الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

رسامة مصرية تبهر العالم بـ«تجليات» فرعونية من روسيا هالة عبدالفتاح.. نقلت حضارة 7 آلاف سنة إلى العالم عبر روح «حتشبسوت»

ما  بين عالم الرسم والفن التشكيلى فى أكبر المعارض الفنية فى روسيا وأوروبا وكندا، يطلق على الفنانة التشكيلية والرسامة ذات الأصول المصرية التى تعيش فى موسكو «هالة عبدالفتاح» اسم الملكة «حتشبسوت» ليس ذلك فقط لكونها ذات ملامح المرأة الفرعونية كما يظهر على الجداريات فى المعابد أو على البرديات القديمة، ولكن لأن تجليات أعمالها الفنية ورسوماتها التى تغزو أهم المعارض الفنية والمهرجانات، تتأثر كثيرًا بما يحمله معبد «حتشبسوت» بالدير البحرى بالأقصر.



لوحات وجداريات، حققت شهرة كبرى داخل وخارج روسيا من خلال أعمالها التى يكون الطلب والإلحاح على المشاركة والتواجد بـ«ريشتها» الفرعونية فى أهم المعارض الفنية العالمية بين عواصم أوروبا، والتى حصلت منها على الميداليات الذهبية من الدرجة الأولى عن مجمل أعمالها.

«هالة» أكدت لـ«روز اليوسف» أن الانبهار الروسى والأوروبى بما تقدمه من أعمال نابعة من وجدانها وفى قلب موهبتها منذ طفولتها مع قدرتها على تجسيد الحضارة الفرعونية وتجلياتها فى رسومات ولوحات، يجعلها تعطى الجزء الأكبر من النجاح لبلدها الأم وعائلتها، وسط حلمها القائم بزيارة العاصمة الإدارية الجديدة فى مصر لتقديم معالمها فى رسوماتها ولوحاتها بمعارض أوروبا وروسيا.

 فى البداية.. أصولك مصرية وتعيشين فى موسكو لكن شهرتك لها مساحات واسعة فى المعارض والأوساط الفنية فى روسيا ودول أوروبية ليس على نفس المنوال فى مصر.. من المقصر فى حجم شهرتك ببلدك الأم؟

- التقصير من جانبى لأن اهتماماتى وأعمالى واندماجى هنا وفى دول أوروبية بشكل كبير جعلنى أبتعد عن التواجد بشكل مكثف بأعمالى فى مصر، ولكننى أعتز ببلدى وحضارتى التى يتحرك منها وجدانى وتخيلاتى فى كل أعمالى، وأتمنى زيادة مشاركتى فى معارض بمصر خلال الفترة القادمة وسأبذل كل الجهد لتحقيق ذلك، قدمت 3 معارض فى مصر وحققت اهتماما كبيرا مما أسعدنى للغاية، وأريد أن أعطى اهتماما أكبر لوطنى الأم وأجهز للتواجد فى معارض وفعاليات وأحداث فى الفترة القادمة.

قلت إن أعمالك التى جاءت بالنجاح والشهرة لك متواجدة فى وجدانك وموهبتك منذ طفولتك.. كيف كان ذلك؟

- ولدت فى روسيا، أبى مصور سينمائى وأمى مصممة رقصات باليه، التعارف بينهما كان خلال الدراسة فى القاهرة وإنهاء دراستهما بدرجة امتياز ومن بعد ذلك جاء زواجهما ثم تم إرسالهما إلى بعثة فى روسيا لاستكمال الدراسة للحصول على الدكتوراه ليكون استقرارهما فى موسكو، وقد ذهبت ميولى الفنية منذ الصغر إلى الرسم وسط أجواء فنية كنت أعيش فيها بالفعل، والدتى تعمل فى تصميم رقصات الباليه، وأبى يعمل فى مجال التصوير متخصصا فى الحضارة الفرعونية وكنت أتأثر كثيرا بهما لتنمو ميولى فى الرسم والفن التشكيلى بتشجيع من العائلة، تكونت الموهبة التى يرجع الفضل فيها لوالدى الذى تعلمت منه الإحساس بتجليات الرسم والصورة التى كان يلتقطها للحضارة الفرعونية فى معابد ومتاحف مصر، وفى طفولتى انضممت لمدرسة خاصة فى الرسم من أفضل المؤسسات التعليمية فى الفن التشكيلى بعد إثبات موهبتى فى هذا المجال، وبعد ذلك كان الانضمام لمعهد الرسم العالى فى روسيا وهو من أفضل المعاهد فى هذا التخصص عالميا.

الموهبة من الوالد فهو يدرك أبعاد الصورة ولكن من المؤكد أن هناك دوافع أخرى لاسيما أنه يتم الاعتماد عليك بشكل كبير فى الأكاديميات الفنية فى روسيا.. فما هى؟

- تتلمذت على يد أحد أهم الرسامين الروس على مستوى العالم وتعلمت منه الكثير من روح وتجليات هذا الفن وحصلت على خبراته بشكل جيد مما يسر لى الطريق بشكل قوى، ثم بعد التخرج أقمت معارض فوجدوا أنها مختلفة عن المتواجدة فى روسيا لأننى كنت أعتمد بأحاسيسى الفنية على تقديم أعمال ممزوجة بتخيلات وتجليات على نقل الحضارة الفرعونية فى لوحاتى، وبدأت تقديم الدعوات لى لعمل معارض فى أوروبا، كانت الانطلاقة من النرويج حيث كان يتم تقديمى على الرغم من صغر سنى فى معارض دولية مهمة على أننى من الفنانات صاحبات البصمات الراقية بروح الحضارة الفرعونية، كنت أشارك على أساس تقديم أعمال للفن الروسى فى تلك المعارض، ولكن القائمين والمنظمين كانوا يرفضون ويتمسكون بأعمالى المستوحاة من الحضارة الفرعونية مما حقق اهتماما وشهرة كبرى مبكرا، وفى كل المعارض التى كنت أشارك فيها كان الاهتمام بما يقدم عن الحضارة الفرعونية حتى انحصر اهتمامى بذلك، لينصب هدفى فى مزج ما فى داخلى من فن وموهبة فى إبداعات الحضارة الفرعونية ومع كل نجاح أحرزه كنت أقدم التحية لأجدادى الفراعنة الذين نحتوا هذا الإبداع الحضارى على جداريات المعابد فى مصر.

 هناك الكثيرون من الفنانين يقدمون فى لوحاتهم وجدارياتهم الحضارة الفرعونية ولكن ما تحقق من نجاح وشهرة لك يختلف عن ما حققوه.. لماذا؟

- أقدم الحياة الفرعونية بطريقة متجددة، أستحضر روح هذه الحضارة وأقدمها بطريقة حديثة فيما يتعلق بالعصور أو الآلهة ومعتقداتهم وحياتهم اليومية على سبيل المثال وأمور أخرى، لتتطور أعمالى من فترة إلى أخرى ما جعلنى متنوعة فى رسوماتى، أعتمد على تاريخ ما أقدمه من حياة الفراعنة بمزجه فى روح موهبتى، أقدمه بطريقة كأنهم يعيشون الآن وسطنا، أقوم بإحياء هذه الجداريات فى لوحات من تصميمى.

ما هى أهم الجوائز التى أحرزتها فى هذا المجال الفنى وأهم المعارض العالمية التى شاركت فيها؟

- المشاركة كانت دائمة فى أشهر معارض أوروبا، بين بروكسل وبرلين وصولا إلى كندا وحققت نجاحات فضلا عن المعارض فى روسيا، ومن أهم الجوائز الميدالية الذهبية على مستوى أفضل فنانة تشكيلية عن مجمل أعمالى فى روسيا.

 لماذا تفرض الحضارة الفرعونية نفسها بنجاح عبر اللوحات والجداريات التى تحقق شهرة وتميزًا سواء فنيًا أو تجاريًا على مستوى العالم؟

 - كنت فى البداية أظن أن اندماجى وإعجابى بالفن الفرعونى هو خاص بى فقط، لكن وجدت أن الجمهور الأكبر فى أوروبا وروسيا وأمريكا يذهبون لهذا النوع من الفن والإبداع ويكون عليها إقبال جماهيرى وأيضا تجارى، هذه الحضارة هى الرهان الأكبر سواء على المستويات أو الأعمال الفنية بكل أنواعها، فهى جذابة للعالم كله تمتلك بداخلها سحر الحياة، وحتى فى الأعمال الفنية ذات الأبعاد التجارية أو التى تحقق مكاسب مادية، تلجأ الشركات والمؤسسات فى دعايتها كثيرا لأعمال فنية تتعلق بالحضارة الفرعونية لتحقيق أرباح لمنتجاتها وهذا يظهر كثيرا فى عدة ماركات عالمية.

ولكن لماذا اللجوء للحضارة الفرعونية فى الأعمال الفنية عالميا على الرغم من وجود حضارات أخرى تزامنت معها ولها إرث فنى أيضا؟

- العالم منبهر بأن مصر مازالت تحافظ على تاريخها وتراثها المتنوع الذى يحتوى بداخله على أسرار الكون، وهكذا أيضا يقتنع الغرب، هناك إيمان كبير حول أن هذه الحضارة تحمل أسرار الحياة وبريقها، يرون أن الإتقان فى نقل الماضى للعالم أجمع كان فى ذهن الفراعنة، والرؤية العامة أن ما خرج حتى الآن لا يمثل نسبة كبيرة من أسرار الحياة التى يحتفظ بها الفراعنة.

 نريد أن نتعرف على النابع أو المرجعية التى تستمدين منها أفكار أعمالك وجدارياتك.. هل هى أصولك المصرية والتأثر بها؟

- من المؤكد أن أصولى المصرية تتحكم فى ذلك بشكل كبير، ولكن الملكة حتشبسوت ومعبدها هو المرجعية الأولى لأعمالى، الفن الذى يقدم على جداريات وأركان هذا المعبدالذى يعود إلى آلاف السنين «عصرى» قبل الزمان بأزمنة، متقدم فى وقت كان العالم فيه لا يعرف أبجديات الحضارة، خيالى وساحر وعلى الرغم من مرور آلاف السنين على إنشائه إلا أنه حتى الآن لا يستطيع أيًا ما كان أن يقدم ما جاء فى «حتشبسوت»، الإتقان فى معبدها غير أى معبد، التجليات مختلفة من الصعب تقديمها فهو مبدع يخلد الفن والتراث والحضارة.

 كيف ترين من يطلقون عليك فى روسيا وأوروبا بالفنانة الفرعونية؟

- نعم دائما ما يشبهون ملامحى بأشكال منحوتة على جداريات المعابد لملكات فى العصر الفرعونى ومن يرى هذا الشبه فهذا أمر يسعدنى كثيرا، من المؤكد أن دمى المصرى يعكس هذه الملامح فى شكلى، سعادتى لا توصف عندما ارتبط بأى شيء يتعلق بوطنى الأم أو أجدادى الفراعنة، هذا التشبيه يعتبر قيمته أغلى من الجوائز التى حصدتها.

 ما هو المكان الذى تطمحين تجسيده أو نقله فى صورة أو جدارية لك عن مصر؟

 - أشاهد وأسمع عن ما يبذل من تأسيس عاصمة إدارية جديدة فى مصر، أدرك جيدا أنها تحمل معالم تليق بالدولة المصرية وحضارة هذا الشعب، أتمنى فى أقرب وقت أن أقدم هذه المعالم فى لوحاتى لتكون أمام العالم تشرح إنجازًا جديدًا لأحفاد بناة الأهرامات.

 هل تختلف اللوحات التى ترسمينها خلال وجودك فى مصر عن اللوحات التى ترسمينها فى روسيا؟

- بالطبع، أتمنى دائما الذهاب إلى المعابد ونقلها فى لوحاتى، هناك أجد نفسى كثيرا، ودائما ما أقوم باللجوء للمتخصصين الروس فى علم المصريات فى أعمالى، وأسمع منهم حكايات عن مصر القديمة حيث يتشبع خيالى بذلك ليتم نقلها فى لوحاتى وأحصل على أفكار جديدة من رصدهم لحضارة الفراعنة وأقدمها فى رسوماتى.