عزيز الشافعى.. لهذه الأسباب هو الأنجح فى موسم رمضان 2023

تحدثنا فى سلسلة المقالات السابقة عن أهم التترات الغنائية للأعمال الدرامية المشاركة فى موسم رمضان 2023، من خلال المعايير التى وضعناها قبل الاستماع إلى أغنية مشاركة هذا العام.

أما عن أفضل الإعلانات فى الموسم نفسه، فبلا شك هو إعلان الفنانة «روبى»، والذى يعتبر كجزء ثانٍ من أغنيتها التى أصدرتها الصيف الماضى وحققت نجاحًا جماهيريًا مدويًا (نمت ننة)، ولكن الفرق بين الإعلان الصادر فى شهر رمضان (استنى) وأغنية (نمت ننة) الصادرة فى الصيف الماضى، هو أن كلمات الإعلان الذى نتحدث عنه لـ«تامر حسين»، بينما (نمت ننة) ككلمات وألحان كانت من نصيب «عزيز الشافعى».

و«عزيز الشافعى» بكل حيادية هو النجم الأول والأهم فى موسم أغانى رمضان 2023، بلا أى منافسة مع أى فنان آخر، فبرغم أن له بصمته الموسيقية الواضحة التى يستطيع أى مستمع أن يحدد أنه صانعها بمجرد السماع، دون البحث عن أسماء المشاركين فى العمل، إلا أنه أيضًا يجيد صناعة الأغنيات وفقا للمنهج الغنائى لكل فنان يتعامل معه، بل أنه أحيانًا يصنع هو بنفسه الهوية الفنية الأفضل لبعض الفنانين الذين يتعامل معهم، مثلما حدث مع «روبى» فى مجموعة من الأغنيات مثل (هوبا)، ثم (نمت ننة)، ومؤخرًا إعلان (استنى)، فمؤكد أن أى مستمع غير متخصص عندما يستمع إلى هذه الأغانى بالتحديد، سيدرك أن صانعها شخص واحد.

بل نستطيع أن نقول أن «عزيز الشافعى» هو صاحب لـ«come back» فى مشوار «روبى» بعد ابتعادها عن الساحة الغنائية لسنوات طويلة، حتى لو كانت تواجدت ببعض الأعمال الـ«سينجل» أو الإعلانات، ولكنها لم تكن بمثل هذا الحجم من النجاح الجماهيرى الذى حدث لها بعد أغنية (هوبا)، لدرجة أنها أصبحت تقيم الحفلات الغنائية التى يحضرها الآلاف.

و«عزيز الشافعى» أيضًا هو صاحب الـ«come back» الأهم فى مشوار «رامى صبرى»، رغم أنه كان يواظب على إصدار الأغانى بشكل منتظم، بل ومكثف، ولكن مشوار «رامى صبرى» اختلف كليًا من حيث الانتشار الجماهيرى الذى حققه فى أغنية (خاصمت الشوارع)، التى تزامنت مع أزمة كورونا، حيث بدأ منحنى نجوميته يأخذ مسارًا تصاعديًا من وقتها، حتى وصلنا إلى هذا العام الذى نجد فيه ربما لأول مرة «رامى صبرى» يقدم إعلانين مرة واحدة، وهما (سحرها حقيقى) لإحدى شركات المياه الغازية، والإعلان الأنجح له وربما يكون الأهم، (حياة كريمة).

رغم أن «رامى صبرى» فى الأساس ملحن، ولكن نجد فى الأغانى التى يتعاون فيها مع «عزيز الشافعى»، الهوية والشخصية الفنية لـ«الشافعى» هى المسيطرة على روح الأعمال التى يجتمعان فيها سويًا.

واستكمالًا لنجاحات «الشافعى» فى موسم رمضان 2023، فبلا أى شك إن الإعلان الأنجح هذا الموسم، بل والأغنية الأنجح فى كل الموسم الرمضانى، هى أغنية (شكرا من هنا لبكرة) والتى لحنها «الشافعى» أيضًا من كلمات «نصر الدين ناجى».

وصحيح أن بصمة «الشافعى» موجودة قطعًا فى هذه الأغنية، ولكن هذا العمل يعد استكمالًا للهوية الموسيقية التى أسسها «عمرو دياب»، منذ مشاركته فى إعلانات رمضان، خصوصا التى يصنعها لشركة الاتصالات التى ترعى أعماله الغنائية.

فإذا كان «عمرو دياب» يرتبط معنا كجماهير بسبب ارتباطه الوثيق بأجمل ذكرياتنا، خاصة فى فصل الصيف وأجواء البهجة والرحلات والسفر، وكذلك كل الذكريات الرومانسية لأن «الهضبة» بالأساس مغنٍ عاطفى.

ولأن «عمرو دياب» ذكى، فقد قام بصناعة هوية فنية جديدة تربطه بشهر رمضان وذكرياته، حيث إنه حريص على التواجد فى كل عام بأغانٍ تضيف تنوعًا لقاموسه الغنائى بمعانٍ اجتماعية، وأسرية، وكذلك معانى الصداقة، بعيدًا عن أغانى الهجر والفراق والعواطف الموجودة دائمًا فى كل أغانيه التى يصدرها بشكل منتظم فى ألبوماته، أو فى أغانيه الـ«سينجل» مؤخرًا، ولذلك تعاون «الشافعى» مع «عمرو دياب» وفقا لهذه الهوية التى يحافظ عليها «عمرو» مؤخرًا، بغض النظر عن صانع العمل الذى يتعاون معه، ولكن هذا التعاون الأخير قطعًا هو الأنجح جماهيريًا وفقًا لما أكدته الأرقام!