الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

عندما صرخت الأغانى فى وجه الجماعة الإرهابية «انتوا شعب.. واحنا شعب»

ونحن على أعتاب الاحتفال بثورة 30 يونيو، أتذكر جيدًا الحملات الممنهجة القوية التى استهدفت كل الفنانين الذين رفضوا حكم الجماعة الإرهابية، وعبروا عن ذلك الرفض بأغنياتهم التى استطاعت أن تعبر عن المرحلة، وعن الشعور العام الذى كان يعيشه المصريون فى وقتها.



وكان على رأس هذه الأغانى، (احنا شعب وانتوا شعب)، التى كتبها بجرأة شديدة الشاعر «مدحت العدل»، وظل يرددها فى البرامج والأمسيات بعد 6 شهور فقط من استيلاء الجماعة الإرهابية على حكم مصر.

ولكن التجييش الإخوانى لم يظهر إلا بعد أن قام «على الحجار» بغنائها، لعدة أسباب. منها على سبيل المثال، المكانة والجماهيرية الكبيرة التى يتمتع بها الفنان «على الحجار» صاحب الحنجرة الذهبية، وأيضًا، بسبب تاريخه المشرف من الأغانى الوطنية، لدرجة أننا لن نبالغ إذا قلنا أن هناك العديد من المصريين تعلموا معنى حب الوطن من خلال أغنيات «على الحجار»، فلهذه الدرجة هو مؤثر وبشدة، ومشارك فى تكوين وجدان المصريين، ومن هنا جاء الهجوم عليه لإدراك الجماعة الإرهابية خطر الفن فى التأثير على المواطنين، بكشف أساليبهم، برسالة واضحة «رغم أن الرب واحد.. لينا رب وليكوا رب»، حتى تمر الأيام والسنين ونرى بأعيننا التطبيق الواضح من الجماعة الإرهابية لكل ما قيل فى الأغنية!.

الفنان المثقف القارئ للتاريخ، يسهل عليه التنبؤ بالأحداث، لأنه تعلم وقرأ من الكتب، وشاهد نفس المواقف بنفس التفاصيل، ولذلك أدرك النهاية بالتوقع، لأن المعطيات واحدة، ولذلك نستطيع أن نصف الثلاثى «مدحت العدل» كاتبًا، و«أحمد الحجار» ملحنًا، و«على الحجار» مغنيًا، بالفنانين المثقفين، بل إنهم تحملوا الهجوم والتشويه بسبب الجرأة التى عبروا فيها عن مشاعر المصريين، ولكن الجميل والأجمل، أن الزمان الآن ينصفهم، ويؤكد على صحة رؤيتهم الثاقبة.

ومن ضمن أيضًا الأغانى التى واجهت الجماعة الإرهابية، كانت أغنية (تسلم الأيادى)، ويعتبر السبب الرئيسى فى نجاحها بعيدًا عن التفاصيل الفنية، هو الروح الجماعية التى سيطرت على أجواء العمل، وليس فى الكواليس فقط، بل أيضًا فى طريقة تصوير الأغنية وظهور الفنانين المؤدين للأغنية، وهم يحملون علم مصر، ومتحدين ضد هدف واحد، ألا وهو سقوط الجماعة الإرهابية، حتى صار اسم الأغنية كالمثل الشعبى، فعندما نريد أن نشكر أى شخص على أى عمل قام به بشكل متقن، نقول له «تسلم الأيادى»! كتعبير واضح وضوح الشمس عن نجاح هذه الأغنية.

ولا نستطيع أن ننسى أغنية (بشرة خير) الأشهر من بين كل هذه الأغانى، بل هى السبب الرئيسى فى بناء الشعبية الجارفة للفنان «حسين الجسمى»، وربما بعد الأحداث المؤسفة والدموية وحالات القلق والفزع التى عاش تفاصيلها المصريون بشكل قاس للغاية على مدار شهور متواصلة، لدرجة أن اليأس والإحباط قد تمكن من الكثيرين، وأصبح الحديث عن الهجرة وترك الوطن، لم يكن غريبًا.

فجاءت هذه الأغنية مليئة بالبهجة والفرح والمرح، على الإيقاع الموسيقى المفضل لدى المصريين «المقسوم» الذى صنعه «توما»، وكلمات «أيمن بهجت قمر»، وألحان «عمرو مصطفى».

والمدهش فى الاغنيتين (تسلم الأيادى)، و(بشرة خير)، أن الأغنيتين اعتمدتا على الروح الجماعية، فإذا كانت (تسلم الأيادى) صنعت من خلال مجموعة كبيرة من الفنانين المغنين، ورغم أن (بشرة خير) غناها «الجسمى» بمفرده، ولكن كلمات الأغنية كانت تدعو للروح الجماعية، فهى كانت تطلب من المصريين فى كل المحافظات والمناطق المختلفة النزول والمشاركة فى الانتخابات الرئاسية بعد عزل وخلع الجماعة الإرهابية، وتنظيف مصر من آثارهم الدنيئة والقذرة، والتى كانت غريبة على ثقافتنا وهويتنا المصرية.

فهؤلاء الارهابيون لا ينتمون إلى وطن، ولا يهمهم مصلحة مصر، بل كانوا يصرحون على الشاشات أن مصر ستعامل معاملة الإقليم، متوهمين فى قدرتهم على صنع خلافة إخوانية يحكمها مرشد الجماعة! ولكن كالعادة يثبت المصريون أنهم متمسكون بهويتهم ولا يستطيع أحد -أيا كان- أن ينتزعها منهم!.