الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

إبداع معتاد لـ«مدحت صالح» ومفاجأة «مسار إجبارى»

من أفضل تترات هذا الموسم الرمضانى بلا شك هو (حضرة العمدة) للفنان الكبير «مدحت صالح» والذى يعتبر واحدًا من أهم المغنين الذين قدموا أغانى درامية فى تاريخنا المصرى والعربى وله العديد من النجاحات فى هذه النوعية من الأغانى التى أضافت الكثير من التنوع لكتالوجه الغنائى بعيدًا عن الأغنيات التى يقدمها فى ألبوماته.



ولأن لكل أغنية ناجحه بطل رئيسى، فبطل هذه الأغنية بكل تأكيد الكاتب «أيمن بهجت قمر»، فكعادته استطاع بكل إتقان أن يوظف كلمات الشارع فى صورة شعرية غنائية مثل «اللى شارى غير اللى ربى»، فإذا كان المسلسل يتحدث عن تمكين المرأة ويقدم انتقادات للعديد من العادات السلبية التى يمر بها مجتمعنا المصرى فى صورة درامية كتبها الأستاذ «إبراهيم عيسى».

فكلمات «أيمن بهجت قمر» لم تبتعد كثيرًا عن هذا المفهوم، بل قامت بتلخيصه بـ«خفة دم» فى كلمات تبدو سهلة، ولكنها معبرة ومؤلمة للأسف الشديد، لأنها تسخر من أحوالنا بطريقة كوميدية.

الأغنية أيضًا قدمت خدمة كبيرة لكل أصحاب الـ«تكاتك» والـ«ميكروباصات» و«سيارات النقل» وغيرهم، من الذين يحبون كتابة المقولات الساخرة على مركباتهم، بكلمات خفيفة الظل مثل «بكرة هتبقى فل على حسب معرفتى»، و«هى ماشية حبة حبة.. واللى شارى غير اللى ربى».

ولا نغفل أيضًا الدور المهم الذى قام به «وليد سعد» كعادته مع «أيمن بهجت قمر»، فهذا الثنائى اشترك فى العديد من النجاحات الغنائية، وخاصة الجملة اللحنية لـ«السينيو»، فبمجرد سماعك لها من المرة الأولى، تجدها استقرت فى الذاكرة، وأيضًا التوزيع الموسيقى لـ«أحمد ابراهيم» الذى اعتمد على الإيقاعات الشرقية «على غير عادته» بالآلات الموسيقية الحية غير المصنوعة بالبرامج، مثل «التشيلو والكمان والطبلة والعود والأكورديون والجيتار»، فهذه التوليفة الموسيقة أعطت لنا انطباعًا وكأننا نستمع إلى الأغنية على المسرح، بروح موسيقية «حية».

من ضمن الأغانى المميزة هذا العام أيضًا أغنية مسلسل (الهرشة السابعة)، خاصة فى اختيار فريق عمل الأغنية غير المعتاد على تقديم الـ«تترات»، فكان الاختيار الجرىء للفريق الغنائى «مسار إجبارى».

وإذا كان المسلسل يتحدث عن مشاكل العلاقة الزوجية بطريقة عصرية، واعتماد صناعه على أن يكون أبطاله منتمين للجيل الحالى المستهدف من الجمهور مثل «أمينة خليل»، و«محمد شاهين» فكان لابد أن يكون التتر الغنائى للمسلسل معبرًا عن هذه الحالة، فتمت الاستعانة بفريق من أنجح الفرق الغنائية التى تعبر عن تفكير نفس الجمهور المستهدف من المسلسل، ولأن أيضًا العلاقات الزوجية ومشاكلها يشترك فيها الطرفين «رجال ونساء»، فاستمعنا إلى صوت رجالى متمثل فى «هانى الدقاق» مغنى فريق «مسار إجبارى»، بالاشتراك مع «بستان مجدى» التى قدمت الصوت النسائى.

وعلى الجوانب الموسيقية فكعادة «مسار إجبارى» فى تقديم موسيقى الـ«rock»، ولكن هذه المرة نستطيع أن نصنف التوزيع الموسيقى للأغنية بالـ«Post-rock»، لامتزاج موسيقى الروك التقليدية بالإلكترونيات مثل الـ«Trap»، بالإضافة إلى الهندسة الصوتية التى قام بها الأستاذ الكبير «طارق مدكور»، والذى بدوره ساعدنا فى الاستمتاع بكل التفاصيل الصوتية والموسيقية للأغنية.

وصف تتر (الهرشة السابعة) بالمتميز، جاء متسقًا مع المعايير التى وضعناها فى «المقال الأول» الذى نشر على صفحات هذه المجلة قبل الاستماع إلى أغانى موسم دراما رمضان 2023، والذى أكدنا فيه على أن من ضمن المعايير الرئيسية التى يجب أن تكون متوافرة فى مراجعتنا للأغنيات، أن يقدم الفنان أعمالاً غنائية تختلف فى مضمونها من حيث المضمون عن التى اعتاد تقديمها فى ألبوماته الغنائية، وهذا ما فعله «مسار إجبارى» من حيث الفكرة، ومن حيث التوزيع الموسيقى للأغنية.