الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«القاهرة - كيب تاون» من أهم مشروعات الربط بين مصر وإفريقيا .. إنجازات مصرية – إفريقية توّجت بتكتل اقتصادى حجمه 3.4 تريليون دولار يجمع 1.3 مليار شخص

إنجازات عدّة حققتها الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقى، حيث أطلقت مصر برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى، منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية عقب بدء سريان اتفاقية التجارة الحرة القارية المنظمة لها، والتى كانت ضمن الأولويات التى أعلن عنها الرئيس خلال رئاسة مصر للاتحاد، وتسارعت الدول الإفريقية لإقامة تكتل اقتصادى بحجم 3,4 تريليون دولار يجمع 1.3 مليار شخص ليكون أكبر منطقة للتجارة الحرة منذ تأسيس منظمة التجارة العالمية، ما يقدم فرصة ذهبية لإحداث تحول اقتصادى وتنموى فى القارة.



السياسة المصرية تجاه إفريقيا ارتكزت على عدة مسارات متوازية، منذ ثورة 30 يونيو وتولى الرئيس السيسى مقاليد الحكم فى مصر، أهمها مسار التنمية وزيادة التجارة بين دول القارة الإفريقية، وتحسين البنية التحتية والتوسع فى مشروعات ريادة الأعمال من أجل تحسين مستوى معيشة المواطن الإفريقى، وعلى رأس هذه المشروعات كانت مشروعات المياه.

وفى هذا الشأن، نفذت وزارة الرى المصرية أعمال إنشاء 5 سدود، و6 محطات مياه شرب جوفية، وحفرت أكثر من 300 بئر بعدد من الدول بواقع 75 بئرًا جوفية، وميكنة بئرين جوفيتين لتوفير مياه الشرب النقية بأوغندا، إضافة إلى حفر 180 بئرًا جوفية فى كينيا، و60 بئرًا جوفية فى تنزانيا، و10 آبار جوفية بإقليم دارفور. ووقعت مصر مذكرة تفاهم لمشروع إنشاء سدود حصاد مياه الأمطار بجنوب السودان، وإعداد دراسات إنشاء سد «واو»، إضافة إلى الانتهاء من المرحلة الأولى من مشروع درء مخاطر الفيضان بمقاطعة كسيسى غربى أوغندا.

 بنية تحتية

وعلى صعيد الإنشاءات، تتواجد شركة المقاولون العرب الوطنية المصرية داخل 23 دولة إفريقية عبر تنفيذ حزمة ضخمة من مشروعات البنية التحتية، وأعمال الطرق الكبرى، أحدثها التعاقد على تصميم وتشييد سد ومحطة روفيجى للكهرباء بمنطقة «ستيجلر جورج» فى تنزانيا.

وشهدت فترة التسع سنوات الماضية، بعد ثورة 30 يونيو وتولى الرئيس السيسى حكم مصر إقامة أهم وأكبر المشروعات التنموية المصرية بالقارة السمراء، وبينها مشروعات الربط بين مصر وإفريقيا، من خلال قطاعى النقل والمواصلات، والكهرباء، وأهمها مشروع «القاهرة - كيب تاون»، والربط الكهربى بين إفريقيا وأوروبا، ومشروع الربط المائى بين مدينة الإسكندرية المصرية وبحيرة فيكتوريا، وكذلك السكك الحديدية للربط بين دول القارة، ومشروع القاهرة - كيب تاون يستهدف الربط بين تسع دول إفريقية من خلال إنشاء طرق برية عابرة لدول القارة، لتسهيل حركة الاستثمار والتجارة، حيث سيمر الطريق البرى العملاق عبر دول «مصر، والسودان، وكينيا، وإثيوبيا، وتنزانيا، وزامبيا، وزيمبابوى، والجابون، وحتى مدينة كيب تاون بجنوب إفريقيا».

 مكافحة تغيّر المناخ

وفى الوقت الذى تقوم فيه مصر على قدم وساق بتحقيق التنمية فى ربوعها، يظل الدفاع عن حق الدول الإفريقية العادل فى التنمية والسلام والاستقرار والتقدم ثوابت أساسية للسياسة الخارجية لمصر فى عهد الرئيس السيسى، فدافعت مصر عن القارة فيما يتعلق بملف مكافحة تغير المناخ، حيث أكد الرئيس السيسى فى كلمته أمام الدورة الـ26 لقمة الأمم المتحدة تغير المناخ «كوب 26» بجلاسجو، أنّ مصر تدعو لضرورة منح القارة الإفريقية معاملة خاصة فى إطار تنفيذ اتفاق باريس.

وخلال القمة ذاتها تم اختيار مصر لاستضافة القمة كوب 27 للمناخ بالنيابة عن القارة الإفريقية لتكون صوتها فيما يتعلق بالظاهرة العالمية المتمثلة فى التغير المناخى وتداعياته بجميع أشكالها لاسيما الاقتصادية منها خاصة على الدول النامية. وخلال السنوات التسع الماضية.

 منظمة «الكوميسا»

ونجحت مصر فى تبوء قيادة العديد من المنظمات والهيئات الإفريقية ومن بينها، رئاسة منظمة السوق المشترك للشرق والجنوب الإفريقى «الكوميسا» خلال المؤتمر الذى استضافته العاصمة الإدارية، والذى أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى خلاله تطلعه للعمل مع تجمع «كوميسا»، وتعزيز التكامل الاقتصادى بين دوله بما يحقق طموحات أعضائه. وقال الرئيس السيسى، خلال تسلمه، رئاسة القمة 21 لتجمع «الكوميسا» إنّ الاقتصاد العالمى والإقليمى شهد العديد من التطورات منذ انعقاد القمة الأخيرة فى يوليو 2018 بالعاصمة الزامبية لوساكا، حيث دخلت منطقة التجارة الحرة القارية حيز النفاذ فى يناير 2021، كما صاحب التقدم المحرز فى التكامل الاقتصادى القارى العديد من التحديات التى واجهتها دول الإقليم والعالم أجمع بسبب جائحة كورونا.

ورغم الجهود المبذولة على المستوى الدولى والقارى والإقليمى لمواجهتها، فإنّ الإقليم ما زال يعانى من آثارها السلبية، وتتسم وتيرة التعافى منها بالبطء، الأمر الذى يضع على عاتق هذه القمة العديد من المسئوليات التى يتعين معها تضافر جهودنا المشتركة لمواجهة هذه التحديات، وهو ما يجسده عنوان القمة «تعزيز القدرة على الصمود من خلال التكامل الاقتصادى الرقمى الاستراتيجى».

رئاسة مجلس السلم والأمن

كما تسلمت مصر رئاسة مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقى فى أكتوبر 2020، وقادت أعمال الجهاز الإفريقى الرئيسى المعنى بموضوعات السلم والأمن فى القارة الإفريقية، وضم برنامج رئاسة مصر للمجلس عددًا من الموضوعات التى تحتل أهمية خاصة ومُلحة لدى الاتحاد الإفريقى ومصر، بما يُمثل فُرصة لتعزيز وتنسيق المواقف الإفريقية المُشتركة فى العديد من الملفات الحيوية.

وعكست رئاسة مصر للمجلس حجم اهتمامها الكبير والثابت بقضايا مُكافحة الإرهاب والتطرف بإفريقيا وحول العالم، ومن هذا المُنطلق خصصت جلسة لمُناقشة ظاهرة المُقاتلين الإرهابيين الأجانب وخطورة تأثيراتها على حالة السلم والأمن بالقارة، فضلًا عن عقد جلسة أخرى للنظر فى سُبل تفعيل مُقترح استحداث قوة إفريقية لمُكافحة الإرهاب كجزء من القوة الإفريقية الجاهزة، والذى كان رئيس الجُمهورية قد طرحه مع ختام رئاسة الاتحاد الإفريقى بناء على طلب القادة الأفارقة، كما أعطت الأولوية الرئيسية التى تمنحها الرئاسة المصرية للمجلس لملف إعادة الإعمار والتنمية فى مرحلة ما بعد النزاعات، خاصةً مع تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى ريادة هذا الملف على المستوى القارى.

 استضافة وكالة الفضاء الإفريقية

ونجحت مصر فى الفوز باستضافة وكالة الفضاء الإفريقية، حيث اتخذ المجلس التنفيذى للاتحاد الإفريقى قرارًا باستضافة مصر لوكالة الفضاء الإفريقية ويأتى هذا القرار بمثابة تقدير للثقة التامة فى قدرة الوكالة على خدمة القارة بأسرها على صعيد تكنولوجيا الاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء لدفع جهود التنمية الوطنية والإقليمية الإفريقية وفقًا لأجندة إفريقيا 2063، ورغم ما فرضته تداعيات فيروس كورونا المستجد من تحديات على العالم.

وحرصت مصر على استكمال جهودها لتعزيز التعاون مع الأشقاء الأفارقة منذ ثورة 30 يونيو وحتى الآن، حيث كثّفت التعاون على المستوى الثنائى مع دول القارة الإفريقية فى هذا الصدد، من خلال تقديم الدعم الصحى والمستلزمات الطبية والوقائية، بل والدفاع عن حق دول القارة فى المحافل الدولية فى الحصول على اللقاحات لحماية الشعوب من الفيروس المستجد.