الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أكدوا أنها شرف عظيم ودافع نحو مزيد من الإبداع فائزون بجوائز الدولة: التكريم من الوطن أعلى درجات التقدير

عبر عدد  من الفائزين بجوائز الدولة التى أُعلِن عنها منذ أيام، عن سعادتهم لحصولهم على هذه الجوائز لاعتبارات عدة، فى مقدمتها أنها صادرة عن مؤسسة مصرية رفيعة المستوى، فضلًا عن أن من سبق لهم الفوز بها قامات أدبية وفنية كبيرة. وأكدوا لـ«روزاليوسف»، أن الفوز شيء كبير وتشجيع عظيم على مواصلة مشوارهم الإبداعى.



وكان المجلس الأعلى للثقافة أعلن الفائزين بجوائز الدولة بحضور د.هشام عزمى أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، حيث اعتمدت د. نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة قائمة أسماء الفائزين بجوائز الدولة التشجيعية والتقديرية والتفوق والنيل فى مجالات الآداب والفنون والعلوم الاجتماعية والاقتصادية والقانونية لعام 2023. 

تقدير عظيم 

تصف الأديبة هالة البدرى فوزها بجائزة الدولة التقديرية فى مجال الآداب بباقة الورد التى تنير الصباح، فهذه الجائزة تمثل نوعًا من المحبة والتقدير لمسيرة أدبية وصحفية طويلة، خاصة أننى دائمًا أراها صعبة المنال ولم يحصل عليها كل عام سوى القامات الكبيرة والشخصيات القديرة، وما يميزها أنها جائزة مصرية وتقدير من بلدى، فهى بالتأكيد فخر كبير. 

 وتضيف، «ترشحت من أتيليه القاهرة بالإجماع، واجتزت المنافسة بين مبدعيه وجميعهم يستحقون الفوز، والجائزة تخضع لنظام محكم، وتأتى بناءً على ترشيحات من جهات مختصة ومعتمدة، ثم يعرض الترشيح على لجان المجلس التى تحوى نقادًا ومحكمين إجلاء». 

وعن كيفية المواءمة بين التأليف الأدبى والعمل الصحفى تقول: «الكتابة بالنسبة لى هى الحياة ودائمًا هناك صراع بداخلى بين حاجة التأليف الأدبى إلى الانعزال وضرورة الانخراط المجتمعى لنقل احتياجاته والتعبير عنه عبر الكتابة الصحفية، ورغم ما استهلكته الصحافة من وقت طويل؛ فإنها علمتنى تجارب ملهمة، لم أستطيع التعرف على هؤلاء الأشخاص وهذه المشكلات ولا رصد اتجاهات الرأى العام ولا الإلمام بعادات وتقاليد الشعوب ولا زيارة تلك القرى إلا بالعمل الصحفى، وقطعًا الصحافة تثرى أدبى بتجارب كثيرة، ولدىَّ قناعة أن الجهد وحده هو الذى يمنح الأدوات اللازمة للنجاح فى العمل، أرى دائمًا أن مجهودى وحده يكفى للوصول إلى غايتى فى الكتابة ولا أعتبره أزمة لكن ضرورة». 

وفيما يخص طقوس الكتابة توضح البدرى: «لست مرفهة فى الكتابة، أكتب للعمل الصحفى فى أى مكان أجده، أكتب فى الورشة، فى مطبخ المجلة، فى صالة التحرير وسط الزحام والأحاديث والضجيج، وأرتب للكتابة طويلًا لكننى أنجزها سريعًا، بينما الكتابة الأدبية يختلف الأمر تمامًا حيث تستلزم العزلة والهدوء، وأفضل الاستماع إلى الموسيقى مع بداية اليوم وأحيانًا أستمع إليها أثناء النوم، وهو يعد طقسًا خاصًا بالحياة عامة وليس بالكتابة خاصة». 

وتنصح البدرى الكتَّاب المبتدئين بضرورة القراءة المستمرة وأن يجعلوا القراءة شغلتهم فى الحياة، يقرأون عن كل شىء، ولا يحصرون عقولهم فى لون أدبى معين، يقرأون من سبقوهم فى المجالات المختلفة، ولا يكتفون بالكتب وحدها؛ بل يضمون المطبوعات من الجرائد والمجالات إلى قراءاتهم أيضًا، وعليهم أن يخضعوا القراءة لنظام».

وتضيف: «تجربتى مع القراءة فى البداية كانت عشوائية لكننى أدركت أن المسألة تحتاج لنظام، وبدأت بترتيب أعمال كبار الكتاب على أن يتم قراءة عمل لكل منهم، ثم خصصت عامًا لقراءة الأعمال الكاملة لكل مؤلف، ولم تقتصر قراءتى على كبار الكتَّاب، لكننى أقرأ للشباب قبل الكبار والمبتدئين إذا لمست فيهم موهبة، وأحدثهم بما بما أعجبنى فى كتاباتهم، وكل عام أضيف كاتبًا لا أعرفه، إذن على الكاتب المبتدئ ألا يرفض أى تجربة حتى إذا كانت غريبة ومختلفة، ولا يرفض من سبقوه من أجيال لأنه سيواصل مسيرتهم، وحكاية (قتل الأب) لا تصلح فى المجال الأدبى، وينبغى أن يدرك أن إنتاجه نابع من إبداعه الذاتى مع الاعتراف أن تجارب من سبقه مهمة». 

قيمة مهمة 

من جهته يقول د.محمد سليم شوشة، الحائز على جائزة الدولة التشجيعية على دراسته فى مجال الآداب فرع «الدراسات الأدبية واللغوية» والتى حملت عنوان (الصورة والعلامة أثر التحولات الثقافية فى الخطاب الروائى المعاصر): «إن تقارب أثر التحولات الثقافية فى الخطاب الروائى على مستويات عديدة منها ما يختص بالشكل أو البناء السردى ومنها ما يختص بالمضمون أو تحولات العوالم الروائية والشخصيات والنماذج الإنسانية فى الرواية العربية تبعًا لتغيرات الحياة وتحولاتها الثقافية فى الاتصالات والتكنولوجيا والهجرة والسفر والارتحال والتقنيات البصرية وغيرها». 

ويضيف «إن الفوز قيمة مهمة لأنه من مؤسسات الدولة المصرية من جانب ولأن الجوائز المصرية تعتنى بالأساس بالقيمة الإنسانية والقيمة الجمالية، ولذلك فإن الجائزة ستكون دافعة ومشجعة لبذل المزيد من الجهد فى سبيل استكمال مشروعى فى النقد ومتابعة تحولات الأدب العربى الراهن سردًا وشعرًا، ومعرفتى بجوائز الدولة شجعتنى على التقديم، وكذلك مشاركتى فى لجنة التحكيم من قبل، فضلًا عن حصولى على جائزتين من المجلس الأعلى للثقافة فى الإبداع الروائى سابقًا، وهذه المرة فى النقد والدراسات الأدبية». 

وعن قراءاته المفضلة يوضح «أقرأ بتوسع فى الإبداع الأدبى العربى منذ سنوات وأنشر العديد من المقالات النقدية، وفى النقد العربى أعتز جدًا بالدكتور طه حسين الذى يشرفنى أن يكون مثلى الأعلى، ولكنى أستفيد كذلك من القراءة فى النظرية النقدية والأدبية فى اللغة الإنجليزية لأتابع أحدث التطورات والطروحات فى هذا الحقل الثرى».

أمر محفز 

من جانبها تقول الروائية شيرين فتحى عن روايتها (خيوط ليلى) الفائزة بجائزة الدولة التشجيعية فى مجال الآداب فرع السرد القصصى والروائي: «تتناول الرواية علاقة  ليلى بمؤلف العمل (رشيد)، وتلعب ليلى دور البطولة فى مؤلفه قبل أن تتمرد عليه وتقرر وقف تحكمه عبر الخروج من إطار الرواية، وفى ظل ذلك التحدى يتناص العمل مع فكرة القدر وأسئلته هل نحن من نصنع قدرنا أم يصنعنا هو؟ كما تتناص حكاية البطلة ليلى مع جدتها (ليلى) مريضة ألزهايمر التى تخشى دومًا أن يكون تشابه الأسماء هذا ذريعة من المؤلف ليشابه المصائر أيضًا». 

وتضيف: «تعتبر الجائزة التشجيعية من أهم الجوائز التى تمنحها الدولة للمبدعين فى مختلف المجالات، والحصول على الجوائز أمر مهم ومحفز لأى كاتب، وأفتخر بالحصول على جائزة مهمة وقيمة كجائزة الدولة التشجيعية، ولا أنكر مجهود الكاتبة مريم العجمى التى دفعتنى للتقدم لهذه الجائزة إيمانًا منها بالعمل، وهذا أجمل ما تمنحه لنا الكتابة بحق». 

وعن ما تفضله من مؤلفات تقول: «أحب قراءة الأدب (القديم والحديث)، والتعرف على ألوانه المختلفة، فهذا التنوع يثرى الكاتب والقارئ على حد سواء، وربما تأثرت بكتَّاب مثل أغوتا كريستوف، جابرييل جارثيا ماركيز، وكذلك خوان خوسيه مياس، وانجذبت إلى كتابات يوسف إدريس بشكل كبير، ومهتمة بقراءتها فى هذه الفترة». 

 طابع مميز 

فى السياق نفسه، يؤكد العازف إسلام القصبجى بعد حصوله على جائزة الدولة التشجيعية فى مجال الفنون فرع العزف على آلات الموسيقى العربية، أن الفوز شيء كبير وتشجيع عظيم على مشوارى الفنى على مدار 27 عامًا، وجائزة الدولة التشجيعية تحمل طابعًا مميزًا لكونها تقديرًا وتتويجًا من دولتى وبلدى فضلًا عن أن تكريم الدولة شرف وفخر يتمناه أى إنسان». 

ويقول: «العود بالنسبة لى كيان كبير، اخترت العزف على تلك الآلة لما تحتويه من صوت شجى يمس القلب وتعتبر أقرب آلة للصوت البشرى الطبيعى، وعبرها أشعر بالتسلل إلى قلوب الجمهور على اختلاف لهجاتهم، ويترك الموسيقى أثرًا عندما يكون صادقًا فى فنه ومحبًا لعمله، ومخلصًا لأدائه، حينها ستصل رسالته وفنه إلى الجمهور المتلقى بشكل كبير».