أحلف بسماها .. زيارة للمزرعة الفاضلة «3»

إقامة حياة كريمة فى الصحراء، ذلك هو الأمل الكبير للتنمية أمام الزيادة السكانية المضطردة.. مزرعة ريف النموذجية بطريق الإسماعيلية ومثيلتها من المزارع الصديقة للبيئة تمثل بداية الأمل لتحقيق الأمن الغذائى وتقليل استيراد السلع الغذائية من الخارج.

عندما تجوب «ريف» تجد كل شىء يخدم «بتشديد الدال».. هذا ما لاحظناه عند تجوالنا أعضاء جمعية كتاب البيئة والتنمية بمصاحبة المهندس وسيم الحفناوى مدير المزرعة.. وحدات توليد الطاقة الشمسية ومعها توربينات طاقة الرياح التى تعمل لتوليد الكهرباء وحفر واستخراج مياه الآبار ثم تحليتها لاستخدامها فى زراعة المحاصيل التى تناسب التربة الجافة وتتحمل ملوحة المياه مثل النخيل والزيتون والخضروات وبعض الفواكه مثل المانجو والموالح، كما يتم الاستفادة من الطاقة المتجددة فى إنتاج الهيدروجين الأخضر، ولزيادة الاستثمار فى الطاقة النظيفة أقيمت وحدات لتوليد طاقة البيوجاز من روث الحيوانات.. أما الجانب الممتع فهو مشاهدة جميع أنواع الإنتاج الحيوانى والسمكى من المواشى والأغنام والديك الرومى والبط والدواجن حتى الحمام، التى يستفاد من بقاياه فى السماد العضوى للتربة.. رؤية حظائر الحيوانات والطيور يبعث على الأمل خصوصًا أن القائمين على المزارعين حرصوا على توفير الأعلاف والتى تمثل ندرتها السبب الرئيسى لارتفاع سعر اللحوم والطيور.

فلأول مرة نشاهد مساحات من أحواض المياه المغطاه بطبقة خضراء اعتقدنا فى البداية أنها طفيليات المياه الراكدة، لكن المهندس وسيم الحفناوى أوضح لنا أنه نبات الأزولا الذى يحتوى على نسبة عالية من البروتين ويتم زراعته على سطح الماء لفترة محددة ثم جمعه وتجفيفه وتقديمه كعلف للحيوانات والطيور والأسماك.. مفهوم التنمية المستدامة طبق فعليًا فى المزرعة بتعدد المنافع مثل استخلاص زيت الزيتون من الثمار ونشر مناحل العسل الذى يعطى أنقى الأنواع.

وبذلك أعطت «ريف» نموذجًا مثاليًا متعدد المجالات، فهى مؤسسة علمية تدريبية لكل الجامعات ولأى باحث، وهى مشروع زراعى صناعى متكامل.. وفى القريب يتم استغلال هذا المكان الرائع كمقصد سياحى وترفيهى لكن من يريد التنعم بالهدوء بعيدًا عن صخب المدن.. والأمل أن تنتشر مثل تلك المزارع فى جميع صحارى مصر.