الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أناشد وزيرة الثقافة بالاهتمام بالفولكلور الشعبى الفنانة الشعبية هدى السنباطى: نجاح «ولعانة» تعويض من ربنا بعد «سنوات التعب»

جابت الموالدَ والأفراحَ الشعبيةَ وهى فى الخامسة من عمرها تنشد وتغنى الموال والقصص الدينية وأغانى الفولكلور، واشتهرت بعد خروجها على المعاش من عملها بالفرقة القومية للموسيقى الشعبية بمسرح البالون، وتحولت ترند على السوشيال ميديا، يسأل الجميع عن اسم هذه السيدة صاحبة الصوت المميز القوى المشارك لراب الفنان أحمد مكى فى كليب أغنية «ولعانة» من مسلسل (الكبير أوى الجزء السابع)، الذى يذاع خلال شهر رمضان.



هى الفنانة الشعبية هدى السنباطى، التى تتلمذت على يد أسطوات الفن الشعبى مثل خضرة محمد خضر وجمالات شيحة وفاطمة سرحان، تتحدث لـ«روزاليوسف» عن رحلتها الفنية ونجاح كليب «ولعانة»، ومشاركتها فى مسلسلات أخرى كـ (أفراح القبة) و(الفتوة)..

 حدّثينا عن البدايات ودخولك عالم الغناء الفولكلورى أو الشعبى؟ 

- نشأتى فى أسرة فنية كانت السببَ وراء دخولى هذا العالم، أبى كان عازفًا على آلة الرق و«مُغنى» أيضًا فى فرقة «الفلاحين للفنون الشعبية» التى أسّسها زكريا الحجاوى رائد الفن الشعبى.. و«الفلاحين» كانت تعتبر آنذاك مصنعًا لاكتشاف المطربين الشعبيين والمداحين والمنشدين. شجعنى أبى الذى اكتشف موهبتى مبكرًا، على الغناء وساعدنى على التدريب والحفظ للأغانى والإنشاد والقصص الدينية، وبدأت الغناء فى الموالد، الأفراح الريفية والمحافظات وعمرى خمس سنوات، وكان أبى يلازمنى فى هذه الجولات داعمًا ومُعلمًا.

 وكيف انطلقت من الأفراح الريفية للفرقة القومية للموسيقى الشعبية؟

- انتقلت مع عائلتى عندما أصبح عمرى 13 عامًا من البحيرة إلى القاهرة، عندما تم توظيف أبى بفرقة زكريا الحجاوى، وفى ذلك الوقت كنت أعمل بعقد بفرقة عبدالرحمن الشافعى بوزارة الثقافة وكان مدير مسرح السامر آنذاك، حتى عام 1992 انتقلت إلى الفرقة القومية للموسيقى الشعبية بمسرح البالون، وكنت أصغر وآخر مطربة شعبية للفرقة، وأمضيت فيها كل سنوات عمرى حتى خرجت على المعاش منذ شهور. 

 مَن تولى رعايتك وتدريبك فنيًا بالفرقة القومية؟

- كنت محظوظة للغاية؛ حيث تتلمذتُ على يد «أسطوات» الغناء الشعبى وعلى رأسهن الست خضرة محمد خضر، جمالات شيحة والحاجة فاطمة سرحان، تعلمت منهن الالتزام واحترام الجمهور والفن الذى نقدمه على خشبة المسرح، كانت فترة ثرية شهد فيها الغناء الفولكلورى ذروته، وسافرنا بالفن الأصيل لكل بلاد العالم أوروبا وأمريكا والدول العربية وتلقينا ترحيبًا واهتمامًا من جمهور متعطش لسماع الغناء التراثى المصرى. 

لنعود للحديث عن النجاح الكبير الذى حققته أغنية «ولعانة» من مسلسل (الكبير أوى الجزء السابع).. الجمهور كان يبحث عن اسم صاحبة الصوت المميز.. كيف استقبلت هذا النجاح؟

- سعيدة جدًا، لم أتوقع ردود الفعل الكبيرة، ولكن كانت لدى ثقة أن بذلنا مجهودًا كبيرًا وبروفات لشهور من أجل خروج الأغنية بشكلها النهائى، الذى يجعلها تلقى قبولاً لدى الجمهور. أمّا النجاح الكبير فهو توفيق كبير من ربنا، وجبَرَ بخاطرنا».

 هذا التعاون الثانى لك مع الفنان أحمد مكى.. كيف كانت التجربة؟

- هو فنان موهوب جدًا وذكى، ومميز على المستوى الفنى والشخصى، وفخورة بالعمل معه للمرة الثانية بعد النجاح الذى حققناه فى أغنية «ناصية زمان».. «مكى» صاحب أفكار جديدة ومختلفة، فهو لا يكرر نفسه، كما أنه يحترم الفريق الذى يعمل معه، ويحترم خبرات كل شخص فى هذا الفريق، وحقوقه الأدبية، فهو مَن وضع اسمى على الأغنية، فى الوقت الذى شاركت فى أعمال فنية سابقة مثل مسلسل (أفراح القبة) فى أغنية «أغار عليك» وتتر مسلسل (الفتوة) ولم يكتب اسمى على العمل رغم غنائى فى هذه المسلسلات.

وفى الحقيقة؛ تعجبنى أفكاره والرسائل التى ينشرها من خلال فنه، فمثلاً فى أغنية «ناصية زمان» كان هدفها استعادة القيم الأصيلة فى الحارة الشعبية وشارعنا المصرى وجدعنة أولاد البلد وحماية بناتنا من المضايقات، وكذلك « ولعانة» هى تتحدث عن الأهل واحترام الزمن والفن المصرى الأصيل وغيرها من المعانى الإنسانية الجميلة.

 ما مواصفات المطربة الشعبية الناجحة؟

- الصوت أولاً وأخيرًا، والقدرة على الغناء والأداء بطريقة صحيحة، معرفة جيدة بطبقات صوتها وكيفية توظيفها فى الغناء، مغنية الموال يجب أن تتمتع بمساحة صوت كبيرة، فضلاً عن التدريب المستمر، لا أحد كبير على البروفات والتحضير الجيد. وأخيرًا قدرة المغنية ورغبتها فى تطوير نفسها تتلمذت على يد خضرة محمد خضر وجمالات شيحة وغيرهما، لكن كانت لدى رغبة فى أن تكون هناك بصمة تميز هدى السنباطى، ولكى أُصبح مختلفة، فمثلاً شاركت راقصات شرقيات مثل نجوى فؤاد وسحر حمدى ودينا فى الغناء معهن فى تابلوهات راقصة، وفيها كان الإيقاع والغناء من مقامات مختلفة ومتطورة عن تلك التى تعودت عليها فى سنوات عملى بالفرقة القومية، هذا المكس بين الراب والغناء الفولكلورى فى أغنية « ولعانة» هو أحد أشكال التطوير، فالمغنى طالما لا يزال يحمل صوته قدرة على الأداء والصوت الجيد عليه تطوير تجربته الفنية.

 ما تقييمك لحالة الفرق التراثية والقومية للموسيقى الشعبية.. هل هناك من ينقب مثل زكريا الحجاوى فى الأقاليم والأرياف عن خضرة محمد خضر وجمالات شيحة وهدى السنباطى؟

- مصر مليئة بالمواهب، ولكن تحتاج لمن يكتشفها.. للأسف «إحنا بننقرض».. الفرقة القومية غاب عنها العازفون الكبار برحيلهم ولا يوجد سوى ثلاثة عازفين ربابة، لا يمتلكون خبرة الأساتذة الكبار ويحتاجون لتدريب كبير، فضلاً عن أنه لم يعد لدينا مطربات شعبيات، ومن تأتى للتدريب موهبتها محدودة وتريد فقط تنفيذ المعلومات، وكأن الغناء ميرى، وهذا لا يصلح مع الفن الشعبى أو أى فن يحتاج لرغبة وموهبة حقيقية من الفنانة للعطاء والتطور. 

أتمنى أن يسمعنى المسئولون بوزارة الثقافة والوزيرة بضرورة الاهتمام بالتراث وإحياء الفولكلور الشعبى، وتطوير الفرق القومية ومسرح السامر والبالون، وضخ دماء جديدة من المواهب، وتدريبها على أعلى مستوى من أساتذه المعاهد الشعبية. 

 مشروعاتك الفنية المقبلة؟

- أُقَدّم عروضًا فى بيت السنارى والغورى،، وتلقيت اتصالاً من المطرب «محمد محيى» من أجل تعاون مرتقب فى الألبوم المقبل.