الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بين المصالحة والمصالح رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد

نجحت الصين فى تحقيق مصالحة تاريخية بين السعودية وإيران الأمر الذى ينذر بإعادة ترتيب أوراق الشرق الأوسط ورسم خريطة جديدة تؤكد أن المصالح المشتركة للدول وعدم التدخل فى شئونها الداخلية، كذلك العمل على توحيد المصالح هو العامل الأساسى الذى تسير على نهجه السياسات الخارجية الآن لكل الدول، فالعالم لم يعد يتحمل مزيدًا من القطيعة، ولا اقتصاديات الدول أصبحت كما كان فى الماضى، الكل يعانى من تبعات فيروس كورونا وآثاره المدمرة ثم الحرب الروسية الأوكرانية، إذن كان لا بد من إعادة ترتيب وهيكلة العلاقات الدولية لخدمة المصالح.



 

نجحت الصين فى هذا الملف فى الشرق الأوسط واستطاعت أن توقف قطيعة دامت منذ 2016 بين إيران والسعودية اللذين يُعتبران من أكبر القوى الإقليمية فى المنطقة، لكن ماذا عن الحليف الأمريكي؟ وماذا عن أكبر خاسر لهذه المصالحة وهى إسرائيل؟ ولماذا نجحت بكين فيما فشلت فيه واشنطن؟ ومن الرابح من عقد هذه الاتفاق؟ فإن إعادة ترتيب الأوراق يستلزم نظرة أكثر شمولية للقضية لمعرفة تفاصيل وتبعات الاتفاق وآثاره على منطقة الشرق الأوسط ككل، خاصة أن هذا الاتفاق جاء فى توقيت غاية فى الحساسية فى وقت يعانى فيه اقتصاد العالم من شبح الركود والتضخم.

 تراجع متأخر

لعبت الصين دورًا مهمًا فى إنهاء القطيعة بين السعودية وإيران، التى استمرت لنحو 7 أعوام، وذلك احتجاجًا على اقتحام المتظاهرين الإيرانيين لبعثات الرياض الدبلوماسية وذلك بعد تنفيذ السعودية حكم الإعدام بحق رجل الدين الشيعى نمر النمر، مما أدى لتدهور العلاقات بشكل كبير ومباشر، كما أن الرياض كانت دائمًا تتهم طهران بأنها تقف خلف جماعة «أنصار الله» اليمنية، والتى تحاربها السعودية ضمن تحالف عربى تقوده منذ سنوات، حيث كانت الجماعة تقوم بالهجوم أكثر من مرة على منشآت سعودية وإماراتية، مما كلف السعودية خسائر كثيرة خاصة فى قطاع النفط.

واستمر تبادل الاتهامات بين البلدين طويلًا، حتى أعلنت الإمارات والكويت عن خططهما العام الماضى لإعادة السفراء إلى إيران، كما دخلت الرياض وطهران فى مفاوضات لإعادة العلاقات بوساطة عراقية بدأت مع رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمى، وكذلك وساطة من سلطنة عمان.

وجاء إبرام الاتفاق السعودى - الإيرانى برعاية صينية، فى وقت تراجع فيه الدور الأمريكى فى منطقة الخليج، مدفوعًا بأزمات متتالية كان آخرها قرار منظمة «أوبك بلس»، أغسطس الماضى بخفض إنتاج النفط %2، الأمر الذى أثار غضب البيت الأبيض، حيث قال المسئولون إن بايدن يشعر بخيبة أمل شخصيًا بسبب ما وصفوه بالقرار «قصير النظر».

ولطالما كانت واشنطن الحليف الاستراتيجى للرياض، وهو ما أراد وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن، توضيحه خلال زيارته إلى منطقة الشرق الأوسط فى الأسابيع الماضية، حيث نقل أوستن التزام الولايات المتحدة الدائم تجاه الشرق الأوسط والتأكيد أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بدعم دفاعهم، من خلال الإشارة إلى وجود نحو 30 ألف جندى أمريكا فى المنطقة، والتسويق لواشنطن على أنها تعلب دورًا مهمًا فى مواجهة النفوذ الإيرانى، ودور الصين المتنامى.

وجاءت التحركات الأمريكية بعد سنوات من الفتور الذى عرفته علاقة واشنطن بالرياض، وعند توليه الرئاسة عام 2020، تعهد الرئيس الأمريكى الحالى جو بايدن بإعادة تقييم علاقة بلاده بالسعودية، بعد أن كانت إلى حد ما جيدة خلال حقبة الرئيس الجمهورى السابق دونالد ترامب.

إلا أن تصريحات بايدن «الانتخابية» لم تكن حقيقية، بل ذهب إلى السعودية طامعًا فى كسر هذا الفتور بين الحلفاء العرب لكنه لم يكتشف أن الدول الآن تعمل على أساس مصالحها ووقف كل من يتدخل فى شئونها الداخلية وأيضًا الخارجية.

 اللعبة الناجحة

ورغم إعلان البيت الأبيض أن أمريكا بقيت على اطلاع بمحادثات بكين بين الرياض وطهران، وتأكيده أن هذا الاتفاق يعمل على استقرار منطقة الشرق الأوسط وإنهاء الخلافات بين كلا الطرفين، فإن البيت الأبيض أخذ يشكك فى تنفيذ إيران للاتفاق، كما لم تخفِ واشنطن ضيقها من تزايد اهتمام الصين بمنطقة الشرق الأوسط، مستغلة قيام أمريكا ومنذ رئاسة ترامب بالابتعاد عن المنطقة التى كانت واشنطن سببًا فى حروبها الأخيرة، وفى دراسة حول مصالح الصين فى المنطقة، توضح صحيفة «فايننشال تايمز» أن بكين جاءت متأخرة إلى المنطقة لكنها يبدو أنها لن تضيع الوقت فى أن تزيد من تواجدها. كما أن الاتفاق الإيرانى - السعودى يعد انتصارًا للدبلوماسية الصينية وسلط الضوء على نفوذ بكين المتنامى فى منطقة الشرق الأوسط. كما أنه يمثل تحديًا للولايات المتحدة الأمريكية، التى لم تعد علاقاتها قوية مع الرياض مؤخرًا.

كذلك تريد الصين وسريعًا زيادة تواجدها فى الشرق الأوسط، لأنه أكبر مورد للنفط والغاز للصين، حيث تمثل المنطقة ما يقرب من نصف واردات الصين من النفط، مما يجعل المنطقة حيوية جدًا لأمن الطاقة فى بكين، وعلى سبيل المثال فى عام 2020، استوردت بكين ما قيمته 176 مليار دولار من النفط الخام من المنطقة، مما جعل الصين أكبر مستورد للنفط الخام فى العالم. ويمثل هذا المبلغ ما يقرب من نصف الواردات الرسمية للمنطقة (%47)، ومعظمها من المملكة العربية السعودية، أى أن الصين لا تعمل على زيادة علاقاتها مع دول المنطقة بشكل سياسى فقط، بل إن التجارة والاقتصاد يمثلان أهمية كبيرة لهذه العلاقات.

وهكذا تعمل الصين على زيادة نفوذها فى الشرق الأوسط بشكل كبير، ليس فقط من خلال التجارة والاقتصاد كما جرت العادة بين الصين وهذه المنطقة وأفريقيا عمومًا، لكن أيضًا بأن تكون فاعلة فى مجريات السياسة، ولن يكون الاتفاق بين إيران والسعودية سوى خطوة ضمن خطة صينية لأداء دور فاعل ومؤثر فيما يبدو أنه آخذ فى الازدياد.

 كيف نجحت بكين؟

على الرغم من أن الاتفاق الصينى - الإيرانى جاء بعد مباحثات بين طهران والرياض خلال عامى 2021 و2022، بعد استضافة طرفى الاتفاق فى سلطنة عمان وجمهورية العراق بحسب ما جاء فى البيان الثلاثى للاتفاق المعلن، والذى أشار إلى أن بكين استكملت المحادثات وأوصلتها إلى النتيجة، لكن يبقى السؤال كيف نجحت بكين فى جمع الفرقاء؟ وقد أوضح الكاتب والمحلل السعودى سليمان العقيلى أن الوساطة الصينية بمثابة المبادرة الناجحة والنشاط السياسى الأول لـبكين فى منطقة الخليج والشرق الأوسط، ويعزو هذا النجاح للثقة التى تبديها دول المنطقة للصين، بسبب ما تملكه من علاقات اقتصادية وتجارية من ناحية، بالإضافة لتاريخ خالٍ من الخلافات والصراعات، حيث لم تكن بكين مسبقًا منخرطة فى أى من النزاعات، ولا تملك تاريخًا استعماريًا فى المنطقة وهى أمور وظفتها بكين خلال حواراتها ودبلوماسيتها، وأدت فى وصول الأطراف المختلفة للاتفاق.

ويوضح العقيلى، خلال أحاديث صحفية، أن الحوارات العربية فى عمان والعراق سابقًا احتاجت الدعم الدولى، نظرًا لحالة عدم الثقة والشكوك المتبادلة التى شابت أجواء الحوار بين طهران والرياض، وما تطلبه ذلك من قوة دولية تضمن هذا الاتفاق.

من جهته يرى المحلل فى الشئون الإيرانية الآسيوية عامر تمام أن نجاح الوساطة يأتى بالتزامن مع علاقات متوترة بين إيران والغرب بسبب ملفها النووى، ورغبة سعودية باتخاذ خطوات أكثر استقلالية تجاه علاقاتها مع الولايات المتحدة وسياستها الخارجية بعد توتر علاقاتهما مؤخرًا، لا سيما فى ملف النفط، فى حين وظفت بكين علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع كلا الطرفين كدليل على «مصداقيتها وحسن نواياها» بحسب تصريحات مسئولين صينيين خلال المباحثات من أجل إيجاد حلول توافقية بين الطرفين.

وما حققته الصين على مستوى المصالحة بين المملكة العربية السعودية وإيران، لم يكن وليد اللحظة، حيث جاء بعد سلسلة من محاولات قامت بها بكين لإصلاح العلاقة، ففى مارس عام 2017، أعلنت الصين استعدادها للتوسط بين الجانبين فى مبادرة جاءت على لسان وزير الخارجية الصينية آنذاك وانغ يى، قبيل زيارة قام بها العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز إلى الصين.

وأعادت بكين الكرة أثناء زيارة ولى العهد السعودى محمد بن سلمان إلى البلاد عام 2019، حيث عادت وأعلنت استعدادها للتوسط مع إيران.

وفى ديسمبر الماضى، عقدت الصين ودول خليجية قمة شهدت عقد اجتماعات وتوقيع اتفاقيات اقتصادية، إلا أن طهران انزعجت من البيان الختامى الصادر عن القمة، بعدما تطرق لقضايا إقليمية مست الجزر المتنازع عليها مع الإمارات، يقول المحلل السياسى عامر تمام إن رد الفعل الصينى على الانزعاج الإيرانى تمثل بزيارة دبلوماسية صينية لطهران، من أجل طمأنة الأخيرة بأن بكين لا تزال ثابتة على مواقفها تجاه إيران، لكنه أيضًا شكل دافعًا للمضى قدمًا فى المصالحة بين الأطراف، وذلك كى تتمكن بكين من التحرك بحرية أكبر، دون أن يتم اعتبار أى من تحركاتها تجاه أى من الطرفين بمثابة «عداء» للطرف الآخر.

فيما يرى الصحفى والمحلل السياسى السعودى سليمان العقيلى أن اعتمادية الصين على النفط السعودى بصفته أحد أكبر موارد الطاقة لبكين، وأحد أهم المرتكزات الاستراتيجية للأمن القومى الصينى يدفعان الصين للاهتمام بالمنطقة والعلاقات فيها، إلى جانب ما أعلنت سابقًا فى مبادرتها عام 2013 «مبادرة الحزام وطريق» الذى قصدت فيه تحسين الترابط والتعاون على نطاق واسع يمتد عبر القارات.

 المصالح المشتركة

وقد اتخذت الصين خطوة فى تعزيز العلاقات التجارية مع السعودية، التى أصبحت موردها الرئيسى للنفط، وزادت الصين بشكل كبير نشاطها الاقتصادى فى الشرق الأوسط فى العقد الماضى، خاصة فى استيراد النفط، إضافة إلى أهمية الشرق الأوسط فى مبادرة الحزام والطريق، وفى كونها بوابة لأوروبا وأفريقيا.

وتسعى الصين إلى الانفتاح أكثر على المنطقة العربية فى علاقة بالملف الاقتصادى، «فالصين والدول العربية من البلدان النامية، ونصيب البلدان النامية فى الاقتصاد العالمى آخذ فى الازدياد، وهذا تغيير مهم للغاية»، بحسب سون ده قانغ، مدير معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة فودان الصينية.

وأوضح سون فى مقال له، أن الدول العربية «تتطلع شرقًا» ومبادرة «الحزام والطريق» الصينية تتجه غربًا، وهذا يكشف فى الواقع عن مساعٍ حثيثة لدى الجانبين للتقارب والتواصل. فخلال العقد الماضى، شهد التعاون الاقتصادى والتجارى الصينى العربى ازديادًا مطردًا فى ظل تغيرات لم يسبق لها مثيل.

وبلغ حجم الاستثمار المباشر للصين فى البلدان العربية 23 مليار دولار فى عام 2021، بزيادة قدرها 2.6 ضعف مقارنة بما كان عليه قبل 10 سنوات؛ وبلغ حجم التبادل التجارى الصينى العربى 330.3 مليار دولار أمريكى، وهو ما يمثل زيادة قدرها 1.5 ضعف مقارنة بما كان عليه قبل 10 سنوات.

وفى الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2022، بلغ حجم التبادل التجارى الصينى العربى 319.295 مليار دولار أمريكى، وهو قريب من مستوى عام 2021 وبزيادة قدرها 35.28 % على أساس سنوى.

وتحركت الدول العربية بخطى واسعة تجاه الصين، حيث ناقش الاجتماع الوزارى لدول مجلس التعاون الخليجى فى 16 فبراير الماضى مسألة التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجى. 

وفى 2 مارس الجارى، وقعت شركة «أرامكو» السعودية خطاب نوايا للاستثمار فى مشروع مشترك لشركتى «جيلى» و«رينو» للسيارات. وفى اليوم ذاته، استضافت إدارة الأعمال التجارية لمنطقة قوانغشى ذاتية الحكم لقومية تشوانغ وغرفة التجارة فى دبى مؤتمر التعاون الاقتصادى والتجارى بين قوانغشى ودبى لعام 2023.

وأمام تزايد الاستثمارات الصينية، لم ترسل إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن أى مسئول أمريكى لحضور مؤتمر مبادرة الاستثمار المستقبلى السعودى السنوى العام الماضى.

وقالت محطة nbc الأمريكية، إن مسئولى إدارة بايدن يفكرون فى محاولة ثنى الشركات الأمريكية عن توسيع العلاقات التجارية مع السعودية، كجزء من رد الولايات المتحدة على خفض الإنتاج العالمى للنفط.

وفى المقابل عملت الصين على تعزيز العلاقات بينها وبين الشرق حتى فى خطاباتها الرسمية وليس خطواتها التجارية فقط، حيث قال وزير خارجيتها تشين قانغ، على هامش الدورة الأولى للمجلس الوطنى الـ14 لنواب الشعب الصينى، إن بكين ودول الشرق الأوسط تتمتع بتاريخ طويل من الصداقة والشراكة.

 المصالح الإيرانية

وقبل إعلان الوساطة الصينية بين طهران والرياض، أدى الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسى، الشهر الماضى، زيارة إلى الصين لتعزيز التعاون بين البلدَين، وسط التوترات مع الغرب، حيث تم توقيع العديد من اتفاقيات التعاون فى مجالات عدة، أهمها: الطاقة والأمن والبنية التحتية والاتصالات، وذلك لمواصلة تعميق وتوسيع الشراكة الاستراتيجية الشاملة.

وكانت الصين قد وقعت فى عام 2021 اتفاقية استراتيجية واسعة النطاق لمدة 25 عاماً مع إيران، التى تفرض عليها الولايات المتحدة عقوبات قاسية تخنق اقتصادها.

وتسعى بكين منذ وقت طويل إلى تعزيز علاقاتها مع طهران. وكان الرئيس شى جين بينج قد وصف إيران بأنها «الشريك الرئيسى للصين فى الشرق الأوسط»، خلال زيارة نادرة إلى البلاد فى عام 2016.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين للصحفيين، خلال زيارة رئيسى، إن بكين تريد «لعب دور بناء فى تعزيز الوحدة والتعاون مع دول فى الشرق الأوسط، وتعزيز الأمن والاستقرار فى المنطقة».

وتعد الصين أكبر شريك تجارى لإيران، كما أنها كانت أحد أكبر مشترى النفط الإيرانى، قبل أن يعيد الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب فرض العقوبات على طهران فى عام 2018، بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووى المبرم عام 2015.

وأضاف أنه فى القمة الصينية - العربية الأولى التى عقدت نهاية العام الماضى، اتفقت الصين والدول العربية على بذل جهود شاملة لبناء مجتمع صينى - عربى ذى مستقبل مشترك فى العصر الجديد، ما دفع التعاون الودى بين الصين والدول العربية قدمًا.

وفى الفترة من 7 إلى 10 ديسمبر من العام الماضى، شارك الرئيس الصينى شى جين بينج فى القمة الصينية العربية الأولى وقمة الصين - مجلس التعاون الخليجى، فضلًا عن قيامه بزيارة إلى السعودية.

استراتيجية مختلفة

فى تقرير عن التعاون الصينى العربى فى العصر الجديد الذى صدر عن وزارة الخارجية الصينية فى الأول من ديسمبر من العام الماضى أوضح أن الصين تدعم بقوة الاستقلالية الاستراتيجية للدول العربية ووحدتها واعتمادها على الذات. 

فى المقابل، ترى الصين أنه لا يوجد فراغ فى الشرق الأوسط، ولا تسعى أبدًا إلى تحقيق أى مصالح جيوسياسية، فـ«شعوب الشرق الأوسط هى التى تملك مستقبلها ومصيرها»، بحسب وزير الخارجية الصينى تشين الذى قال إن «الصين تحترم تمامًا دول الشرق الأوسط بصفتها سادة شئونها، وليس لديها نية لملء ما يسمى بالفراغ ولن تبنى دوائر حصرية فى المنطقة».

وأعرب عن رفض الصين للتدخل الخارجى فى الشئون الداخلية لدول الشرق الأوسط، مضيفًا أن بلاده ستواصل التمسك بالعدالة ودعم دول الشرق الأوسط فى السعى لتسوية سياسية للقضايا الساخنة فى المنطقة عبر الحوار والتشاور. 

وفى السياق، أشار سون ده قانغ، مدير معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة فودان الصينية، إلى أن الصين والولايات المتحدة مختلفتان، فالأخيرة تعتبر الشرق الأوسط منطقة نفوذ لها، بينما الصين لا تتنافس أبدًا على مناطق نفوذ ولا تزرع وكلاء ولا تملأ ما يسمى بـ«الفراغ»، وبالتالى فلكل من الصين والولايات المتحدة فلسفة مختلفة تجاه الشرق الأوسط.