الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

(يوم 13) يخطو بنا لبوابة الأرواح

«اللى يخاف من العفريت يتهيأله إنه طلعله»، جملة تحمل وجهة نظر معاكسة لما اعتدنا عليه من المثل القائل بـ«اللى يخاف من العفريت يطلعله» فأيهما أصح؟!.



فى الواقع الأمر يرجع لقناعاتك أنت، هل تؤمن بعالم الأرواح أم تعتبره خرافات ودربًا من الخيال، وهل تصدق فى البيوت المسكونة خاصة إذا وقعت فيها جرائم قتل؟.

وإن كنت تصدق بها أو لا تصدق، هل تجرؤ على دخولها يوما ما لتكتشف الحقيقة؟

 

تلك الأفكار يناقشها العمل الفنى المصنف رعب والذى يعرض خلال موسم عيد الفطر المبارك وهو فيلم (يوم 13) والذى لايزال يحظى فى قاعات العرض السينمائى بمشاهدة كبيرة نوعا ما. وهو يعتبر أول فيلم روائى طويل بتقنية ثلاثى الأبعاد 3D، تلك التقنية التى تأخذك لأحداث العمل وتفصلك تماما عن الواقع كأنك تعيشه مع الشخصيات.

فيلم (يوم 13) يعتمد على حبكة الكشف، حيث تشارك كمشاهد الشخصيات الأساسية فى العمل فى كشف لغز مقتل الأم منذ أكثر من عشرين عاما أثناء إحيائها حفل عيد ميلادها داخل قصرها وتستمر فى ربط خيوط الأحداث ببعضها وتفكر فى كل تفصيلة كأنك واحد منهم، لتصل للحقيقة، وهذا ما يجعلك مشاركًا فى الأحداث ومنتصرًا مثلهم عند وصولك لحل اللغز، وذلك ما يدمجك مع العمل ويجذبك أكثر لعالمه، إلى جانب دمج مؤلف العمل ومخرجه «وائل عبدالله» حبكة الكشف مع الحبكة الملتوية التى تعتمد على النهاية المفاجئة التى تجعلك تستعيد أحداث العمل فى ذهنك لتفهم ما حدث بالفعل، فهو لآخر لحظة من الفيلم يثيرك ويدهشك.

وبالطبع هناك عدة عناصر أخرى ساهمت فى تحقيق الإثارة والتشويق ومنها المؤثرات الصوتية، مثل صوت الأبواب وتكسير الزجاج وصوت الأقدام والتى تتداخل معها الموسيقى التصويرية التى اعتمدت بشكل كبير على الآلات الوترية مثل الكامنجا والتشيللو فى مشاهد الحنين للماضى، والكونتراباص والعزف على البيانو ببطء فى مشاهد الإثارة والرعب، كما خرجت المؤثرات البصرية و«الجرافيكس» بحرفية ولكن ليست مبتكرة أو جديدة، فإن كنت من متابعى أفلام الرعب العالمية ستدرك أنك شاهدتها من قبل فى أفلام مثل (the exorcism of emily rose) و(the conjuring) ذلك العمل الذى اقتبس منه أيضا فكرة المحقق فى عالم الأرواح. 

إلا أن المشاهد الأخيرة الخاصة بالمحاكاة اعتمدت على الأبيض والأسود فهى تحاكى الماضى مع الاستعانة باللون الأحمر فى بعض التفاصيل كلون أحمر الشفاه والفستان ولون الورد الأحمر الباهت وذلك ليعكس حالة الدموية والعنف التى عمت ذلك المكان فى ذلك التوقيت.

أما عن الأداء التمثيلى فقد أبدع بطل العمل «أحمد داود» فى تجسيد شخصية «عز»، الشخصية التى تعانى التشويش الفكرى والتيه، ملامحه طفولية ولكن ماضيه يحاكى النقيض وأيضا «مجدى كامل» فى شخصية المحامى، والذى جسد تلك الشخصية بإبداع وسلاسة وهدوء لا تفهم كونه خبثا أم انكسارا ليعلن بذلك الدور عودته القوية للسينما بعد غياب، أما «دينا الشربينى» فى شخصية «حنان» فقد قامت بأدائها بذكاء، حيث إنك كمشاهد لا تفهم هل لها يد فيما حدث أم هى بالفعل تريد معرفة الحقيقة وساعدها فى ذلك ملامحها الحادة ولغة جسدها غير الواضحة خاصة فى المشاهد الأولى، إلى جانب «نسرين أمين» فى دور «لقاء» والتى تشعرك كمشاهد من بداية الأحداث أنها غامضة تُخفى شيئا ما، لها دوافعها وفى نفس الوقت ليست دوافع قوية فتحيرك وتربكك، أما حارس القصر الذى يجسد دوره «محمد الصاوى» فقد أبدع فى تجسيده لتلك الشخصية فتعبيرات وجهه أكثر ما يعبر عن أفكاره ومشاعره، وبالرغم من بعض النواقص فى هذا العمل، والخاصة بعوامل الإثارة والتشويق ودوافع كل شخصية التى تجــعلك تـشك بها،إلا أن (يوم 13) يعتبر نقلة جديدة فى السينما المصرية فى نوعية دراما الرعب والإثارة ومنه نصنع الأقوى وننافس به السينما العالمية بما نمتلكه من إمكانيات فنية وممثلين مبدعين وأفكار تحمل طابع الأسطورة الشعبية.