الأحد 11 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أشادوا بحسن الاستقبال وبالامتيازات التى يحصلون عليها فى السكن والتعليم «أم الدنيا» مصر طوق النجاة للأشقاء السودانيين سودانيون لـ«روزاليوسف»: الشعب المصرى قابلنا بكل ترحاب ونعيش فى وطننا الثانى

كعادتها دائمًا فتحت مصر ذراعيها للأشقاء السودانيين الفارين من جحيم القتال الدائر هناك، حيث هرع الآلاف منهم إلى مصر عبر المنافذ المختلفة طلبًا للأمن والأمان، فاستقبلناهم بقلوبنا قبل حروفنا، بكل ترحاب.. «روزاليوسف» التقت عددًا من الأشقاء السودانيين الذين عبروا عن شكرهم وامتنانهم لما لاقوه من ترحاب منذ وطأت أقدامهم المعابر الحدودية التى سخرت لهم جميع الإمكانيات  لإنهاء إجراءات دخولهم على مدار الساعة، منذ اللحظات الأولى لاندلاع الأزمة.



 ترحيب وسهولة إجراءات

وتقول ريهام عصمت، شابة سودانية تبلغ من العمر 32 عامًا: أنا من أم درمان لكن كنت أسكن بمنطقة تسمى كوبر فى حى بحرى بالسودان، ووصلت مصر مع أبنائى يوم 29 أبريل وكانت الرحلة صعبة جدًا ووصلنا عن طريق البر لأنه لم تكن هناك طريقة أخرى، وأتيت من الخرطوم ووصلت إلى معبر أرقين يوم 24 أبريل وذهبنا من المعبر 29 أبريل وأصبحنا فى أسوان فى ذات اليوم ومكثنا فى أسوان لمدة 4 أيام ومنها إلى حدائق الأهرام بمحافظة الجيزة.

وتضيف، أن المعبر السودانى قريب من المصرى لكن الصعوبة كانت فى معبر السودان بسبب التكدس والازدحام، وكانت هناك مشكلة فى مياه الشرب بسبب ثمنها الغالى جدًا، والمشكلة أن موظفى المعبر فى الجانب السودانى لا يعملون على مدار الساعة على عكس الجانب المصرى الذين يعملون طوال اليوم، وعندما وصلنا المعبر المصرى لم يكن هناك أى تعطيل لنا وكل الأمور كانت سهلة الحمد لله، ساعدونا ولديهم أسلوب جميل فى التعامل واهتموا بالناس جدًا وكان فى انتظارنا منظمة الهلال الأحمر التى اهتمت بنا وبالأطفال لأننا جميعًا كنا نشعر بالانهيار والإرهاق الشديد، وأنا من الناس التى لم تأكل لمدة خمسة أيام، ووضعونى على كرسى متحرك حتى العيادة وتم فحص كل شىء فى جسدى والاطمئنان علىّ.

وعن شعورها لدى وصولها مصر تقول: بعدما كنت أعيش بالشارع وتحت الرصاص بدأت أشعر بالسعادة والأمان أخيرًا، وكان حلمى الوحيد هو أن أصل مصر سالمة، فكنا نبكى جميعًا ولكنها كانت دموع الفرح، والشعب المصرى جميل اهتم بنا جدًا، وجميع الإجراءات انتهت خلال ساعة فقط، وأهل أسوان استقبلونا استقبالًا أكثر من رائع، وأعطوا الأطفال الحلوى والبسكويت والعصائر ورحبوا بنا، وأيضًا إحدى شركات الاتصال المصرية منحتنا شرائح مجانية لأى سودانى تقديرًا للظروف وسجلنا بجواز السفر وكل شيء مجانًا تمامًا.

وتابعت: أستطيع القول إن كل مصرى رأيته كان دعمًا وسندًا وكلما قابلت أحدًا كان يقول لى «حمد الله على السلامة مصر نورت»، وأنا متأكدة أنه لن يقابلنا أى موقف سيئ فى مصر، لأن الجميع متعاطف معنا، وأى مواطن سودانى يختار مصر تحديدًا وليس أى دولة أخرى لأن المصريين الأقرب لقلوبهم والأقرب بالنسبة للغة أو طريقة التعامل ومنذ سنتين تقريبًا معظم السودانيين استقروا فى مصر وتكون الإجازات فيها لأنها البلد الوحيد الذى لا يتعامل بعنصرية مهما حدث.

وتضيف ريهام عصمت أنها دائمًا تقول إنها تحب فى الشعب المصرى أنه شعب نشيط ومحب للعمل وشعب وطنى يعشق بلده، وفى أسوان أكلت أكلات مصرية لذيذة مثل الملوخية وكفتة داوود باشا وطاجن البامية وشعرت أننى بمنزلى، مصر دائمًا منورة بأهلها أهل الكرم». 

 مصدر البهجة

وتقول أمنية إسماعيل 61 عامًا: منذ الصغر وأنا كنت أعيش فى السودان طوال فترة الدراسة ونزور مصر فى الإجازة ووالدى كان يحب مصر جدًا وتزوج والدتى وهى مصرية تعرف عليها فى الجامعة، وكان والدها يعمل فى السودان ولديه ثلاث بنات وزوجهن فى السودان وعاد إلى مصر مرة أخرى، وكنا نعيش فى منزل جدتى فى حى السيدة زينب ثم أحد أصدقاء والدى فى مصر قال له عن جمعية الإسكان واشترى من خلالها قطعة أرض وأقام عمارة نسكن بها إلى الآن.

وتابعت: تزوجت ابن عمى وعدت إلى مصر عام 1996، واستقريت بها وأحببتها وأشعر بالانتماء لها دومًا، وبالنسبة لى كنت أنتظر طوال عمرى فترة الإجازة حتى أسافر إلى مصر لأنها مصدر البهجة والفرح، ولم أشعر بأى فرق طوال حياتى فى التعامل مع أهلها الطيبين، وأرى أن هناك أشياء مشتركة بين المصريين والسودانيين مثل الكرم والشهامة والروح الطيبة، فهم يستقبلون الناس بغض النظر عن اللون أو الدين أو الجنس ودائمًا هناك محبة بين الجيران. 

وتضيف، أنا وجميع أشقائى تعلمنا فى المدارس القبطية فى السودان التابعة لمصر، وبالنسبة للجامعة تعلمنا فى جامعة القاهرة فرع الخرطوم وأخى كان مبعوثًا من السودان ودرس فى مصر فى كلية الطب جامعة أسيوط، ومنذ أيام كنت أتحدث مع زوجى عبدالمجيد وهو سودانى أيضًا هل هو سعيد بالاستقرار بمصر طوال الـ 27 عامًا؟ قال لى إنه يشعر بالراحة فى مصر ولم يندم أبدًا أنه استقر بها ولم يشعر بالغربة أبدًا، وأصبح لنا أهل وصحبة لا نستطيع الاستغناء عنهم، كما أن مصر تسهل الكثير على السودانيين حيث إن المواطن السودانى يستطيع أن يشترى شقة فى مصر، والإجراءات تكون سهلة الحمد لله ولكن أى دولة أخرى حتى لو عربية الأمر يكون أصعب بكثير عن أم الدنيا. 

 بلد الحرية

وترى، أن مصر بلد الحرية للنساء، حيث تستطيع المرأة أن تذهب إلى أى مكان أو تجلس فى الكافيه أو النادى، لكن للأسف فى السودان البعض يوجه الانتقادات لها، لذلك أنا أحب الحرية فى مصر، وأرى أن السودانى يحب المصرى مثل السودانى بسبب سهولة التعامل والألفة عند المصريين، وأنا لأن والدتى مصرية معى الجنسية المصرية الحمد لله لكن زوجى يقوم بتجديد الإقامة كل عام، وأرى أن المواطن السودانى فى مصر له امتيازات أكثر من أى وافد من أى دولة أخرى، ويقول أى موظف فى الجوازات «السودانيين تعالوا». وتنتهى بالفعل الإجراءات سريعًا وندفع فقط 500 جنيه قديمًا كنا ندفع 5 جنيهات ثم 38 ويعتبر المبلغ لا شىء مقارنة بأى جنسية أخرى. 

وتابعت مثلًا هناك قريب لى أتى من السودان منذ فترة قصيرة وأراد التسجيل بالجامعة فى مصر، اكتشفنا أن الوافد السودانى يدفع أقل بكثير من أى شخص آخر، فإذا بالسودانى يدفع 160 دولارًا بينما غير السودانى يدفع 16 ألفًا، لذلك باختصار أستطيع أن أقول إن السودانيين فى مصر لهم معاملة خاصة والحكومة المصرية نشكرها لأنها تسهل كل شىء لمجرد أنك سودانى، فهناك ثقة واحترام وحب من أى سودانى تجاه الحكومة والشعب المصرى.

 شعب واحد

ويقول عبدالله القبانى وهو مواطن سودانى وصل مصر منذ أسبوع وتلك هى الزيارة الأولى له: وجدت ترحيبًا كبيرًا فى مصر واستقبلنى الهلال الأحمر وكان تعامل جميع الموظفين بالجوازات أيضًا ممتازًا، الصعوبة الوحيدة كانت بسبب الازدحام وهذا أمر طبيعى، لأن الكثير سيأتى لمصر والحمد لله كل الأمور كانت جيدة والتعامل معنا كان راقيًا ومن دون أى مشاكل. وطوال إقامتى هذا الأسبوع فى مصر شعرت بمحبة المصريين لنا والترحيب الكبير فى الأماكن العامة والمواصلات، وأرى أن كل هذا يدل على شىء واحد وهو أن مصر والسودان أشقاء دومًا ويد واحدة، فمصر هى الأقرب لنا من ناحية عادات المجتمع والثقافة واللغة ونشرب من مياه واحدة، ولا أعتقد أننى أستطيع أن أعيش فى أى بلد آخر فى أفريقيا غير مصر لأنها الأقرب لقلبى دائمًا ونشعر أننا فى السودان ولا فرق بيننا وأريد أن أوجه الشكر والتقدير لمصر حكومةً وشعبًا.

 إعفاء من رسوم الإقامة

فى السياق ذاته تقول كريمان عبدالهادى 58 عامًا: أنا سودانية أبًا عن جد، وأعيش بمصر منذ 34 عامًا، وتزوجت ابن عمى وهو سودانى أيضًا، وأتينا إلى مصر ونعيش بها، وعشت فى الخرطوم إلى أن أتممت 23 عامًا، وتخرجت فى كلية الحقوق من جامعة القاهرة فرع الخرطوم، وآخر مرة ذهبت إلى السودان كانت منذ 10 سنوات، وأى إجراءات للدخول إلى مصر أو للسفر منها إلى أى دولة تكون بسيطة وسهلة، وعندما أتيت إلى مصر كنت سعيدة جدًا وكنت أؤمن أن الإنسان مخلوق اجتماعى يتأثر بالبيئة ويؤثر فيها وأصبح لى أصدقاء وجيران.

وتضيف كريمان، باكية، أنها حزينة جدًا على السودان وتتمنى أن يعود أفضل من السابق، وأشارت إلى أنه فى آخر 8 سنوات معظم أهل السودان قاموا بشراء شقق سكنية فى مصر بسبب سهولة التعامل مع أهلها الطيبين وتسهيل الدولة المصرية كل شىء لهم، ومنذ عام 1993 تم إعفائى من دفع مصاريف الإقامة. 

من جهتها تقول مى أحمد 51 عامًا: إنها تعيش فى مصر منذ أن كانت فى الصف الأول الثانوى وحصلت على الإعدادية من السودان وأكملت تعليمها فى المعهد العالى للإدارة والحاسب الآلى وتزوجت مصريًا وحصلت على الجنسية المصرية بعد الزواج منه.

وتضيف مى، كنت أعيش فى السودان فى أم درمان فى العاصمة المثلثة، وأحب مصر منذ الصغر وكنت أتمنى العيش بها لأنها بلد مريحة وجميلة فى المعيشة وأعشق الطعام المصرى خاصة الكشرى، وأرى أن هناك عادات مشتركة بين أهل السودان وأهل الصعيد فى مصر بالنسبة للترابط الأسرى وحب العائلة والاحتفالات والطقوس فى الأعياد والفرق فقط فى عادات الزواج أن كل مصاريف الزواج والمنزل وكل شىء يقوم بها العريس فهو من يدفع فقط. وفى بداية التحاقى بالمعهد كنت أخشى ألا أنسجم مع الطلبة المصريين، ولكن الحمد لله أصبح لدى أصدقاء وأصبحنا مثل الإخوة وفى البداية كان يحدث معى مواقف طريفة بسبب أننى لم أتعلم اللهجة المصرية.

 قواسم مشتركة

ويقول عبدالرحمن، وهو مواطن سودانى من أم مصرية، يعيش ويعمل فى السودان وبعد الأزمة قرر أن يستقر فى مصر: أصبح لدى أصدقاء مصريون عندما أحتاج منهم شيئًا هم أول يد تمتد لى، والشعب المصرى هم أهل الكرم والشجاعة، وأرى أن هناك صفات مشتركة بين أهل السودان وأهل مصر مثل التعامل الجيد مع الأجانب وحسن الاستقبال والكرم والشهامة ولا أشعر بالفرق بين البلدين فهم أشقاء.

وتابع عبدالرحمن: بالنسبة لاستقبال مصر لأهل السودان فى أسوان كان استقبالًا بصدر رحب كله محبة وأكثر من رائع وتم توفير لهم منازل للإيجار وتوفير كل شىء.