السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

(ده قلبى ده) لـ«محمد حماقى».. مشروع أغنية جيدة أفسدها الكاتب «أمير طعيمة»

كما أعلنت الشركة المنتجة لأعمال الفنان «محمد حماقى»، فكل الأغانى التى صدرت مؤخرا، هى جزء من ألبوم غنائى جديد لواحد من أهم نجوم موسيقى الـ«pop» فى الوطن العربى.



أولى هذه الأغانى كانت (لمون نعناع)؛ حيث قدم «حماقى» صورة مغايرة تماماً عن التى نعرفها عنه من خلال ألبوماته السابقة، فظهر وكأنه مغنٍ شعبى، ويحسب له خوض هذه المغامرة الغنائية بداية من اسم الأغنية غير المألوف، وطريقة كتابة كلمات الأغنية لـ«فلبينو أحمد» الذى اعتمد على صياغة جمل أشبه بالإفيهات، وألحان توزيع «أحمد طارق يحيى».

والأغنية الثانية كانت من داخل نفس قاموس «حماقى» الغنائى المعروف، وكانت بعنوان (حبيت المقابلة)، بصناعة الثنائى المتفاهم «تامر حسين» و«عزيز الشافعى» وتوزيع «توما»، وكان أبرز ما فى الأغنية هو صناعة الفيديو المصور بطريقة الذكاء الصناعى.

أما الأغنية الثالثة فهى (مش كفاية فراق)، وهى أقوى أغنية لـ«حماقى» فى هذا الصيف حتى الآن من كلمات «تامر حسين» الذى يؤكد يوماً بعد آخر تفوقه فى صناعة هذه النوعية من الأغانى الدرامية، وكذلك اللحن المتميز للموهوب «تامر على»، وتوزيع «تميم» الذى نفذ بإيقاعات الـ«trap».

أما الأغنية الأسوأ فهى الأحدث والأخيرة (ده قلبى ده) فبرغم كل حالة الترقب التى صاحبت الإعلان عن الأغنية بسبب تواجد اسم موسيقار الأجيال «محمد عبدالوهاب» ضمن فريق العمل بعد أن قام حماقى بالاستعانة بجملة لحنية من الاستعراض الذى قدمه «رشدى أباظة» فى فيلم (الزوجة رقم 13)، واللحن كان بمشاركة أيضا الفنان «أحمد إبراهيم»، والتوزيع الموسيقى لـ«تميم» باستخدام موسيقى الـ«edm».

ولكن أسوأ ما فى الأغنية هى كلماتها التى صاغها «أمير طعيمة»، والذى يؤكد فى أعماله الأخيرة على أنه مصمم أن يكون العنصر الأضعف فى الأعمال التى يشارك بها، خاصة مع النجوم الكبار أمثال «عمرو دياب ومحمد حماقى».

«أمير طعيمة» فى أغنيته مع «عمرو دياب»، (يا ليل) قام بإعادة تدوير كلمات أغانٍ أخرى قديمة وحاول أن يصنع منها عملاً جديدا، بداية من استخدامه لجملة «يا ليلة عودى تانى» وهى اسم اغنية شهيرة لـ«محمد منير»، ثم جملة «والله اشتقنا لعيونك والله»، وهى نفس الجملة التى كتبها نفس الكاتب «طعيمة» قبل ذلك فى أغنية (الغالى ناسيني) لـ«محمد حماقى» مع تغيير فى بعض الحروف، حيث كانت «هالله هالله مشتاق لعيون حبيبى والله»! وفى الأغنية الأخيرة (ده قلبى ده)، اسم غير مبتكر، ولا يوجد به أى جديد بل يشبه اسم أغنية أخرى لنفس الفنان «حماقى»، وصدرت منذ أشهر بسيطة وهى (هو ده حبيبى).

أما عن استخدامه للقوافى، فهذه الأغنية هى أسوأ ما كتب فى سوق البوب العربى فى الفترة الأخيرة، بداية من تكرار «حبيبى» هذه الكلمة المستهلكة فى آلاف الأغانى فى نهاية الجمل التى شكلت مطلع الأغنية.

ونفس الأمر مع «ده» الذى تم تكرارها فى جملة السينيو، كعادة «أمير طعيمة» الذى اعتاد على تكرار الكلمات المستهلكة منذ أول معرفتنا به فى أغنية (العالم الله) وتكراره لـ«هالله هالله».

كاتبنا الساخر العظيم «أحمد رجب» فى كتابه (الأغانى للأرجبانى) وفى آخر فصول الكتاب الذى يسخر من طريقة صناعة كلمات الأغانى، والذى وضع فيه 40 قاعدة اعتبرها كمرجع لكل الراغبين فى امتهان الكتابة، وإن هذه الألفاظ الغنائية تصاغ منها الأغانى منذ فجر التاريخ، وستصاغ منها الأغانى إلى يوم القيامة، تتكون من أربعين مجموعة لفظية أساسية لا يجوز الخروج عنها فى تأليف أية أغنية.

وسنجد أنه فى القاعدة رقم 26 والتى تحتوى على ألفاظ «سهر، قدر، قمر، شجر، أمر»، وسبحان الله «أمير طعيمة» طبق نفس القاعدة بنفس الألفاظ فى الجملة التى تلت «السينيو»، عندما كتب «لما حبك (أمر).. خدنى عند (القمر).. عشقوا عينى (السهر)»، ليؤكد ما قاله «أحمد رجب» عن كيفية الاستسهال فى صناعة كلمات الأغنية العربية.

ولا أدرى حتى هذه اللحظة ما السر فى إعطاء كل هذه الفرص لهذا الكاتب الذى اعتاد على إعادة تدوير نفس الأفكار، ونفس الكلمات بطريقة لا يقوم بها الكتاب المبتدئين فى هذا المجال! بل على العكس، على سبيل المثال «فلبينو» والذى يعتبر كاتبًا ناشئًافى هذا المجال، يكفى من عنوان أغنيته «لمون نعناع» التى ستحمل اسم الألبوم الجديد لـ«حماقى»، أن تبرهن على أن هناك كتابًا يحاولون كسر المألوف وصياغة كلمات مختلفة، وبين ما يقومون بتكرار نفس الجمل بنفس الطريقة ونفس الأفكار بشكل ممل ورتيب وبائس، وعلى رأسهم «أمير طعيمة»!