السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بالكتب والندوات: القومى للمسرح يخلد أسماء مكرميه

على مدار أسبوعين أقيمت فعاليات الدورة الـ16 من عمر المهرجان القومى للمسرح المصرى، وشهدت الفعاليات إقبالًا جماهيريًا كبيرًا سواء لحضور العروض المسرحية بمختلف أنواعها أو بالندوات الثقافية والمحاور الفنية التى تمت مناقشتها طوال تلك الفترة.. وكان من بين الندوات التى تم تخصيصها ندوات المكرمين سواء الذين تم تكريمهم بافتتاح تلك الدورة أو الراحلين منهم.



 

 3 ندوات كبرى للمكرمين

شهدت ندوات المكرمين بتلك الدورة حالة من الحب والشجن والبهجة، وسيلًا من الذكريات منذ أيام مسرح الجامعة ومرورًا بالمسرح الاحترافى، ووصولًا لدرجة متقنة من التمثيل ودرجة كبيرة من النجومية.. ومن أول الكتب المخصصة للمكرمين كان كتاب تكريم الزعيم «عادل إمام»، والذى تحمل الدورة الـ16 اسمه.. وهذا الكتاب ليس الأول فى مسيرة الكاتب الصحفى «أشرف غريب» مؤلفه، خاصة أنه طوال كتبه الثلاثين السابقة كان يعمل على السير الذاتية.. ولكنه كان كتابًا ذا طابع خاص.

ويتحدث «غريب» عن كتابه قائلًا: «طوال الفترة الماضية كنت أعمل على فكرة السير الذاتية، وكان لدى رغبة أن أكتب عن عادل إمام، ولكنه كان قد صدر عنه العديد من الكتب بالفعل وإن كانت معظمها سطحية.. فأردت أن أتناول سيرته بشكل مختلف ويشاء القدر بتكليفى من إدارة المهرجان لتقديم كتاب عن سيرته».

وأضاف «غريب» أن «إمام» فنان عصامى وبدأ حياته المسرحية بالتدريج إلى أن أصبح من أهم النجوم، ولكن ما يستحق التوقف عنده هو أنه اعتمد على أمرين خلال مشواره الفنى، أولهما أنه ابن الشارع المصرى، والثاني  مقدرته الخاصة على إدارة تلك الموهبة. فهو يعلم متى يتحدث ومتى يصمت، وكان يعمل جاهدًا على تأكيد موهبته وحضوره.. مما جعله الفنان الأطول عمرًا والأكثر غزارة فى الأعمال والمتواجد طيلة الوقت، ووجوده فقط كممثل. 

بينما قام الكاتب الصحفى «جمال عبدالناصر» بتقديم كتاب عن مشوار الفنان الكبير «صلاح عبدالله»، والذى تم إقامة ندوة خاصة عنه حضرها هو ومجموعة من تلاميذه وأصدقائه فى ليلة حب وحفاوة. وفتح «عبدالله» فى الندوة صندوق الذكريات من خلال استرجاع فرقته المسرحية والتى كان قد أنشأها فى المرحلة الجامعية وبداياته وذكرياته مع كل من مسرح الدولة والمسرح الخاص.

وتحدث «عبدالناصر» عن كتابه قائلًا أنه كان يتمنى اختياره لتقديم كتاب عن فنان بحجم النجم «صلاح عبدالله»، خاصة وأنه تناول خلال الكتاب منهجه الخاص فى التمثيل، مؤكدًا أنه يتبع منهجًا خاصًا ويختلف عن الآخرين. 

وأضاف «عبدالناصر» قائلاً: «حاولت رصد تطورات المنهج الذى وضعه هذا الفنان لنفسه.. وكما كنت حريصًا على رصد أهم مراحل رحلة صلاح عبدالله الفنية، حرصت أيضًا على تقديم شهادات من أصدقاء ورفقاء الرحلة الفنية وأيضًا تلاميذ صلاح عبدالله وما تعلموه منه. كما تطرقت إلى الشاعر صلاح عبدالله حيث إن الكتاب يحمل العديد من أشعاره التى كتبها هو بنفسه. فهو كان له فضل كبير فى سرد تفاصيل الكتاب». 

أما الفنان القدير «رشدى الشامى» فأقيمت له على هامش المهرجان ندوة لتكريمه تحدث من خلالها عن بداياته وعلاقته بالفن التى بدأت من خلال حبه للموسيقى وكان يعزف وقتها على 10 آلات موسيقية.. مؤكدًا أنه بدأ مرحلة التمثيل مبكرًا أثناء المرحلة الثانوية فى دراسته ومنذ تقديمه لأول مشهد على خشبة المسرح وقع فى غرامه ولم يترك المسرح رغم تميزه بأدوار عديدة فى الدراما والسينما.

 الفنانون الراحلون

لم تنس إدارة المهرجان القومى للمسرح تكريم أسماء الفنانين الذين رحلوا عنا خلال العام الماضى بعدما منحوا سنين من عمرهم لخشبة أشهر مسارح مصر والعالم بأثره وهو المسرح القومى، حيث عقد المهرجان ضمن فعالياته مائدة مستديرة تحت عنوان «الفنانون المسرحيون الراحلون» للاحتفاء بتجارب ومسيرة كل من: رجاء حسين، سلوى محمود، شريفة فاضل، لبنى محمود. بالإضافة إلى احتفائه بالمسرحيين الراحلين «هشام سليم، سامى فهمى، هشام الشربينى، وكمال سليمان».

وتناول الحضور سيرة الفنانة الراحلة «رجاء حسين» كأحد أهم فنانى المسرح الذين تركوا ذكرى يفخر بها كل المسرحيين المصريين. فهى حصلت على بكالوريوس المعهد العالى للفنون المسرحية عام 1959، ثم قدمت العديد من المسرحيات لمسرح الدولة منها: «العشرة الطيبة، الناس اللى فوق، اللحظة الحرجة، السبنسة، كوبرى الناموس، بير السلم، دائرة الطباشير» وغيرها. كما أن لها دورًا إنسانيًا فى الإفطار الرمضانى السنوى الذى كان يقام بالمسرح القومى.

وقد قال الفنان «سيف عبدالرحمن»: «سعدت جدًا بالتواجد فى المهرجان بينما يحتفون برفيقة دربى وصديقتى وحبيبتى الفنانة القديرة رجاء حسين، والتى جاءت إلى القاهرة من القليوبية لعشقها التمثيل ورغم رفض الفكرة من قبل والدها، إلا أنها توجهت إلى عمها لكى يساعدها حيث كان فنانًا يعزف على آلة العود، وبالفعل عمها ساعدها فى تحقيق حلمها وبدأت مشوارها، فى الحقيقة كانت فنانة عظيمة جدًا لها كاريزما غير طبيعية، وتواجدها على الشاشة يخطف جميع الأنظار من كل المشاهدين وكانت لها طلة على المسرح وكاريزما شديدة».

كما تحدثت الفنانة «عايدة فهمي»، عن شقيقها الفنان «سامى فهمي»، قائلة: «كنت حزينة حينما سافر سامى لأمريكا واستقر هناك، لأنه فى ذلك الوقت كان فى عز شهرته الفنية ولا أعرف سبب قراره بالسفر وقتها، فهو من وضع قدمى على بداية طريق المسرح، وأعتز وأفتخر أنه ساعدنى فى الالتحاق بالمعهد العالى للفنون المسرحية لإيمانه بموهبتى، وكان دائمًا فخورًا بى جدًا ورغم سفره كان يتابعنى ويشجعنى. وقد تعلمت منه الالتزام وحب المسرح وحب اللغة العربية، فأنا تعلمت منه الكثير وكان قدوتى».

كما أقام المهرجان مائدة مستديرة عن «الكتاب الراحلين» وهم الكاتب «يسرى الجندي»، والكاتب «أبوالعلا السلامونى»، والكاتب «جمال عبدالمقصود». وهم يعتبرون من الجيل الذهبى للمسرح الذى لمع بسبعينيات القرن الماضى واستطاعوا أن يجمعوا ما بين الكتابة المسرحية والسيناريو والحوار فى نفس الوقت.

وقد جمعت الظروف كلًا من الكاتبين «يسرى الجندى وأبو العلا السلامونى» مما جعلهما رفقاء قدر ونشأة.. حيث جاءت نشأة كل منهما فى الأربعينيات بحارة شعبية بمدينة دمياط.. وبدآ العمل بالمسرح سويًا، وعملا بالتدريس، كما أنهما شاركا فى مسابقة فى الكتابة عام 1969 وحصلا على نفس الجائزة مناصفة، وفى النهاية رحلا فى نفس العام.

أما الراحل «جمال عبدالمقصود» فقد كانت مسرحياته تدرس فى جامعات الولايات المتحدة، فى الوقت الذى لم نكن نعرفه جيدًا فى مصر ولم يكن هناك أى دراسة أو مقال عنه، حيث كان عازفًا عن الإعلام والشهرة، وكان له مجموعة قريبة من الأصدقاء من ضمنهم الفنان الراحل «عبدالمنعم مدبولى» و«د.هانى مطاوع» و«مجدى مجاهد»، وغيرهم. وقدم عملين من أهم أعمال المسرح المصرى، وهما: (الرجل الذى أكل الوزة) و(عالم كورة كورة).