الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

العلاقات المصرية - الإفريقية «فى أفضل حال» بعد 30 يونيو .. 28 زيارة رئاسية لدول القارة

شهدت السياسة الخارجية لمصر، منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى، توجهًا قويًا ناحية القارة الإفريقية، بهدف تعزيز وتوثيق العلاقات مع المحيط الإفريقى على أسس المصالح والمنافع المتبادلة، وهو ما أكدته زيارات الرئيس السيسى المتكررة إلى دول القارة السمراء، والتى بلغ عددها، منذ توليه وحتى الآن، ما يقرب من 28 زيارة، بما أزال الفتور فى العلاقات المصرية - الإفريقية خلال فترة ما قبل 30 يونيو.



فور انتخاب «السيسى» رئيسًا للجمهورية بدأت تحركات مكثفة ومحددة الهدف ناحية القارة الإفريقية، تراعى التغيرات التى طرأت فى المنطقة عقب ثورتى 2011 و30 يونيو 2013، وكانت البداية حين حضر الرئيس قمة الاتحاد الإفريقى فى مالابو بغينيا الاستوائية، والتى كانت لها أهمية كبيرة فى تأكيـد الحضور المصـرى القوى فى المحيط الإفريقى باعتباره الامتداد الجغرافى لمصر.

كما قام الرئيس السيسى فى العام الأول لتوليه الرئاسة بـ27 زيارة خارجية فى الفترة من 8 يونيو 2014 حتى 7 يونيو 2015، كان نصيب القارة الإفريقية منها 7 زيارات، شملت 3 زيارات للسودان وزيارتين لإثيوبيا وزيارة لكل من غينيا الاستوائية والجزائر، فضلًا عن عقده اجتماعات ولقاءات مع عدد من زعماء ورؤساء دول القارة الإفريقية، ورؤساء الوزراء، ووزراء خارجية ودفاع أفارقة، ورؤساء منظمات دولية وإقليمية وبرلمانية، بما يؤكد على الأهمية الاستراتيجية التى توليها مصر للقارة الإفريقية.

وقد عقد الرئيس اجتماعات ولقاءات مع مسئولين خلال زياراتهم لمصر، ومن خلال المشاركة فى مؤتمرات ومنتديات استضافتها مصر، بلغت 213 اجتماعًا، كان نصيب القارة الإفريقية منها 45 اجتماعًا، شملت دول «إثيوبيا، السودان، جنوب السودان، المغرب، الجزائر، ليبيا، مالى، بوركينافاسو، الصومال، السنغال، جزر القمر، غينيا الاستوائية، تشاد، إفريقيا الوسطى، تونس، بوروندى، رواندا، جنوب إفريقيا»، وغيرها.

ملامح سياسة مصر تجاه إفريقيا فى عهد الرئيس السيسى ركزت على أهمية البعد الإفريقى فى السياسة الخارجية لمصر، وتقوم على إعلاء شأن انتماء مصر الإفريقى، والاعتزاز بهويتها الإفريقية، انطلاقًا من انتماء مصر لمحيطها الإفريقى الذى يُعد مكونًا رئيسيًا من مكونات الهوية المصرية على مر العصور، وعنصرًا محوريًا فى تشكيل المعالم الثقافية للشخصية المصرية، وهو الأمر الذى أكدته نصوص وديباجة دستور 2014.

 تعزيز العلاقات

ومن محددات سياسة مصر تجاه إفريقيا كذلك الانفتاح على القارة الإفريقية، وحرصها على مواصلة تعزيز علاقاتها بدول إفريقيا فى كل المجالات، وتكثيف التواصل والتنسيق مع الدول الإفريقية، بما يرسخ مكانة قارة إفريقيا، كإحدى أهم دوائر السياسة الخارجية المصرية، وإعلاء مبادئ التعاون الإقليمى، وتبنِّى دور مصرى فاعلً فى مجال التنمية البشرية والاقتصادية، بحيث يمكن القول إن شعار «الأمن والتنمية والتكامل الإقليمى» أصبح إحدى الرسائل المصرية لدول القارة من ناحية، والمنهج المصرى فى المحافل الدولية من ناحية أخرى.

 الدعم المصرى

محاور ودوائر التحرك المصرى على الصعيد القارى هى «منطقة القرن الإفريقى، شرق إفريقيا، دول حوض النيل، دول وسط إفريقيا، دول الجنوب الإفريقى، دول غرب إفريقيا»، وهو أمر أكدته زيارات الرئيس المتعددة للدول الإفريقية، كما تتعدد وتتنوع روابط وعلاقات مصر بمحيطها الإفريقى على المستويات الثقافية والإعلامية والدينية، فيما يمكن أن نطلق عليه منظومة الوحدة الحضارية، وتتبنى السياسة المصرية مبدأ «المكسب للجميع»، خصوصًا ما يتعلق بالرؤية المصرية لتنمية دول حوض النيل، وهو الأمر الذى أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى أمام قمة دول حوض النيل فى عنتيبى، فى يونيو 2017، بقوله: «إن نهر النيل يجمعنا ولا يفرقنا، وإن مصلحتنا المشتركة فى الاستفادة من مواردنا الطبيعية والبشرية لبناء وتطوير مجتمعاتنا أعظم وأكثر أهمية بكثير من أى اختلافات قيدت مواقفنا وكبّلت طاقاتنا على مدار عقود طويلة.. إن دول حوض النيل فى أمسّ الحاجة اليوم، أكثر من أى وقت مضى، لمتابعة التعاون المشترك من أجل تحقيق تنمية مستدامة حقيقية تعمل على توفير حياة لائقة لشعوبها»، فمصر ترى أن نهر النيل يُعد محورًا أساسيًا فى العلاقات المصرية - الإفريقية، وتؤكد دائمًا أن النيل هو سبيل للتعاون بين الدول الإفريقية ودعم التنمية، وليس سبيلًا للصراع.

كما تقوم العلاقات المصرية - الإفريقية فى عهد الرئيس السيسى على الدعم المصرى للأجندة الخمسينية للقارة الإفريقية، المعروفة باسم «أجندة 2063»، حيث أكد الرئيس السيسى أن «أجندة 2063 تجسد آمالنا الإفريقية فى تحقيق التنمية الاقتصادية والبشرية التى يستحقها مواطنونا، فضلًا عن دعم جهودنا الرامية لتعزيز الاستقرار السياسى والأمنى فى دولنا»، كذلك تعزيز دور الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، كآلية مصرية - إفريقية لدعم القدرات البشرية فى إفريقيا، خصوصًا من خلال إيفاد الخبراء المصريين، واستقبال العديد من المتخصصين الأفارقة للتدريب فى مصر فى مجالات «التعاون القضائى، التعاون الشرطى، التعليم، المساعدات الطبية، المساعدات الغذائية، دورات للدبلوماسيين الأفارقة، التعاون والتدريب الإعلامى».

وخلال السنوات السابقة استقبل الرئيس السيسى فى القاهرة العديد من رؤساء الدول الإفريقية، منها «السودان، وجنوب السودان، والكونغو الديمقراطية، وغينيا الاستوائية، وتشاد، وإفريقيا الوسطى، وإريتريا، والصومال، وجيبوتى، وجنوب إفريقيا، وموريتانيا، والجابون، ونيجيريا، وبوروندى، ورواندا»، إضافة إلى عشرات الزيارات للوزراء والمسئولين الأفارقـة لمصر، وحرص قادة الدول الإفريقية على مشاركة مصر فى مناسباتها المهمة خلال السنوات الأخيرة، مثل المشاركة فى احتفال تنصيب الرئيس السيسى، والاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة، ومؤتمرات شرم الشيخ وقمة المناخ COP27.