الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

محمد منير.. الرابح الخاسر فى موسم أغانى رمضان 2023

ربما يكون عنوان هذا المقال غريبًا نوعًا ما، فكيف يكون «محمد منير» رابحًا وخاسرًا فى نفس ذات الوقت؟ فكما تعلمنا دائمًا أن الحياة إما مكسب، أو خسارة، ولكن أن تجتمع الخسارة والربح فى الوقت ذاته! فهذا أمر غريب!



إذا أردنا أن نتحدث عن أرباح «محمد منير» فى موسم أغانى رمضان 2023، فسنجده هو الفنان الأكثر انتشارًا من بين كل الأصوات المشاركة فى أغانى المسلسلات، أو الإعلانات.. وأنا أقصد بهذا الانتشار العددى، من حيث المشاركة، وليس من حيث الانتشار الجماهيرى، الذى نستطيع قياسه من خلال نسب المشاهدات، أو متابعة نتائج محركات البحث، وترندات منصات التواصل الاجتماعى المختلفة، أو حتى المنصات الإلكترونية المتخصصة فى تقديم الأغانى «ديجيتال» للمستمعين، فبعد مراجعة كل ذلك، لم يتصدر «محمد منير» أى شىء من كل هذا.

وهذا أمر منطقى، فـ«محمد منير»، لم يكن فى أى وقت من الأوقات المغنى الجماهيرى بالمفهوم التقليدى، فألبوماته فى العادة لا تتصدر قوائم الأكثر مبيعًا، بل إن أغلب فترات مشواره الفنى الضخم والممتد لعشرات السنين، كان دائمًا ما يتم تصنيف «منير» من قبل الكثيرين على أنه الفنان «النخبوى»، المثقف، الذى يبتعد كل البعد عن الغناء التجارى السهل المباشر.

ربما تغير هذا المفهوم عند «منير» نفسه فى السنين الأخيرة، وأصبح ينحاز لـ«الرقم»، وهذا أمر لا يلام عليه، فنحن لا نصادر على أى قرار فنى يتخذه أى فنان، ولكننا نحاول أن نوضح بعض الاختلافات التى حدثت فى مشوار واحد من أهم نجوم الغناء فى تاريخ مصر.

حتى هذه اللحظة التى أكتب فيها هذا المقال.. استمعت إلى تتر (سره الباتع، عملة نادرة)، بصوت «محمد منير»، وبخلاف أغانى المسلسلات، هناك «حتى الآن» ثلاثة إعلانات غنائية قدمها «الملك» أيضًا بصوته، ولذلك هو أكثر فنان ظهر بصوته فى موسم رمضان 2023، ولذلك هو رابح من حيث التواجد بشكل يومى على كل القنوات الفضائية والأرضية.

أما عن خسارة «محمد منير»، فهى الخسارة الفنية، فبعيدًا عن الحسابات الجماهيرية التى تحدثنا عنها فى السطور السابقة وأنه لم يستطع أن يتصدر أى قائمة من قوائم المنصات المختلفة بأى أغنية من الأغانى التى أصدرها فى موسم رمضان هذا العام، فهو أيضًا على المستوى الفنى كان العنصر - وللأسف الشديد- الأضعف من بين كل العناصر فى كل الأعمال التى شارك بها.

ربما يكون هذا التوصيف صعبًا للغاية لكل محبى وعشاق «الملك» وأنا واحد منهم بكل تأكيد، ولكن أنا أتحدث عن الثوابت المطلوب توافرها فى أى عمل، ومنها أننى لم أستطع فهم أغلب ما غناه «منير» فى كل أعمال هذا العام، فهناك مشاكل واضحة لا تحتاج لأى متخصص لكى يتوقف عندها، فنحن نستمع إلى صوته، ولكن لا نفهم ما يقوله.

فى أول يوم رمضان كنت متصورًا أن هناك أزمة فى الهندسة الصوتية، خاصة أن صوت منير فى (سره الباتع) كان غير مفهوم على الإطلاق، بالمقارنة بصوته فى الإعلانات الدعائية، ولكن القائمين على صناعة المسلسل انتبهوا لهذا الأمر وحاولوا معالجة الأمر فى الحلقات اللاحقة، ولكن تظل هناك مشكلة واضحة فى طريقة نطقه للكلمات، لم تستطع الفلاتر والمؤثرات الصوتية ضبطها، ونفس الأمر تكرر فى تتر مسلسل (عملة نادرة).