الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

للمرة الأولى فى تاريخ السودان.. مشاركة فيلم بمهرجان «كان»: (وداعـًا جوليا).. جمال الفن فى مواجهة عنف السياسة

ثلاثة أسابيع متواصلة من المشاهد الإنسانية المأساوية، وأصوات الرصاص والانفجارات المدوية.. أزمة يعيش فيها «السودان» أسوأ تراجيديًا واقعية.



تأتى الساعات الحالكة التى يعيشها «السودان» فى الوقت الحالي، بعد أوقات صعبة أخرى لحقت به حين انفصل الشمال عن الجنوب، فى أزمة داخلية أخرى استطاعت رصدها السينما السودانية، لترسمها بالكاميرات، وتحكى قصصا من عين مخرج أبرز تفاصيل اجتماعية دقيقة، بعيدًا عن العالم السياسى البحت، دفعت المهرجانات العالمية لترشيحه ضمن المنافسات الأجنبية.

(وداعًا جوليا)، فيلم روائى ينافس فى مسابقة «نظرة ما»، ضمن فعاليات النسخة الـ76 من مهرجان كان السينمائى الدولي، والذى تجرى فعالياتها فى الفترة ما بين 16 إلى 27 مايو الحالى، ليصبح أول فيلم سودانى فى تاريخ المهرجان.

الفيلم السودانى عبارة عن دراما اجتماعية، مقتبسة عن السينما الواقعية، وهو يبرز الجوانب المتعددة للثقافة السودانية، التى لم يسبق لها العرض على شاشة السينما من قبل، وذلك من خلال جميع عناصر الفيلم، سواء: الموسيقى، أو طاقم العمل، أو أسلوب التصوير.

بشكل عام، يركز الفيلم على العلاقات المعقدة والاختلافات بين مجتمعات شمال وجنوب «السودان»، إذ تدور أحداثه فى العاصمة السودانية «الخرطوم» –التى تشهد مواجهات محتمدة حاليًا بين الجيش السودانى وميليشيا الدعم السريع- قبيل انفصال الجنوب. 

تدور قصة الفيلم حول ما تتسبب فيه «منى»، المرأة السودانية الشمالية، التى تعيش مع زوجها «أكرم»، بمقتل رجل جنوبي، ثم تقوم بتعيين زوجته «جوليا»، التى تبحث عنه، كخادمة فى منزلها، وتسعى لمساعدتها، سعياً للتطهر من الإحساس بالذنب.

الفيلم من تأليف وإخراج «محمد كردفانى»، الذى أكد أنه متحمس للغاية، وفخور بجميع أفراد طاقم عمل وتمثيل فيلم (وداعاً جوليا)، بسبب هذا الإنجاز التاريخى، قائلاً، إن: «كونى جزءاً من أول عمل سودانى يقع عليه اختيار مهرجان كان فى التاريخ، فإن الأمر يثلج الصدر، كما أنه أمر واعد جداً بالنسبة للموجة الجديدة فى صناعة السينما».

واعتبر «كردفانى» أن الفيلم بمثابة دعوة للتصالح، كما أنه يلقى الضوء على القوى المحركة الاجتماعية التى أدت إلى انفصال الجنوب.

يشارك فى بطولة (وداعاً جوليا) الممثلة المسرحية والمغنية «إيمان يوسف»، وملكة جمال السودان السابقة «سيران رياك»، إلى جانب «نزار جمعة»، و«قير دوينى»، والأخير اختارته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين سفيراً للنوايا الحسنة عن منطقة شرق أفريقيا والقرن الأفريقى.

أما الإنتاج فهو مشترك بين كل من: «مصر، والسودان، والمملكة العربية السعودية، وألمانيا، وفرنسا، والسويد».

يعرض فيلم (وداعاً جوليا) فى الوقت الذى يتواجد عدد كبير من أعضاء فريق العمل إما تحت وطأة المواجهات الحالية فى «السودان»، أو فى حالة انتظار على المعابر، بمن فيهم بطلة الفيلم «إيمان يوسف»، التى تقف فى الصحراء على المعبر منذ يومين، فى الوقت الذى من المفترض أن تكون فيه خلال أيام على السجادة الحمراء بمهرجان كان فى فرنسا، وفقًا لما أكده المخرج والمنتج السودانى «أمجد أبو العلاء»، الذى علق بدوره على كل هذه الأحداث، قائلاً: «إنها مشاعر مختلطة جداً، أن تستعد لتسليم نسخة عرض الفيلم، الذى عملت عليه طوال خمس سنوات لمهرجان كان، بينما أنت مشغول بمتابعة مصير أهلك، وزملائك، ووطنك، الذين تحاصرهم المواجهات».