السبت 10 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أكد أن الحفاظ على روح أمريكا مهمته الأساسية: 5 عقبات أمام بايدن للفوز بولاية رئاسية ثانية

أعلن الرئيس الأمريكى چو بايدن رسميا أنه سيترشح فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة المقررة فى 2024، وغرد بايدن على حسابه فى تويتر قائلا: كل جيل لديه لحظة يجب عليه فيها الدفاع عن الديمقراطية، والدفاع عن حرياته الأساسية، وأعتقد أن هذه لحظتنا. هذا سبب ترشيحى لإعادة انتخابى رئيسا للولايات المتحدة انضموا إلينا لننجز المهمة، إلى جانب مقطع ڤيديو مدته ثلاث دقائق أخرجه فريق حملته الانتخابية ليبدأ بصور من أحداث الكابيتول فى السادس من يناير 2021 ويصف إدارته بأنها تدافع عن الحرية الشخصية والديمقراطية والتعددية. وعليه أكد بايدن أنه عندما ترشح للرئاسة منذ أربع سنوات كان يخوض معركة من أجل روح أمريكا ولما كانت تلك المعركة مستمرة، فإنه يرشح نفسه كى يعاد انتخابه. ووصف بايدن برامج الحزب الجمهورى بأنها تهديد للحريات الأمريكية منتقدًا من سماهم المتطرفين الذين يحملون شعار ماجا.



وتتعدد دلالات ترشح بايدن للانتخابات الرئاسية المقبلة وتعهده مجددا بتحقيق الأهداف السياسية نفسها التى كان يهدف إلى تحقيقها فى فترته الرئاسية الأولى وهى الدلالات التى يمكن الوقوف على أبرزها من خلال النقاط التالية:

1 - احتمالية إعادة تكرار سيناريو 2020

قد تشهد الولايات المتحدة الأمريكية فى الانتخابات الرئاسية المقبلة السيناريو نفسه الذى شهدته مثيلتها الماضية حين دارت المنافسة بين مرشحين أبيضين فى السبعينيات من عمرهما إذ لا يزال دونالد ترامب المرشح الجمهورى الأوفر حظا لخوض هذه الانتخابات، خاصة أنه يتقدم بنحو 46 نقطة على منافسه الجمهورى رون ديسانتيس فى أحدث استطلاع للرأى أجرته كلية إيمرسون كما حصل على تأييد مزيد من أعضاء الكونجرس.

2 - خطوة مبكرة من المرشحين

أعلن ترامب ترشحه فى وقت مبكر كى يرتدى عباءة المرشح الرئاسى لحمايته من القضايا التى تواجهه من ناحية وإكساب حملته مزيدا من الزخم من ناحية ثانية. وفى المقابل، أشارت بعض التحليلات إلى أن من يشغل منصب رئيس الجمهورية لا يعلن ترشحه مبكرا قبل 19 شهرا كما فعل بايدن، لأن الرؤساء الأمريكيين يترشحون فى الأغلبية العظمى من الحالات لولاية ثانية، إذ يرون أن الفترتين الرئاسيتين لا تعدوان كونهما استحقاقًا تامًا لهم، وأنه من العار الخروج من المنصب بعد ولاية واحدة فقط كما حدث مع ترامب.

3 - سباق مواتا للرئيس بايدن

قالت صحيفة الجارديان البريطانية أن هناك تزايد فرص للحزب الديمقراطى فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، بالنظر إلى الفوضى والانقسام الداخلى فى الحزب الجمهورى الذى يتبنى سياسات غير شعبية تنفر الناخبين وتعادى المجتمع، وهو ما يعنى أن السباق الرئاسى المحتمل بين بايدن وترامب سيتحول إلى مباراة إياب على أرض بايدن، ليتمتع الرئيس الحالى بأفضلية على نظيره السابق، مع ازدياد ضعف ترامب بعد ارتباط اسمه بذكرى اقتحام الكونجرس وبعدد من الفضائح الجنسية والتهرب الضريبى من ناحية، وعدم وجود مرشح ديمقراطى يتفوق على بايدن بما فى ذلك الكاتبة ماريان ويليامسون والناشط المناهض للقاحات روبرت كينيدى چونيور من ناحية ثانية، وامتلاك بايدن ميزة وضع الرئيس المنتهية ولايته التى تمكنه من تسخير صلاحياته الرئاسية لاجتذاب الناخبين وعرض رؤيته من ناحية ثالثة.

4 - ترويج بايدن لإنجازاته الرئاسية

يطالب بايدن بإعطائه فرصة لإنهاء مهمته حتى إنه اختار إطلاق حملته الانتخابية فى الذكرى الرابعة لإعلانه عن حملته السابقة فى عام 2020 وقد استبق إعلان ترشحه الرسمى للانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 بخطاب حالة الاتحاد فى فبراير الماضى وعدد فيه إنجازاته التى من المرجح أن يركز عليها فى السباق الرئاسى المقبل وتشمل: خلق 12 مليون وظيفة جديدة، وانخفاض معدلات البطالة إلى أدنى مستوى لها منذ ما يزيد على نصف قرن ومكافحة ڤيروس كوڤيد-19 واستمالة الشرائح الاجتماعية المتأثرة بنهج ترامب وغير ذلك.

5 - تعويل بايدن على خبراته السياسية

يعول بايدن على امتلاكه المهارات والخبرات اللازمة بعد أن قضى ما يزيد على نصف قرن فى مناصب عليا تؤهله للفوز من جديد فى انتخابات 2024، يحارب من أجل روح أمريكا فى مواجهة المحافظين وقد رفع شعار استعادة روح أمريكا عند ترشحه لانتخابات الرئاسة منذ أربع سنوات، ولايزال يدافع عن الشعار نفسه، وإن أضاف له ملف الحريات، متعهدا بالدفاع عن الحقوق والحريات فى ظل التهديدات التى تجابهها.

أما عن تحديات بايدن، أثارت رغبة بايدن فى الترشح سعيا للفوز بولاية رئاسية ثانية تساؤلات عديدة عن التحديات التى تواجهه خاصة أنه سيبدأ ولايته الثانية المحتملة فى حال إعادة انتخابه وهو فى سن 82 عامًا ما يجعله أكبر رئيس فى تاريخ الولايات المتحدة ويمكن الوقوف على أبرز تلك التحديات فى النقاط التالية:

1 - معارضة الرأى العام الأمريكى

أظهر استطلاع الرأى الذى أجرته شبكة إن بى سى نيوز مؤخرا أن 70 % من الأمريكيين وأكثر من نصف الديمقراطيين بقليل يعتقدون أنه لا يجب لبايدن الترشح مرة أخرى، كما أظهر استطلاع آخر أجرته مؤسسة جالوب تراجع رضا المواطنين الأمريكيين عن أداء الرئيس بايدن إلى أدنى درجاته، خلال فترة رئاسته ليصل إلى 37 %. وأظهر استطلاع الرأى الذى أجرته وكالة أسوشيتد برس فى منتصف أبريل 2023 أن العمر عامل رئيس بين ناخبى الحزب الديمقراطى ومع ذلك رفض بايدن تلك المخاوف وقال: قررت الترشح.. أشعر بأننى بحالة جيدة، وأنا متحمس.

2 - تقدم بايدن فى العمر

يفضل كثير من الناخبين الأمريكيين مرشحا أصغر سنا من بايدن وفى هذا الإطار قالت المرشحة الجمهورية للرئاسة الأمريكية نيكى هايلى إن بايدن قد يموت فى منصبه فى حال أعيد انتخابه، لذا فإن التصويت له يعنى التعويل على نائبته كامالا هاريس.

3 - تصاعد التحديات الاقتصادية

على الرغم من تعدد العقوبات الاقتصادية المفروضة على الاقتصاد الروسى وعائلة وشخص الرئيس ڤلاديمير بوتين فإن تلك العقوبات لم تحقق الأهداف المرجوة منها. ولا يخفى عظم حجم المساعدات الأمريكية لأوكرانيا البالغة 70 مليار دولار، فى ظل طول أمد الحرب بشكل يؤجج عضب دافعى الضرائب الأمريكيين. على جانب آخر، اعتمد أكثر من 80 بنكا مركزيا عملة الصين الرسمية (اليوان) فى احتياطاتها من العملات الأجنبية وتعمل الصين على رقمنة عملتها بهدف كسر احتكار الدولار الأمريكى لسوق العملات العالمية بالتزامن مع تراجع ثقة عدد كبير من الدول بالدولار باعتباره العملة الرئيسية للتجارة والتمويل العالميين ما قد يعنى إمكانية تحول الاقتصاد العالمى تدريجيًا بعيدا عنه.

4 - تعدد الشبهات التى تحيط بنجل بايدن

يرى مراقبون أن قضية نجل الرئيس الحالى هانتر بايدن ستكون لها تداعيات سلبية على ترشح والده وقد تتحول إلى إحدى القضايا الساخنة فى الانتخابات الرئاسية خاصة أن شبكة إن بى سى نيوز ذكرت أن المدعين الفيدراليين يدرسون مسألة توجيه اتهامات لهانتر فى ثلاث جرائم ضريبية إضافة إلى اتهامه بشراء أسلحة إلى جانب بعض المعلومات المتداولة عن تورطه فى قضية الوثائق السرية التى كانت فى مكتب الرئيس وإطلاعه عليها أثناء مشاركته فى الصفقات الخارجية التى أدين فيها خصوصا تلك التى ربطته بجهات فى الصين وأوكرانيا.

5 - تخبط السياسة الخارجية

لا تخفى كارثية انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان فى أغسطس 2021 وسقوط معدات عسكرية أمريكية تقدر بمليارات الدولارات فى أيدى حركة طالبان التى وصلت إلى حكم البلاد. ولا يمكن التقليل من خطورة استعداء روسيا والصين فى الوقت نفسه.

وقد أدت الحرب الأوكرانية إلى تزايد مخاطر تصعيد الصراع بين واشنطن وموسكو إلى مستويات غير مسبوقة، كما فشلت الإدارة الأمريكية الحالية فى صياغة استراتيچية مضادة لردع روسيا ما أدى إلى استنزاف ترسانة الأسلحة الأمريكية وتزايد خطر الانتشار النووى مع اتجاه الصين إلى زيادة مخزونها من الرؤوس الحربية النووية بأكثر من ثلاثة أضعاف ليصل إلى 1500 رأس حربى فى عام 2035 فضلا عن تعليق مشاركة روسيا فى معاهدة ستارت الجديدة الخاصة بخفض الأسلحة النووية مع الولايات المتحدة، واتجاهها إلى تعزيز قدراتها النووية بنظام باليستى جديد عابر للقارات وصواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت وغواصات نووية جديدة.