أحلف بسماها .. حكاوى المحميات من ناسها

مَهما أعجبتَ وارتبطتَ كزائر مصرى أو سائح أجنبى بالمناطق الطبيعية فى مصر والتى يُطلق عليها المحميات الطبيعية فلن تشعر بها مثل سكانها المَحليين.. لذلك كانت «إيكو إيچيبت Eco Egypt» أنجح المبادرات التى أطلقتها وزارة البيئة لحماية وتطوير المحميات الطبيعية واعتمدت فى الأساس على التراث الإنسانى المرتبط  بالتراث الطبيعى بهدف تعزيز السياحة البيئية وكانت المظلة الراعية والدافعة لأفكار وحملات أخرى أهمها فكرة «محمية بناسها» ثم الحملة الأحدث «حكاوى من ناسها».. عندما حكت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة عن بدوية من سانت كاترين واصفة الجبل الذى نشأت بجواره أنه ملاذها تتحدث وتشكو إليه ويحتضنها.. هذا الوصف عايشته عندما زرت وسط سيناء، وقضيت أوقاتًا طويلة مع القبائل ولامست كيف يعشق البدو تراب سيناء ونباتاتها ودروبها.. استمعت وكتبت عن وصفاتهم والعلاج بالأعشاب والنباتات الطبية التى يعرفون فوائدها جيدًا وعن الطهى والمأكولات المشهورين بها.. تراث ثقافى راسخ رسوخ الجبال وممتد الجذور امتداد جذور الشجر والنخل.. وهم الأقدر على فهم طبيعة الأرض وإدراك سكون المُناخ وتقلباته.

لذلك تأتى حملات «محمية بناسها وحكاوى من ناسها» التى أطلقتها وزارة البيئة الأفضل لتعظيم دور المجتمعات المحلية فى المحميات الطبيعية لصونها وحمايتها والاستفادة منها بيد ناس المحميات ودعم أنشطة تلك المجتمعات فى خدمة السياحة البيئية التى زاد الإقبال عليها نتيجة الترويج الناجح لها.

«حكاوى من ناسها» التى تستهدف السكان المحليين ركزت على 11 قبيلة رئيسية تعيش داخل وحول المحميات الطبيعية بالاعتماد على الموروث الثقافى للقبائل كمَصدر لتعلم كيفية الحفاظ على الطبيعة وأيضًا التعرف على تقاليد تلك القبائل من حيث اللغة والفنون وتضم الأغانى والموسيقى التراثية، والمأكولات والمشروبات القبلية، المنتجات والحِرَف اليدوية، والهدف هنا الحفاظ على هذا الموروث والاستفادة منه بما يحقق التنمية المستدامة.. وتغطى حملة «حكاوى من ناسها» خمس مناطق فى مصر تمثل قبائل الطلابية والمزينة والترابين وأهالى قرية الغرقانة بجنوب سيناء، وقبائل العبابدة والبشارية بجنوب البحر الأحمر، قبائل النوبة ومطروح، والقبائل الأمازيغية وأهالى واحات الفرافرة والواحات البحرية بمنطقة الصحراء الغربية.

حكاوى ناس المحميات التى تم سردها من خلال فيلم وثائقى رائع يحكى ويصور كيف كانت الطبيعة أكبر مُعلم لمَن يعيش بها ويتصالح معها.. هذا الفيلم الذى أثار إعجاب خبراء البيئة الأجانب سوف يقدم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة كوثيقة تؤكد على احترام المصريين للبيئة على مَدار التاريخ.