الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مصر تبذل جهودًَا لتيسير الحوار وتقديم جميع أشكال الدعم لنجاحه العلمين تحتضن اجتماع الفصائل الفلسطينية واتفاق وطنى عام

تبذل القاهرة جهودًا مكثفة على مدار السنوات الأخيرة لوضع حد للانقسام الفلسطينى، والعمل على إيجاد آلية عمل مشتركة لمواجهة الآثار السلبية الناجمة عنه.. وقد استضافت ممثلى مختلف الفصائل فى عدة جولات للحوار بغية التقريب بين وجهات نظر الفصائل الفلسطينية فى ضوء ما تؤكده القاهرة من مركزية القضية الفلسطينية وأهميتها للأمن القومى المصرى والعربى، غير أن تلك الجهود عادة ما كانت تصطدم بمَطالب فصائلية تحول دون إنهاء الانقسام.



 

احتضنت مدينة «العلمين الجديدة» على الساحل الشمالى اجتماعات الأمناء العامّين للفصائل الفلسطينية، بدعوة من الرئيس الفلسطينى محمود عباس.

شارك فى الاجتماع ممثلو 14 فصيلًا فى مقدمتهم حركتا فتح وحماس والجبهتان الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب وبقية الفصائل المنضوية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية، وأعلنت 3 فصائل عدم مشاركتها فى الاجتماع: (وهى حركة الجهاد الإسلامى وطلائع حرب التحرير الشعبية (الصاعقة) والجبهة الشعبية القيادة العامّة).

وبحث الاجتماع سُبُل إنهاء الانقسام الفلسطينى ووضع برنامج عمل مشترك لمواجهة التحديات الحالية، وفى مقدمتها ملف القدس، والاستيطان ومواجهة سياسات الحكومة الإسرائيلية.

وعقد وفد حركة فتح وممثلون من الجبهتين الشعبية والديمقراطية والمبادرة الوطنية اجتماعًا تحضيريًا لمناقشة سَير اجتماعات، والتى تركز على مواجهة سياسات الحكومة الإسرائيلية بمشروع عمل وطنى فلسطينى موحد قائم على رؤية سياسية شاملة، مع التأكيد على ضرورة تجاوز مرحلة الانقسام، وما أفرزته من نتائج سلبية على مسيرة العمل الوطنى الفلسطينى.

والتقى الرئيس الفلسطينى مدير المخابرات العامّة المصرية عباس كامل، واستعرض آخر تطورات القضية الفلسطينية «خصوصًا فى ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتها».

وأكد عباس «ضرورة إنجاح اجتماع الأمناء العامّين، وإنجاز الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات الكبيرة التى تمر بها قضيتنا الفلسطينية، والهادفة إلى تصفية مشروعنا الوطنى».

ووجّه الرئيس الفلسطينى الشكر لمصر على استضافة الاجتماع، وثمّن الجهود التى بذلها الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى لإنجاح اللقاء.

من جانبه، أكد مدير المخابرات المصرية موقف مصر الثابت والداعم للشعب الفلسطينى، وتمنى النجاح لاجتماع الأمناء العامّين للفصائل الفلسطينية.

 تحركات شعبية

ودعت الحملة الشعبية لإنهاء الانقسام قيادة السلطة الفلسطينية والأمناء العامّين للفصائل والدول العربية الصديقة لبذل جهودهم خلال اجتماع الأمناء العامّين من أجل الخروج باتفاق ينهى الانقسام ويضع حدًا لمعاناة الشعب الفلسطينى، فيما نظمت مجموعات شبابية فى قطاع غزة وقفة لمطالبة اجتماع الأمناء العامّين للفصائل بخطة وطنية شاملة وقيادة موحدة لمواجهة إجراءات الحكومة الإسرائيلية.

وتأمل مصر فى إحراز تقدم هذه المَرّة على طريق إنهاء الانقسام، فرُغْمَ أن الرئيس الفلسطينى هو الداعى للاجتماع؛ فإن جهودًا تبذلها مصرُ لتيسير الحوار وتقديم كل أشكال الدعم لنجاحه.

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد: إن الهدف هو توحيد الجهد الفلسطينى من كل الفصائل لمواجهة الاحتلال الإسرائيلى والحكومة اليمينية المتطرفة، و90% من هذا الملف متفقون عليه، من المقاومة الشعبية ورجال الحراسة وحماية المخيمات إلى آخره.

وأوضح أن الاجتماع تناول أشكال النضال، هل مقاومة شعبية سلمية أَمْ هناك أشكال متعددة؟، نعم هناك أشكال متعددة، وفى مثل هذا الحوار نتفق فى ضوء التطورات وصولاً إلى إنهاء الانقسام.

وأكد أن كلمة سلاح المقاومة لا مكان لها فى المفاوضات، كل فلسطينى من حقه أن يحمل سلاحًا، نحن الآن فى مرحلة التحرر الوطنى، بن غافير نفسه سمح لكل المواطنين الإسرائيليين بحمل السلاح.

 

 تشكيل لجنة

وقال الرئيس محمود عباس فى البيان الختامى لاجتماع الفصائل الذى عقد بحضوره فى مدينة العلمين على الساحل الشمالى فى مصر: «إننى أدعوكم لتشكيل لجنة منكم تقوم باستكمال الحوار حول القضايا والملفات المختلفة التى جرى مناقشتها اليوم؛ بهدف إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية».

وطلب عباس من اللجنة «الشروع فورًا فى العمل لإنجاز مهمتها والعودة إلينا بما تصل إليه من اتفاقات أو توصيات».

وأضاف: «آمل أن يكون لنا لقاءٌ آخر قريب على أرض.. مصر؛ لنعلن إلى شعبنا إنهاءَ الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية».

 تفاؤل حذر

فى هذا الصدد، قال القيادى فى حركة فتح منير الجاغوب، إن «التركيز كان مُنصبًا على أن يكون الكل تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، وأن تكون هى البداية نحو حل جميع الخلافات الفلسطينية».

وأضاف: إن هذه الخطوة تميزت عن الاجتماعات السابقة، وبالتالى كان هناك تركيز ونقاش جاد للبحث عن توافق وطنى.

وأوضح أن الأجواء مواتية والفصائل تتحدث بإيجابية مطلقة، وهذا الأمر لم يكن متوافرًا فى السابق.. مشيرًا إلى أنه من غير المستبعد أن تكون هناك غدًا أو بعد غدٍ خطوات إسرائيلية لنسف هذه الاتفاقات الفلسطينية.. وقال إن هذه ليست فرصة أخيرة للتوافق، وأنا لست متشائمًا.

فيما قال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، إسماعيل هنية: إن عقد لقاء اجتماع الأمناء العامّين للفصائل الفلسطينية «هو مطلب الجميع كصيغة مؤقتة على طريق توحيد الوضع الفلسطينى ضمن منظومة وطنية فلسطينية تضم الجميع».

وأكد فى كلمته، أهمية استمرار هذه اللقاءات حتى إنجاز الصيغة الوطنية الجامعة الدائمة.. وشكر «هنية» الرئيس محمود عباس على هذه المبادرة بالدعوة لعقد لقاء «الأمناء العامّون» للفصائل.

وقال هنية: «نتوجه بالشكر والتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسى ولإخوتنا وأشقائنا فى الدين والدم والمصير فى مصر، على ما بذلوه فى سبيل هذه القضية فى كل مراحلها». وتابع: «نحن أمام مرحلة استثنائية فى مسار الصراع مع العدو بما يفرض علينا التفكير بشكل جماعى واتخاذ قرارات استثنائية فى كيفية مواجهة ومقاومة هذه السياسات، وكبح جماح هؤلاء المتطرفين، كما يفرض علينا أن نضع الخطط المناسبة لتعزيز صمود شعبنا المرابط فى القدس ودعم المنتفضين والمقاومين». كما دعا لـ«إعادة بناء وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية وتشكيل مجلس وطنى جديد يضم الجميع على أساس الانتخابات الديمقراطية الحرة، وتشكيل المؤسّسات الفلسطينية فى الضفة والقطاع على أساس الانتخابات الرئاسية والتشريعية».

 رؤية فلسطين

وتشمل رؤية القيادة الفلسطينية 3 نقاط رئيسية، وهى الاعتراف بالشرعية الدولية، وبمنظمة التحرير الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطينى، وتبنّى خيار المقاومة الشعبية السلمية، والتأكيد على أن هناك سُلطة واحدة وسلاحًا واحدًا.

من جانبها، قالت حركة حماس إن لقاء العلمين يأتى فى ظل تصاعُد العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى؛ خصوصًا الاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى المبارك.. مؤكدة أنها تهدف من خلال هذا الاجتماع إلى توحيد الموقف الفلسطينى لمواجهة الاحتلال.

كما أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أنها ستبذل كل الجهود مع القوى المشاركة للتوصل إلى اتفاق يُمكِّن الشعب الفلسطينى من مواجهة حكومة الاحتلال المتطرفة. فى حين دعت الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة فتح فى سجون الاحتلال الإسرائيلى إلى إنهاء الانقسام الداخلى.