أدركنا بالتجربة، أن الموضوع لا يكمن فقط فى صرف الأموال والاستعانة بالأجانب، فالأهم هو الصدق، وكيف يعبر الفنان عن واقعة الثقافى، ولنا خير دليل في الفرق بين حفلة «محمد منير» فى السعودية، وحفلته في العلمين، حيث وضح على «منير» الانسجام التام في حفله بالعلمين، بعد أن استمعنا إلى «صولوهات» استعراضية من قبل عازفين أجانب في حفله بالسعودية، والتي أخلت بالمفهوم الحقيقي الذي صنعت به الأغاني الأصلية، قبل غنائها «لايف»!

ثالثا.. التنوع الموسيقى أهم ما يميز مصر، وهذا ما أكده المهرجان، بعدما وجدنا كبار نجوم موسيقى البوب مثل: «تامر حسنى، أحمد سعد، أنغام»، والفرق الغنائية مثل «مسار إجبارى، كاريوكى»، وفئة الغناء الشعبى مثل «رضا البحراوى، حكيم»، وفئة الغناء الطربي مثل «ريهام عبد الحكيم، ومدحت صالح، ومحمد محسن»، أو حتى نجوم الراب والمهرجانات مثل «ويجز وفريق الصواريخ وعمر كمال»، بالإضافة إلى الإنشاد الدينى مثل «على الهلباوي»، وكذلك الحفلات الموسيقية بدون غناء مثل حفلة الفنان «عمر خيرت».

فمنذ سنوات عديدة، لم نشهد تجمعاً موسيقياً غنائياً بكل هذا التنوع الحقيقى، بعد أن أصبحت المهرجانات شبه «معلبة» وتعيد تدوير نفس الأسماء فى كل دورة لها، مثل مهرجان القلعة، ومهرجان الموسيقى العربية، وكان الحضور فيهما مقتصراً على أسماء بعينها. رابعا.. مصر لا تزال هي قبلة الغناء العربى، والدليل على ذلك الكم الكبير من الأغاني الجماهيرية الناجحة والجديدة للفنانين العرب الذين شاركوا في مهرجان العلمين مثل «نانسي عجرم، إليسا، راغب علامة، كارول سماحة»، وغيرهم، وكانت الأغاني تغنى باللهجة المصرية، من كتابة كتاب مصريين، وتلحين فنانين مصريين، وتوزيع وعزف موسيقيين مصريين، بل إن أيضا الهندسة الصوتية كانت لمهندسين صوت مصريين!

خامسا.. يجب أن يدرس مجلس نقابة المهن الموسيقية هذا المهرجان جيداً ويتعلم بالتجربة، أن المصادرة والمنع لن تغير من الواقع، وأن الاستيعاب والنقاش هو السبيل الوحيد، فمهرجان العلمين سمح بوجود «كاريوكي» رغم التاريخ الذى يملكه هذا الفريق من أغاني نقد اجتماعي وسياسي حتى وصل الأمر في فترة من الفترات بإلغاء حفلاته ومنعه بشكل غير مباشر من الغناء، وكذلك ما أثير كثيراً ضد «ويجز» والتحجج بالألفاظ التي يقولها في أغانيه، أو التقليل من إنتاجات مغنيي المهرجانات الذين ظهروا في المهرجان مثل «دبل زوكش والصواريخ»، فلقد رأينا بأعيننا جميعاً كيف كان الجمهور المصري متفاعلاً مع أغانيهم، وتأكدنا بالتجربة، أن النفس البشرية تسطيع أن تستوعب الكثير من الأذواق الفنية، ولذلك يجب أن نتوقف عن ملاحقة الفنانين، والمصادرة على أعمالهم، وألا نضع العوائق في طريقهم، ونترك للمبدع الحرية الكاملة في تقديم ما يحلو له، دون أى شروط، أو قيود من أى نوع.

وفي النهاية، وبعد النجاح المدوى لهذا المهرجان، نتعشم من القائمين عليه، بمزيد من التنوع في النسخ المقبلة، وأن نرى منسقين الموسيقى الإلكترونية على خشبة المسرح مثل «ديسكو مصر أو إسلام شيبسي»، وأن يكون هذا المهرجان هو الوجهة الجماهيرية لكل مبدع يحاول أن يقدم شيئاً مختلفاً وغير سائد!