الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

حكايات الفن والسياسة "الحلقة 7"

نستعرض كتاب «حكايات الفن والسياسة» للزميلة الكاتبة الصحفية إيمان القصاص، الذى يضم عشرات الحوارات مع كبار النجوم من ممثلين ومخرجين ومذيعين... 



الكتاب يكشف أسرارًا وحكايات تنشر لأول مرة على لسان هؤلاء النجوم، إلى جانب عدد من الملفات المهمة التى ناقشت علاقة الفن بالسياسة وغيرها من الملفات والموضوعات.

 

شمس البارودى: عودة المعتزلات للتمثيل رقص على السلالم

الحاجة «شمس البارودى»، اختارت قبل أكثر من عشرين عامًا الاعتزال لتريح قلبها وعقلها.. اشترت حريتها وباعت الشهرة والأضواء ولم تندم على قرارها، كما لم تتاجر بنجوميتها رغم أنها تجارة رائجة هذه الأيام.. لذا ظلت لها مكانة فى قلوب جميع محبيها وعقولهم، التى تحيطها باحترام مستحق، ساعتان من الفضفضة معها حاولنا خلالهما التعرف على آخر أخبارها والاطلاع على آرائها وأفكارها فيما يدور حولها.. سألناها؛ فجاءت إجابتها صريحة بلا نقاب تخفيها خلفه، إلا فيما يخص تحريم الفن، فالرد ابحثوا عنه بين السطور.

 

 قرار حازم اتخذته بالبعد تمامًا عن الأضواء بعد قرارك بالاعتزال.. ألم يخطر ببالك الاستمرار فى الفن بقيمك الخاصة؟

- إطلاقًا.. لقد اتخذت قرارى بهدوء ويقين وحب جارف لكل حرف فى كتاب الله بعد ختمه كاملاً فى العشرة أيام الأولى من أول عمرة فى حياتى مع والدي- رحمه الله - وكنت متزوجة وكان لدى من الأبناء ناريمان ومحمود، وكان حسن قد سبقنى بعام لقضاء العمرة، وكان يحضر لى من إنتاجه وإخراجه ثلاثة أفلام بعد عودتى من العمرة، ولكن التحول كان بمنة وفضل من الله، وأسجد شاكرة يوميًا عليها؛ لأنها أنارت قلبى وعقلى، أما عن قناعتى الفكرية والدينية؛ فهى تحتم على اعتزال العمل بالتمثيل

 ولماذا تم انقطاعك عن الحياة العامة تمامًا؟

- لم أنقطع.. فلقد كنت مسئولة مسئولية كاملة عن الذهاب بأولادى لمدارسهم ومتابعتهم فى جامعاتهم التى أنهى الدراسة بها ثلاثة منهم ولم يبق إلا أصغرهم.

 هل ترين أن كل ما فى الفن حرام؟

- أنا امرأة لا أخشى فى الحق لومة لائم «الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات.. فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه».. ولكنى أترك التحريم والتحليل لأهل الاختصاص والعلم لأقى نفسى تشنجات بعض الآراء.

 هل اقتصرت علاقاتك الآن على الفنانات المعتزلات.. أم أن لك صديقات آخريات من الوسط الفني؟

- لم يكن لى صداقات من الوسط الفنى حتى قبل اعتزالى، كنا زميلات وتعرفت عليهن بعد الالتزام، والتصق بى من التصق لفترة حتى ثبتهن الله، ولكن صديقاتى كن ومازلن من أيام الدراسة.

 ما رأيك فى عودة الفنانات المعتزلات للتمثيل وهن يرتدين الحجاب؟

- فى رأيى أنهن رقصن على السلم.. الفلوس أغرتهن وأقول لهن أنتن تردن دنيا أم دينًا، الإسلام منهاج حياة ولا يصح أن نأخذ بعضه ونترك الآخر وبعضهن يرتدين «طرحة» ليس لها أى لازمة.. فهن يبحثن عن الشهرة، وقد قال سبحانه: «من عمل صالحًا فلنفسه، ومن أساء فعليها، وما ربك بظلام للعبيد»، (فصلت - 46) صدق الله العظيم.

 كيف تقيمين اتجاه بعض الفنانات بعد ارتدائهن الحجاب إلى الفتوى؟

- أراه قمة الجهل، فأحد السلف «إبراهيم بن أدهم» كان يهرب من الفتوى هروبه من الأسد؛ لأنها معلقة فى رقبة من يفتى بغير علم، ومن قال «لا أعلم» فقد أفتى، وقد قال سبحانه وتعالى «اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون»، والفتوى لها فروع ودلالات ومذاهب وتأويلات لا يعلمها إلا عالم.

 الفنانات المعتزلات أيضًا توجهن إلى تقديم البرامج الدينية أو الاجتماعية.. فلماذا لا نراكِ مقدمة لأحد هذه البرامج؟

- انسونى تمامًا فى وسائل الإعلام.. أنا أفضل البقاء مع خالقى بالدنيا وما فيها، ووقتى بعد عباداتى لزوجى وأولادى وشقيقاتى وحبيباتى فى الله، ولقد عُرضت علىًّ ملايين الجنيهات والله، ولكنها لا تساوى عندى جناح بعوضة، فلو كانت هذه الملايين ستصحبنى معى فى قبرى لوافقت.

 ما القرار الذى تسرعت فى اتخاذه؟ وما هو القرار المؤجل لديك؟

- القرار الذى تسرعت فى اتخاذه هو عدم دخولى كلية الفنون الجميلة، فقد كنت أحب الرسم بألوان المياه، ولكنى مارستها مع أولادى، أما القرار المؤجل فهو هجرتنا للندن بجوار ابنى.

 أين تجدين السعادة؟

- أجدها فى الرضا ولحظات سجودى لله رب العالمين، وأجدها عندما يصحبنى «حسن» للمدينة المنورة ونتمشى معًا فى طرقاتها، وأجدها عندما نشاهد الغروب معًا فى الساحل الشمالى فى فيللتنا المتواضعة، وأجدها فى رؤيتى لأبنائى وهم بصحة وسعادة، وأجدها فى نظرات الحب مع كل من أتعامل معهم، أجدها أيضًا فى كل حالات التصالح مع النفس ومع الآخرين، فالسلام النفسى مع كل من حولك يخلق السعادة.

 هل تتضايقين عند عرض أفلام معينة لك؟

- بالتأكيد.. أتضايق عند عرض أى فيلم من أفلامى، فلم أكن أرتدى الزى الإسلامى ومفاتن جسدى ظاهرة وجمالى ظاهر للجميع.

 ماذا تتمنين على المستوى الشخصي؟

- أتمنى هذه الآية «ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما».

 من الشخص الذى توجهين له رسالة من خلال هذا الحوار؟

- أوجه رسالة إلى علماء ودعاة الأمة بالنزول للشارع والاختلاط بالفتيات والشباب، فما أجمل أن أرى الدعاة والعلماء فى الفضائيات، ولكن من يراهم نحن- الملتزمين، أما الشباب والفتيات فلو وجدوا واعظًا فى التليفزيون يقومون بتغيير المحطة، فأناشد الشيخين «خالد الجندى وعمرو خالد» الاختلاط بالشباب فى أماكنهم، أناشد الدكتور «عبدالصبور شاهين» العودة للخطابة فى مسجد «عمرو بن العاص».. فالدين ينفلت من الشارع المصرى والقيم تنحدر والوضع أصبح مخيفًا.

 ماذا سلبت منك الشهرة؟ وماذا أضافت؟

- سلبت اسمى الحقيقى وهو «شمس الملوك جميل البارودى»، وأضافت لى العيون التى تراقبنى فى كل تحركاتى.

 بعد رحلة العمر الطويلة.. هل حصلت على التكريم الذى يرضيك؟

- التكريم الذى يرضينى وجود أبنائى حولى وحب زوجى لى. وفوق كل هذا رضاء ربى.

 كيف تقضى شمس البارودى يومها؟

- يومى مقسم بين عباداتى وواجباتى تجاه زوجى وأولادى.

 عرفنا أن صوتك جميل.. لمن تدندن شمس البارودى؟

- بابتسامة هادئة: أدندن أى كلمات تعجبنى ولا أحد يسمعنى بالطبع غير حسن.

 كيف تتعاملان مع أولادكما الأربعة؟

- بكل الحب والتفاهم والحوار والديمقراطية التى تعم منزلنا والحمد لله.

 ما هو أغرب موقف تعرضت له فى حياتك؟

- عندما أصر «حسن» على خلعى للنقاب من كثرة من كان يسأله من التى معك فيقول دى زوجتى وهذا كان قبل أربع سنوات.

نشر فى مجلة «الشباب» يوليو2007