السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

دراما من زمن فات (الحلقة الرابعة).. مسلسلات الثمانينيات دراما عذبة بدون تزييف

أنا واحدة من الجيل الذى تذوق طعم مسلسلات الثمانينيات فى رمضان، عندما كنا نلتف أمام شاشة التلفزيون بقناتيها الأولى والثانية، نشاهد بشغف أحداث مثيرة ونحن نلهث وراء الحكايات، وننسى ما أكلناه على مائدة الإفطار.



وفى عقد الثمانينيات، نعود بالذاكرة إلى ثلاثة من مسلسلات أثرت فينا، ونتذكرها مثل «هند والدكتور نعمان»، «هو وهى» و«رحلة السيد أبو العلا البشرى». 

 

تلك الأعمال التى نعود لمشاهدتها مرة تلو الأخرى رغم مرور سنوات طويلة.. لا نمل، ولا نشعر بضيق من التمثيل، ولا الإضاءة والتصوير، ولا الإخراج، على الرغم من حدود الإمكانيات الإنتاجية فى ذلك الوقت. 

الموضوعات التى ناقشتها المسلسلات ما بين الكوميدى الاستعراضى، والدراما، تبدو خفيفة وشيقة، لكنها عميقة.. ناقشت قضايا اجتماعية مهمة كانت فى ذلك الوقت، بدون زيف أو ادعاء أو ترويج لأفكار متطرفة وغير منطقية بعيداً عن الواقع الذى نعيشه، مثل ما يحدث فى السنوات القليلة الماضية ولا زلنا نشاهده حتى الآن على شاشات رمضان، إلا من رحم ربى. 

كانت بداية التأثير الفعلى فى شكل الدراما فى بداية الثمانينيات، الأفكار بسيطة وغير معقدة، شخصيات نعرفها، كانت بدايات التحسس على طريق التوثيق لدراما واقعية وحقيقية، أحببناها.

(1)

هند والدكتور نعمان.. 

المسلسل الذى أرعبنا وأحببناه!

أحببنا «هند» الطفلة المجنونة الذكية وجدها دكتور نعمان الرجل المنطوى، أحببنا علاقة هذين الاثنين من جيلين مختلفين.

مشاعر متباينة، بين المتعة والقلق والخوف أيضاً، هذا الخوف والرعب الذى أثر فينا عندما كنا أطفالاً وأنا واحدة منهم، عندما ذهبت الطفلة «هند» للعب فى الشارع أمام باب العمارة بعد أن أزعجت جدها، تشاهد هند فتاة مخطوفة فى سيارة، ملفوفة بحبل ومكممة الفم.. هذا المشهد أرعبنى كطفلة، وكذلك كثيرين من أبناء جيلنا، وخلق أيضاً مشاعر عميقة من الخوف بداخلنا نحن الأطفال، عندما نرى طفلة مثلنا شاهدة على جريمة قتل.

لم يكن مسلسلاً عادياً، رغم بساطة السرد الذى أبدعها لينين الرملى، بالعلاقات الاجتماعية المعقدة جداً، ومغلفاً باطار الكوميدية الخفيفة، تكشف بداخلنا فجوة بين الأجيال أفراد العائلة.. لذا فقد كان هناك دور هام جداً لأخصائى نفسى وهو دكتور محمد فؤاد أبوالمجد، والذى استعان به كل من المؤلف لينين الرملى والمخرج رائد لبيب ليكون مشرفاً على المشاهد النفسية أثناء التصوير.. لذا لم يغفل الرملى كتابة اسم الطبيب على تتر المقدمة. 

39 عاماً مرت على عرض هذا المسلسل، ولا يزال يعرض حتى الآن، وفى كل مرة نشاهده وكأنها المرة الأولى، نفس المشاعر التى شعرنا بها نحن جيل الثمانينات، الخوف، والقلق، والحب... 

كيف استطاعت طفلة أن تغير من نظرة رجل دائم الإنطواء وإعادته إلى الحياة؟ أعادت تلك الطفلة جدها الى الاندماج مرة أخرى مع جيرانه وأصدقائه وعائلته. 

العلاقات المعقدة والتى كتبها بدقة شديدة لينين الرملى، جعلتنا نكون جزءا من الحكاية المثيرة، وجزءًا من شخصية طفلة تعرف الحقيقة التى لم يصدقها جدها واعتبرها تهيؤات وهلاوس. 

البحث عن منتج

ظل المخرج رائد لبيب مساعد مخرج لسنوات طويلة ومنذ السبعينات، بعدها قرر التوقف عن العمل كمساعد.. كانت تربطه علاقة طيبة مع المؤلف لينين الرملى، التقى الاثنان على وجبة عشاء، واقترح عليه أن يتولى إخراج مسلسل كوميدى لطيف يكون أول عمل يقوم بإخراجه لبيب.. 

تحمس لبيب عندما قرأ له المؤلف لينين الرملى الحلقة الأولى، ووافق على إخراج المسلسل، بعدها طلب منه الرملى البحث عن منتج.. لم تكن الهواتف المحمولة فى ذلك الوقت.. ولأن رائد لبيب قطع على نفسه عهداً بالتوقف كعمل مساعد، أخذ على عاتقه مجهوداً فى البحث عن منتج، طارقاً أبواب شركات الإنتاج آنذاك.. بعد اسبوعين أو أكثر من البحث، عاد لبيب ومعه منتج وبدأ الاثنان فى تصوير المسلسل.. كان انتاج سعودى تونسى مصرى، فقد تم تصوير كافة المشاهد الداخلية فى استديوهات زينى فى مدينة سوسة بتونس، وجزء كبير من فريق العمل الإنتاجى كان تونسيا. 

بعد انتهاء رحلة البحث عن منتج، بدأت الترشيحات من جانب المؤلف والمخرج بالفنان عمر الشريف، كان الإنتاج وقتها سخيًا وجاهزًا لتلبية طلبات نجم عالمى مثله، ولكن فشل فى التواصل معه.. ثانى الترشيحات كان الفنان محمود مرسى، وافق على المسلسل، وبدأ فعلياً فى البروفات وقراءة الحلقات، إلا أن اعتذر فجأة ودونما أسباب، إلى أن رشح فى النهاية الفنان كمال الشناوى، الذى لم يتردد فى القيام ببطولة مسلسل كان رقم 5 من بين 17، أمام طفلة وهى «ليزا».. 

ظل كل من المؤلف والمخرج والشناوى يبحثون عن طفلة، تكون مناسبة لأداء الدور، الى أن كان من حظ «ليزا» التى ساهمت فى تحقيق نجاح كبير لهذا المسلسل.

(2) 

حكايات هو وهى..

كوميديا استعراضية من واقع حياتنا

مرت 38 عاماً على عرض «حكايات هو وهي»، الذى قدمه الثنائى الاستثنائى أحمد زكى وسعاد حسنى. لكل منهما نجوميته وما زاد من هذا البريق الحضور الذى لن يضاهيه أحد وهو الشاعر صلاح جاهين، والذى أضفى عذوبة إلى المسلسل، بعمل السيناريو والحوار، وكذلك تأليف الأغانى التى نحفظها عن ظهر قلب.. خلق جاهين من رحم سلسلة مقالات كتبتها الكاتبة الصحفية سناء البيسى ونشرت فى صحيفة الأهرام- دراما شيقة، خفيفة، واجتماعية خرجت من واقع يعيشه الرجل والمرأة من مختلف الطبقات الاجتماعية.. وعبر تترى المقدمة والنهاية على هذا الوضع الدائم بمعانٍ مختلفة مثل:

هما وهن ولا دول سامعين ولا دول سامعين.. 

13 أغنية لحنها كمال الطويل وعمار الشريعى كانت على مدار عشر حلقات فقط، نتذكرها ونرددها، وأحياناً نستخدمها فى حواراتنا اليومية بشكل ساخر حول سلطة الرجل على المرأة.. هذا الصراع الأزلى والبائس بين الرجل والمرأة! من الأقوى! من الأجمل! من الأنجح! من الأذكى! 

ومن بين الأغنيات التى نتذكرها: «لا تجيبلى الشيكولاتة»، «جلبية بارتي»، «جرس الفسحة»، «البنات» وأيضاً أشهرها أغنية عيد الأم :ماما يا أما يا ماتى».. 

كانت «حكايات هو وهى» العمل التليفزيونى الأول والأخير الذى قامت به السندريلا سعاد حسنى، لكنه لم يكن الأول الذى جمع هذا الثنائى فقد قام كل من أحمد زكى بالعمل فى خمسة أفلام فقط أولها «شفيقة ومتولي» عام 1979، والذى كان بمثابة الحلم الذى تحقق لأحمد زكى بأن يقف أمام نجمة مثل السندريلا، بعد ضياع فرصته فى فيلم الكرنك.. توالت الأعمال بينهما أهمها «موعد على العشاء» 1981 إخراج محمد خان، وهو واحد من أجمل الأفلام التى جمعت هذا الثنائى. «الراعى والنساء» 1981 إخراج على بدرخان، و«الدرجة الثالثة» 1988 إخراج شريف عرفة.

(3) 

 

رحلة السيد أبو العلا البشرى

كوميديا عن الإنسان وأخلاق هذا الزمان 

لا يمكن أن يتوقف الحديث عن أسطى الدراما أسامة أنور عكاشة، عندما نتذكر أو نشاهد أيًا من أعماله، هو حاضر دائما فى كل المسلسلات التى نحبها ونتذكرها.. ومنها مسلسل «رحلة السيد أبو العلا البشري»، وفيه يكمل عكاشة تواطئه وحبه لشخصياته، يغفر لهم، وينصفهم، ونحبهم نحن أيضاً.. 

هموم الأسرة بتشريحاتها الاجتماعية كانت حاضرة فى دراما أسامة أنور عكاشة، من البحث عن المثالية، والحق، وسيادة القيم والمبادئ، إلى كشف حكايات كثيرة من كافة الطبقات الاجتماعية... كان دائماً شديد الحرص على اختيار الجمل التى ينقلها على لسان شخصياته، فى حوار رشيق محمل بالكثير من الدلالات بلغة شعرية راقية. 

«رحلة أبو العلا البشرى» مسلسل طازج، يصلح لكل الأزمنة.. فشخصية أبو العلا البشرى رجل يحمل الكثير من قيم المدينة الفاضلة، خرج على المعاش بعد حياة قضاها فى عمله ولم يغادر فيها مدينته «سخا»، شعر بالفراغ وقرر أن يقضى بقية حياته فى خدمة أقاربه، فرحل ومعه ابنة أحد أصدقائه، تفرغ لمساعدتهم وحل مشاكلهم، ليصبح الرجل الذى ينادى دوماً بالخير والفضيلة والمثالية فى زمن لم يعد فيه أخلاق. فى القاهرة وجد كل المفاهيم قد تغيرت وتبدلت وصار الانفتاح أسلوب حياة واكتشف أن الإنسان قد قهرته الحياة بمتطلباته الغريبة.. 

وكعادة أسامة أنور عكاشة، والذى كان رافضاً لسياسة الانفتاح، وكارهاً لسياسة الرئيس السادات، ربط أحداث المسلسل بشكل ضمنى مع دخول الانفتاح الاقتصادى على مصر الذى شوه كل معالم الجماليات بها فكان الشعب أكثر ترابطاً ورحمة بين أفراده فبدلت المادة أهم ملامحه وأخذته لمنعطف بعيد.. بقيت شخصية أبو العلا البشرى رمزاً محورياً داخل كل منزل تعبر عن الأصالة والأخلاق والقيم. 

والنجاح الذى حققه هذا المسلسل ذو الدراما الاجتماعية البسيطة فى ذلك الوقت، كان على مدى واسع، ربما لأن التليفزيون كان المساحة البصرية الصغيرة التى كانت تمتلكها الأسر المصرية وبتنوع اختلاف البناء الاجتماعى والثقافى.. 

 

هند والدكتور نعمان.. 

 

عدد الحلقات: 17

مدة الحلقة 45 دقيقة

أول عرض: 31 مايو 1984 / 1 رمضان 1404

تأليف: لينين الرملى

إخراج: رائد لبيب

بطولة: كمال الشناوى، رجاء الجداوى، أحمد راتب، سلوى خطاب، حسين الشربينى، مجدى وهبة، زوزو نبيل موسيقى وألحان: منير الوسيمي

التصوير: استديوهات زينى فيلم، تونس – سوسة

مونتاج: منبة الحنشي

إنتاج وتوزيع: الشركة العربية للإنتاج الإعلامى فى الرياض

حكايات هو وهى..

عدد الحلقات: 10

مدة الحلقة: 45 دقيقة

أول عرض: 30 مايو 1985 / 1 رمضان 1405

قصة: سناء البيسي

سيناريو وحوار وأغانى: صلاح جاهين 

المعالجة الدرامية والإخراج: يحيى العلمى 

موسيقى وألحان: كمال الطويل وعمار الشريعى 

بطولة: سعاد حسنى وأحمد زكى، حسن عابدين، وداد حمدى، تحية كاريوكا

تصميم الاستعراضات: كمال نعيم

مدير التصوير: سيد نجاتى – تيمور بكير

المنتج المنفذ: يحيى العلمي

إنتاج: استديو 5، التليفزيون المصري

التوزيع: قطاع الشئون المالية والاقتصادية، اتحاد الإذاعة والتلفزيون

تتر المقدمة: 

هو وهى. هى وهو

هو وهى. لاء هى وهو

لاء هو وهى. لاء هى وهو

الأول هو سيد البيت

الأولى هى ده الاتيكيت

قالك مساواة قولناله يا ريت 

أصل التفرقة مش طبيعية

هو أقوى من هى

هى أذكى من هو

هو أعظم من هى

هى أجمل من هو

ما تنكريش إن الطاووس أجمل من الطاووس

ناقص تقوللى إن العريس أحسن من العروسة

رحلة السيد

أبو العلا البشرى

عدد الحلقات: 15 

مدة الحلقة: 50 دقيقة

أول عرض: 9 مايو 1986 / 1 رمضان 1406

تأليف: أسامة أنور عكاشة

إخراج: محمد فاضل 

بطولة: محمود مرسى، كريمة مختار، محمد وفيق، نسرين، محمود الجندى، وجدى العربي

موسيقى وألحان: عمار الشريعى 

تأليف الأغانى: عبدالرحمن الأبنودي

غناء ومشاركة فى البطولة: على الحجار 

عدد الشخصيات: 64

إنتاج: التليفزيون المصرى

توزيع: قطاع الشئون المالية والاقتصادية، اتحاد الإذاعة والتليفزيون

تصميم المقدمة والنهاية: جمال عبدالحميد

كلمات تتر المقدمة: 

متمنعوش الصادقين عن صدقهم

ولا تحرموش العاشقين من عشقهم

كل اللى عايشين من بشر من حقهم

يقفوا ويكملوا

يمشوا ويتكعبلوا

ويتوهوا أو يوصلوا

وإذا كنا مش قادرين نكون زيهم

نتأمل الأحوال، ونوزن الأفعال

يمكن إذا صدقنا نمشى فى صفهم.