الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

على شاشة الوثائقية... الحكاية أصلها مصرى: كليوباترا تروى تاريخها وتنتصر لحضارتها

جاء خبر إعلان القناة (الوثائقية) عن نيتها لإنتاج فيلم عن الملكة «كليوباترا» بمثابة انتصار لكل المدافعين عن التاريخ من التزييف، ولا سيما بعد الجدل الذى أثير مؤخرًا بعد أن شن الجمهور هجومًا على محتوى وثائقى عن الملكة «كليوباترا» أنتجته منصة أجنبية استعانت بممثلة سمراء اللون لتجسد الدور وهو ما قابله الجميع بالرفض، لكن الرفض وحده لم يغير من الأمر شيئًا ولا سيما مع وجود من يروج للرواية الملفقة.



 

فكان الرد على الأرض من خلال الفيلم الذى ستواجه به (الوثائقية) هذا التزييف، وفى السطور التالية نستعرض أبرز ملامح الفيلم الذى يجرى الإعداد له حاليًا، كما نحاول أن نتعرف على تأثير هذه الخطوة من وجهة نظر المتخصصين. 

 ترجمة الفيلم  

فى البداية يؤكد الإعلامى «شريف سعيد» رئيس القناة (الوثائقية) أن فيلم «كليوباترا» يأتى ضمن أعمال مختلفة ومضامين متعددة من الإنتاج الأصلى للقناة، حيث يحرص قطاع الإنتاج الوثائقى دومًا على ترسيخ الهوية المصرية، وعلى سبيل المثال، عرضت القناة فى الفترة الماضية سلسلة وثائقية تحمل عنوان (جذور مصر القديمة) يقدمها عالم المصريات الشهير الدكتور «زاهى حواس» وهذه سلسلة مستحوذ عليها من قبل إدارة الاستحواذ الخارجى بالقناة ضمن سلاسل أخرى فى علم المصريات الذى يتم العمل عليه بطريقتين هما الاستحواذ الخارجى، أو الإنتاج الأصلى. وعن المدة التى يحتاجها الفيلم ليرى النور يقول: «تختلف المدة التى يستغرقها العمل الوثائقى باختلاف الموضوع، قد يستغرق فيلم شهورًا قليلة، وقد يستلزم آخر 15 شهرًا أو أكثر، والأعمال الأصلية للقناة تتطلب وقتًا أطول نظرًا لطابعها التاريخى، والفيلم فى مرحلة الإعداد والبحث والتدقيق والجمع المعلوماتى، حيث تجرى حاليًا جلسات عمل منعقدة مع خبراء متخصصين فى التاريخ والآثار والأنثربولوجى».

وعن نية القناة لترجمة الفيلم إلى اللغة الإنجليزية حتى يصل إلى الجمهور الذى استهدفته المنصة العالمية بروايتها المزيفة يقول: «طبيعة الأعمال المقدمة من خلال قطاع الإنتاج الوثائقى تترجم إلى اللغات الأجنبية، وذلك منذ أن بدأ هذا الكيان بوحدة الأفلام الوثائقية فى فبراير 2018، وبالتالى فيلم (كليوباترا) سيتم توفيره باللغة العربية بالإضافة إلى ترجمته باللغات الأجنبية». 

وبسؤاله عن المعايير التى سيتم على أساسها اختيار البطلة، وهل ستكون وجهًا فنيًا معروفًا؟ أم سيتم اختيار وجه بملامح مصرية بغض النظر عن شهرة صاحبته يجيب: «إن الحديث عن مواصفات اختيار بطلة للعمل يندرج ضمن الأمور الفنية السابقة لأوانها فى هذه المرحلة». واختتم حديثه بأن مصر دولة تتمتع بقيمة وقامة ووزن داخل الإقليم وخارجه، ودائمًا تاريخها يتعرض لمحاولات اختطاف أو تشويه لصالح جهة أو غرض أو غيرهما، ودورنا المنوط به فى معركة صناعة الوعى يتلخص فى تقديم حكاية موثقة ومنتجة بشكل جيد نستطيع من خلالها شغل مساحة مناسبة فى تلك المعركة. 

 جلسات مع الخبراء

ويصف المؤرخ والباحث الأثرى «سامح الزهار» رد الوثائقية بـ (العلمى المحكم) مشيدًا بسرعتها فى التعامل مع الحدث، وإعلانها عن بدء الجلسات مع المتخصصين تمهيدًا للإعداد للعمل.

ويضيف: «الأمر لم يقتصر على التناول الفنى فقط، ولكن سوف يتم التعامل مع الموضوع بشكل علمى صريح من خلال الاستعانة بمتخصصين فى التاريخ والآثار، وبناء عليه سوف نضمن فيلمًا محكمًا تمامًا، نرد به على محاولات تزييف التاريخ».

وعن أسباب تلك الهجمة الشرسة على تاريخنا المصرى وسعى الغرب إلى تشويهه يقول: «فكرة اللعب على الهوية لم تكن وليدة اللحظة، فمنذ القدم وهناك بعض الثقافات الغربية التى تسعى لتزييف الحضارة داخل الأعمال الفنية وخارجها، ووصل الأمر إلى أنهم لم ينسبوا بناء الهرم للمصريين، وتم الرد على ذلك عبر المجلات العلمية وغيرها من الوسائل المتخصصة، ومثل هذه الأكاذيب كانت لا تصل إلى الجمهور العام، واقتصرت على المؤتمرات العلمية فقط، بينما الآن وفى ظل السماوات المفتوحة وسرعة انتشار المحتوى، يتجلى دور القناة الوثائقية المصرية التى تعمل على التأكيد على الهوية، وتسجيل التاريخ، وتدرك الفرق بين التوثيق والتدقيق التاريخى، فطبيعة عمل المحطة منذ أن كانت وحدة ثم قناة هو التوثيق الشديد، ونرى دائمًا فى تترات إنتاجها الأصلى أنها تحرص على إدراج كل المصادر والمراجع الخاصة بالعمل، وأحيانًا تكتب أرقام الوثائق والصفحات وأماكن الحفظ، وبالتالى من المنتظر أن يكون (كليوباترا) عملًا فنيًا علميًا يتناسب مع قيمة هذه القضية ومع ثقل مصر ومركزها الثقافى التاريخى، وبما يليق بقيمة القناة الوثائقية التى تعد أهم منفذ فنى إعلامى يوثق تاريخ المصريين وينقله للعالم بأكمله بالعديد من اللغات الأجنبية». 

 خطوة ناجحة

 ويؤكد دكتور «شريف شعبان» الباحث فى الآثار المصرية أن صناعة الأفلام الوثائقية تتطلب فى المقام الأول المصداقية فى تناول المعلومة وتحرى الحدث والاعتماد على المصادر والمراجع ذات الثقل. 

ويضيف: «بعض المنصات والشبكات الإعلامية الأجنبية تضم إنتاجية ضخمة للغاية ولها القدرة على تحرى الدقة المعلوماتية، إلا أنها تقصد تصدير أفكار بعينها للمشاهد عن عمد وليس عن جهل مثل ما جاء فى إعلان الفيلم على منصة نتفليكس حيث تسرد البطلة أن جدتها نصحتها بترك معلومات المدرسة والإصرار على معلومات خاطئة بكون كليوباترا أفريقية، وهو ما يعتبر تزييفًا للحقائق وتوجيهًا للحدث من أجل أغراض معينة، مثل التحيز لفكرة (الأفروسنتريك) وهو ما نراه فى التجنى على التاريخ المصرى القديم». 

وعن رأيه فى إنتاج (الوثائقية) فيلمًا عن (كليوباترا) يقول: «خطوة ناجحة جدًا خاصة أن شركة المتحدة تتمتع بإمكانات عالية فى الدعاية والإعلان والإنتاج، وتستعين بمتخصصين وباحثين على مستوى عالٍ وتترجم أعمالها إلى لغات عدة وتنقلها لكل أنحاء العالم».