الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

يردون على الانتقادات ويكشفون سر الصنعة: صناع رسالة الإمام: اجتهدنا لنقدم «الشافعى» من لحم ودم

غابت المسلسلات الدينية والتاريخية عن الدراما الرمضانية منذ سنوات طويلة، وكان يسوق لهذا الغياب بعدة تبريرات أهمها المحاذير الرقابية الخاصة بهذه النوعية من الدراما، وضعف نسبة مشاهدتها مقارنة بغيرها، وقد أثبتت هذه التبريرات وغيرها عدم صحتها مع عرض مسلسل (رسالة الإمام) متناولًا السنوات الست الأخيرة فى حياة الإمام الشافعى، الذى يحظى بمكانة خاصة فى وجدان الشعب المصرى، وبخلاف الإخراج المتميز من المخرج السورى «الليث حجو» والأداء التمثيلى المبهر من فريق العمل وعلى رأسهم «خالد النبوى» فإن الملفت للنظر فى هذا المسلسل الذى اعتبره النقاد الحصان الرابح فى ماراثون دراما رمضان هو مدى الدقة والإتقان اللذين تعامل بهما صناعه من أجل إنتاج مسلسل خاليًا من الاستسهال، مما سبب حرجًا كبيرًا لغيره من مسلسلات الموسم المليئة بالمغالطات التاريخية، حيث خضع للتدقيق الفقهى من الأزهر الشريف، وتعاون مؤلفه «محمد هشام عبية» مع فريق كتابة من مصر وسوريا مكون من 6 أشخاص، وقام بإجراء البحث التاريخى الباحث «علاء عزمى» كما تم التعاون مع 3 من مراجعي اللغة من أجل تدقيق العمل لغويًا، وفى السطور التالية نحاور بعضًا من صناع هذا الإتقان، لنحتفى معهم بعودة الدراما التاريخية إلى موطنها الأصلى الذى هجرته لسنوات، ولنفسح لهم المجال للرد على بعض الانتقادات التى واجهت المسلسل منذ حلقاته الأولى.



مساحة من الخيال

البداية مع كاتب السيناريو والمشرف على الكتابة والحوار «محمد هشام عبية» حيث يقول: «عرض علىّ المشروع فى شهر مايو الماضى، واعتذرت بسبب انشغالى بمشروع آخر، وفى شهر يوليو انتقل المشروع إلى شركة (ميديا هب) وتولت كتابته (ورشة سرد) للكاتبة «مريم نعوم» لكنها فى شهر نوفمبر اعتذرت عن العمل ورشحتنى لاستكماله، فعاد لى المشروع مرة أخرى، وعن فريق الكتابة وقدرته على خلق تناغم بين هذا العدد من الكتاب يقول: تبقى من ورشة مريم نعوم كاتبان هما «إسلام أدهم، وكريم الدليل» كما استعان المخرج «الليث حجو» ب3 كتاب من سوريا وهم «سالم عمر حجو، وألمى كفارنة، وعلاء الحموى» وبالتالى استلمت المشروع وبه خمس كتاب قد بدأوا العمل بالفعل، ثم انضم الكاتبان «محمد الشماع، ودانة الحديدى» ليصبح الفريق مكونًا من 7 أفراد، ونظرًا لعدم تواجد الكتاب السوريين فى القاهرة فى ذلك الوقت، كان التواصل فى البداية يتم إلكترونيًا عبر زووم بحضور المخرج، وبحضور الباحث التاريخى «علاء عزمى» الذى استعان بمئات المراجع والكتب والأبحاث.

وعن بعض الانتقادات التى طالت المسلسل ومنها على سبيل المثال الحوار بينه وبين الخليفة «المأمون» حول مسألة خلق القرآن، حيث رأى البعض أن فتنة خلق القرآن قد حدثت فى مرحلة لاحقة بعد رحيل الإمام، يقول: فى الفترة التى التقى فيها «المأمون» بالإمام لم يكن قد حسم قراره بعد، وقتها كانت القضية جدلية، وكان «المأمون» يرغب فى تعيين «الشافعى» فى منصب كبير القضاة ليحسم المسألة، ولا سيما أن الشافعى قد خاض سجالات جدلية فى بغداد قبل مجيئه إلى مصر، لأن فكرة خلق القرآن كانت موجودة لدى المعتزلة أيضًا، أما فى مسألة استعانته براهب ليعالج زوجته رغم معرفته بالطب، فيقول: هذا الأمر مردود عليه أيضًا، لأن «الشافعى» لديه معرفة بشىء من الطب وليس كل الطب، والدليل أنه وضع دستورًا لنفسه بأن لا يذهب إلى مكان إلا وبه طبيب يداوى المرضى، وبالطبع لا يوجد دليل على لقاء «الشافعى» بالراهب، ولا يوجد دليل على عدم اللقاء، فلا نمتلك كتابًا يسجل يوميات الشافعى، وكل ما فى الأمر أننا تتبعنا مسيرته من بغداد إلى مصر، حيث مر بسيناء المليئة بالأديرة التى كان الرهبان يقدمون فيها الطب للمرضى فافترضنا اللقاء، ولا سيما أن للمشهد دلالة مهمة على طبيعة الشافعى وعلاقته بالمصريين، والدراما التاريخية بها مساحة من الخيال المستند على حقائق.

 خطوط درامية

وعن انضمامه إلى فريق الكتابة تحدثنا مع الكاتب الصحفى «محمد الشماع» حيث يقول: جمعنى بـ«عبية» العديد من التجارب المشتركة غير المكتملة فى كتابة السيناريو، وعندما تولى مسئولية المسلسل، طلب منى الانضمام إلى الفريق على اعتبار أننى أجيد البحث التاريخى، والتدقيق، ووجدتها فرصة، فأنا لى العديد من السيناريوهات المكتوبة والتى وصل أحدها إلى القائمة القصيرة فى جائزة ساويرس الثقافية، ومع ذلك لا أسعى لتطويرها، وعن أسلوب العمل داخل الفريق يقول: يكتب «عبية» التتابعات بعد جلسات عمل مطولة مع المخرج، ثم يقوم بتقسيم الخطوط الدرامية وفقًا لمناطق الإجادة لكل عضو فى الفريق، ثم يجمع كل تلك الخطوط مرة أخرى لتتحول إلى حلقات، مضيفًا: دائمًا ما كانت الدراما التاريخية تظهر الأشخاص على أنهم ملائكة، لكننا قدمنا «الشافعى» إنسانًا من لحم ودم، ينفعل، ويخطئ، ويصيب.

وعن الانتقادات التى طالت المسلسل والتى وصلت فى كثير من الأحيان إلى شكل من أشكال التربص يقول: تربيت فى بيت كاتب دراما وهو عمى «عصام الشماع» لذلك أتفهم تلك المسألة، بل أرى أنها إيجابية، لأن أى عمل فنى يحفز المشاهد أن يبحث خلفه، حتى وإن اكتشف ثغراته فقد حقق الهدف.

فريق عمل

ومن جانبه يقول «حسام مصطفى إبراهيم» أن مراجعة اللغة فى المسلسل تمت عبر فريق مكون من 3 أفراد، أولهم هو مراجع اللغة العربية «حاتم الأطير» الذى لازم الفنانين أثناء التصوير، والدكتور «أحمد عمار» الذى قام بالتدقيق اللغوى للسيناريو والحوار، ثم جاء دورى كمراقب لغوى فى مرحلة المونتاج، وقد بذلنا كفريق مجهودًا كبيرًا على مدار الأشهر الماضية، ولكن هذا لا يعنى أن المسلسل خال من الأخطاء اللغوية، لأنه عمل بشرى فى النهاية، بالإضافة إلى أننا وجدنا صعوبة فى تدريب الممثلين المصريين على نطق الفصحى بشكل صحيح، وعن الانتقادات التى طالت استخدام اللغة العربية السهلة والتى قيل عنها أنها ليست عربية الشافعى، والانتقادات الأخرى التى أشارت إلى استخدام العامية المصرى، رغم أنها لم تكن قد ظهرت بعد، يقول: تعمدنا استخدام لغة عربية غير معقدة (لغة القرآن) والسؤال من كان سيفهمنا إذا قررنا استخدام العربية القرشية الصعبة؟ الأمر نفسه بالنسبة للهجة العامية، حيث كان المصريون فى هذا الوقت يستخدمون اللغة القبطية وبقايا لغات أخرى.