الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الشهر الكريم أتى خلال فترة الدراسة فزاد الضغط على الطلاب .. كبسولة رمضانية للتوازن بين العبادات والمذاكرة

 أيام قليلة تفصلنا عن نهاية شهر رمضان المبارك، شهر البهجة والروحانيات، ويأتى رمضان هذا العام خلال فترة الدراسة مما يجعل الأمهات والطلاب فى حالة من الضغط والتوتر ويصبح معظم الطلاب لديهم قلة بالتركيز والاستيعاب خلال فترة الصيام وأيضًا يصبح لديهم الشعور بعدم الاستمتاع برمضان وأجوائه وكسل وخمول خلال فترة المذاكرة، ولكن التوازن والنظام هما السر لرمضان سعيد لكل طالب وطالبة.



 

وأجرت «روزاليوسف» حوارًا مع المتخصصين لمعرفة كيفية استعداد الطلاب لتنظيم الوقت والمذاكرة وعدم الشعور بالكسل فى الشهر الفضيل.

وتقول دكتور يسرا العطار، أخصائية  التغذية العلاجية وعلاج السمنة والنحافة وعضو الجمعية المصرية للتغذية والإرشاد الصحى، إن  وجبة السحور مهمة جدًا ويجب أن تكون متكاملة بها بروتين وخضروات وفواكه ونشويات معقدة وذلك حتى يظل الجسم محافظًا على مستوى سكر الدم لأطول فترة ممكنة وذلك سيجعل الجسم لديه مخزون الطاقة لأطول فترة وأيضًا سيصبح هناك شعور بالشبع فلا يبقى تركيز الشخص مشتتًا بسبب الجوع.

ويعتبر من أحسن أنواع البروتين فى السحور البيض والفول والزبادى ويمكن أن نأكل نوعين من البروتين معًا فى السحور بجانب النشويات المعقدة مثل البطاطس ولكن يجب ألا تكون مقلية بالزيت ويمكن أن تضعها فى الفرن مثلًا ومعها خبر بلدى والشوفان. 

وبالنسبة للخضروات والفواكه يجب أن يكون بها مياه وبوتاسيوم وذلك حتى يصبح الجسم مرطبًا طوال فترة الصيام ولتجنب شعور أبنائك بالعطش يمكن تناول الخيار والطماطم والفواكه مثل الفراولة والموز والكانتلوب والتمر ومن أكثر الفواكه الغنية بالبوتاسيوم البرتقال والمشمش.

وأضافت العطار إن طلاب المرحلة الإعدادية والثانوية أصبحوا يشربون الكافيين  مثل القهوة والشاى والمشروبات الغازية بكثرة خلال فترة السحور ومن بعد الإفطار من أجل التركيز بالمذاكرة ولكن هى عادة خاطئة لأن الكافيين يجعل التركيز لفترة قصيرة ولكن بعد عدة ساعات يسبب لهم خمولًا وكسلًا وأيضًا جميع مشروبات الكافيين مدرة للبول وبذلك تسبب العطش وقت الصيام.

وتابعت دكتورة يسرا بالنسبة لأفضل تقسيمة لوجبة الفطور التى تجعل التركيز أفضل أن مع الأذان نأكل ثلاث حبات من التمر ومعها  كوب أو اثنان من المياه وبعدها نصلى صلاة المغرب ثم نستكمل الفطور ونبدأ بطبق الشوربة الصغير وبعده الخضروات ثم البروتين ثم النشويات. 

و يجب أن نبتعد عن المقليات لأن الطعام المقلى من مسببات قلة التركيز لأنه صعب الهضم، ويجب أن تتضمن الوجبة فى الفطور البروتين والألياف والدهون الصحية مثل زيت الزيتون والنشويات المعقدة.

أما الحلو فهو يعتبر من أكثر المسببات لعدم التركيز وذلك نتيجة أن الحلو صعب الهضم ويجعل الدم لا يصل إلى المخ جيدًا ويسبب خمولًا وعدم تركيز فى المذاكرة ويمكن أن يكون البديل هو السناكس التى بها مكسرات مثل طبق خشاف بالمكسرات أو آيس كريم بالمكسرات، ويمكن أن يأخذ أبناؤك قطعة واحدة من الحلو مرة أو مرتين فى الأسبوع.

«تقوية الذاكرة»

وقالت دكتور يسرا العطار إن «الأوميجا 3» هو المسؤول عن التركيز ويوجد فى المسكرات بأنواعها خاصة عين الجمل ثم اللوز، ويوجد فى الأفوكادو وفى وزيت الزيتون فمن الممكن أن نستخدمها فى مختلف الأكلات، وتابعت» يوجد أوميجا 3 أيضًا بأى نوع سمك وأيضًا يمكن أن يأخذ الطلاب أقراص أوميجا 3 لتقوية الذاكرة ولكن الأطفال يأخذون بعد استشارة الطبيب، وتكون أقراص الأوميجا 3 بعد الوجبة الرئيسية أو معها.

وبالنسبة لأوقات المذاكرة، أضافت العطار إنها تنصح الأمهات  بخيارين  أولًا بأن ينام الطالب بعد التراويح ويستيقظ وقت السحور ويذاكر حتى الصباح ويأخذ القيلولة وقت الظهر، أو أن يبدأ مذاكرة بعد وجبة الفطور بساعة او اثنتين ومن الخطأ المذاكرة بعد الطعام مباشرة لأن الطعام يكون فى حالة هضم وتركيز الدم يكون بالمعدة أكثر، وحتى نساعد المعدة على هضم الطعام أنصح بالمشى لمدة نصف ساعة بعد الفطور وأيضًا حتى يتخلص الطالب من أى طاقة سلبية ويعود للمذاكرة بطاقة افضل.

ولا أنصح بالمشى قبل الفطور لأن الجسم لا يوجد به طاقة فى هذا الوقت ومن المهم الاهتمام بشرب الماء كوب كل ساعة حتى نحافظ على ترطيب الجسم لأن قلة شرب الماء تؤثر على التركيز والفهم على كل الوظائف الحيوية فى الجسم.

وتقول دكتور جيهان النمرسى مستشار نفسى وإرشاد أسرى إن الأم يجب أن توفر الأجواء الصحية لأبنائها ويجب أن تكون على دراية بأحوال الأبناء الصحية فمثلًا إذا كان الابن لديه مرض مزمن مثل السكر والضغط يجب أن يستشير الأهل الطبيب هل يستطيع الابن أن يصوم؛ أم لا،  وإذا كان ليس لديهم أى مرض مزمن فيجب أن نعلم الأبناء أن الله سبحانه وتعالى منظم لنا يومنا حيث أن الصلاة وجميع العبادات لها أوقات محددة قال تعالى «إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا»، فيجب أن نعلم الأبناء أن الصلاة دائمًا تكون فى أوقاتها ولا تأخير فيها. وكل شخص يطبق نظام الخالق سبحانه وتعالى حياته تصبح أسهل وأكثر توازنًا. 

وتقول النمرسى إن أفضل أوقات المذاكرة هى بعد صلاة الفجر؛ حيث إن علماء النفس وعلماء الطب قالوا إن هذا أفضل وقت من أجل الاستيعاب العقلى والعقل يكون فى أصفى حالاته، وقالت إن الكثير من الأمهات تقول لها فى الاستشارات النفسية إن الأبناء يذهبون إلى المدرسة أو الدروس بدون نوم أو أنهم ينامون طوال فترة النهار ويستيقظون طوال الليل ولكن هذا أسلوب خاطئ، فبالتأكيد يجب أن يكون النوم مبكرًا والأكل صحيًا. 

فالنوم مبكرًا من الأشياء المفيدة جدًا من أجل الاستيعاب أثناء المذاكرة فى رمضان ويجعل تحصيل المعلومات أفضل.

فيبدأ الطالب مثلًا المذاكرة من الساعة 5 حتى ميعاد المدرسة أو الدرس صباحًا ويعود بعدها إلى المنزل وينام وقت القيلولة لمدة ساعة أو ساعتين وبعد الفطور يذهب إلى صلاة التراويح ويستمت بالأجواء الرمضانية الجميلة، ويجلس مع الأسرة أو الأصدقاء وبعدها يراجع المواد لمدة ساعة ثم يتناول السحور ويستيقظ الفجر.

وأضافت دكتور جيهان النمرسى إنه يجب على الأم والأب أن يعلما الأبناء أن رمضان شهر عبادة وليس مسلسلات فقط، والآن أصبح يمكنهم مشاهدة المسلسلات فى أى وقت، فيجب أن يكون هناك جزء للعبادة والمذاكرة وصلة الرحم ويمكنه أن يتابع أى شيء فى وقت الفراغ.

ومن الواجب على الأهل أن يكونوا قدوة لأبنائهم وأن يعلموهم العادات الجيدة لأنها تترسخ بهم حتى يتزوجوا، ويجب ألا يمل الأهل من نصيحتهم وتوعيتهم وأن ينصحوا  الأبناء بطريقة غير مباشرة ودون نقد أو سخرية فالحوار الهادئ والنصيحة بالمحبة هى أفضل طريقة للتواصل معهم.