الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فن اللا بصمة فى The Mother

هنالك نوع من الأعمال الدرامية لا تأخذك لعالمها ولا تدمجك مع أحداثها لأنك ببساطة لم تنجذب إليها بأى شكل، وتلك السقطة الأكبر لأى عمل فنى، فأى فن هذا بدون تأثير أو عامل جذب واحد يجعلك تتابعه للنهاية فضولا على أقل تقدير لمعرفة النهاية.



خطأ فادح يكشف عن ضعف دراما العمل وذلك ما تلمسه عندما تبدأ متابعة فيلم (The Mother) الذى يُعرض على منصة نتفليكس. بداية من عنوانه (الأم) اسم واضح وكاشف بشكل يعكس ملل الأحداث ورتابتها خاصة عندما تبدأ المشاهد الأولى للعمل، حيث ترى أما حاملا تواجه صعوبات ومحاولة قتل طفلتها فتستنتج كمشاهد أن الأحداث ما هى إلا محاولة الأم حماية هذه الطفلة وهو ما حدث بالفعل فطوال أحداث العمل أنت متوقع سير الأحداث وذروتها وكيف ستنتهى كأنك تشاهد عملا تابعته من قبل كثيرا مما يبعث الملل وفقدان الشغف للمشاهدة حتى النهاية، رغم أن العمل اعتمد على حبكة الكشف التى من المفترض أن تبدأ بنهاية مصير شخصية ثم تكشف لك سبب وصولها لهذه المرحلة وتلك النهاية، ورغم أيضا أن الأحداث ما هى إلا دراما التشويق والإثارة التى تعتمد على مشاهد الأكشن والمفاجأة التى من المفترض أن تجذب المشاهد، ولكن ذلك لم يحدث لأن هناك أكثر من مشهد تشعر أنك شاهدته من قبل مع «توم كروز» فى فيلم (mission impossible) على سبيل المثال.

هذا وإلى جانب غياب المنطقية الدرامية والدوافع لدى بعض الشخصيات للقيام بالفعل الأساسى الذى تدور حوله الأحداث مما يأخذ (The Mother) لمنطقة السذاجة الدرامية والاستسهال فى كتابة الحبكة وأحداثها، وإن كنت تتابع العمل لولعك بالبطلة «جينفر لوبيز» فسوف يصيبك الإحباط نوعا ما لأنها ظهرت فى شخصيتها بالعمل بتعبيرات وجه واحدة ثابتة لا تتغير ولا تعبر عن مشاعرها بأى شكل، محاولة منها ومن صناع العمل لإيصال مشاعر القسوة والتبلد العاطفى، وأن لا خيار أمامها سوى إظهار القوة، لكنها كان من الممكن أن تظهر بعض المشاعر بالعيون على الأقل فى أكثر من مشهد ومنهم مقتل شخص عزيز عليها، ولكن ذلك لم تلمسه كمشاهد على الإطلاق، وهنا غابت الاحترافية فى الأداء التمثيلى والقدرة على التلون بين الظاهر والباطن من الشخصية.

ولذلك فإن (The Mother) من الأعمال الفنية التى لا تؤثر على الجمهور ولا تترك بصمة لديه وتجعلك تنشغل بأى شيء آخر أثناء متابعتك له، وبالتالى فمجرد ما تنتهى أحداثه تنساه كأنه لم يكن.