الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

شهد افتتاح مجمع مصانع الأسمدة الأزوتية بالعين السخنة.. الرئيس السيسى: لن نسمح لأحد أن يعبث بعقول شبابنا

يومًا بعد الآخر تثبت الدولة المصرية أنه لا سبيل للنجاح سوى العمل ثم العمل، ولعل رسالة الرئيس السيسى خلال افتتاحه مجمع مصانع الأسمدة الأزوتية بالعين السخنة بالسويس بضرورة توعية الشباب وعدم تشكيكهم فيما تنفذه الدولة المصرية، حيث شدَّد الرئيس على أنه يجب أن تعمل الحكومة على توعية شبابنا وإشراكهم فى كل ما يحدث، وطالب الإعلام بضرورة تسليط الضوء على ما يتم تنفيذه خاصة فى مشروع الدلتا الجديدة.



 

استراتيجية مصر 2030

شهد الرئيس الأربعاء الماضى، افتتاح مجمع مصانع الأسمدة الأزوتية بالعين السخنة بالسويس، بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى والقائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى الفريق أول محمد زكى ووزير البترول والثروة المعدنية المهندس طارق الملا وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.

وأكد رئيس مجلس إدارة شركة النصر للكيماويات الوسيطة اللواء الدكتور إيهاب عبدالسميع، أن مجمع مصانع الأسمدة الأزوتية بالعين السخنة - الذى يتكون من 6 مصانع - يهدف إلى تحقيق استراتيجية مصر 2030، لدعم تنفيذ المشروعات القومية لتوسيع الرقعة الزراعية للدولة. 

وأضاف إنه بالأمس القريب افتتحت شركة النصر للكيماويات مصنعى الغازات الطبية والصناعية ومحطة توليد الطاقة الثلاثية بمجمع الصناعات الكيماوية فى أبورواش، واليوم تتشرف الشركة بافتتاح الرئيس السيسى لأحدث مجمعاتها الصناعية ليصبح عدد المجمعات الصناعية بالشركة 4 مجمعات (مجمع الصناعات الكيماوية بأبورواش الذى يضم 23 مصنعًا)، (مجمع إنتاج الأسمدة والكيماويات بالفيوم ويتكون من 9 مصانع)، و(مجمع إنتاج الأسمدة الفوسفاتية والمركبة بالعين السخنة ويتكون من 9 مصانع) بالإضافة إلى الوليد الجديد (مجمع إنتاج الأسمدة الأزوتية بالعين السخنة والذى يتكون من 6 مصانع لإنتاج الأسمدة الأزوتية).

قلاع إنتاجية 

بعد ذلك تم عرض فيلم تسجيلى بعنوان «قلاع إنتاجية» يستعرض المشروعات القومية للمساهمة فى تحقيق الاكتفاء الذاتى من الغذاء وتعظيم الموارد والقيمة المضافة للخدمات ومصادر الطاقة.

وأشار الفيلم إلى الرؤية الاستراتيجية المصرية للحفاظ على المنتجات الزراعية وزراعة ملايين الأفدنة من الفرافرة إلى شرق العوينات ومن محور الضبعة إلى توشكى والبيوت الزراعية ومشروعات قومية تواكب روح العصر.

وأضاف الفيلم إن شركة النصر للكيماويات الوسيطة حققت النقلة النوعية بإنتاج أجود الأسمدة الزراعية خلال 8 سنوات من القلاع الصناعية المنتجة للتقاوى والمخصبات والأسمدة داخل صروحها المتعددة، من بينها مجمع الأسمدة الفوسفاتية بالعين السخنة والذى يضم 9 مصانع أفضل جودة عالمية، لتعظيم القيمة المضافة من الفوسفات المصرى لتصنيعها فى صورة أسمدة فوسفاتية بأفضل جودة عالمية.

ولفت الفيلم إلى أكبر وأقدم القلاع الصناعية لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، حيث دخل رجال الشركة فى سباق مع الزمن على مدار سنوات لتحقيق حلم المصريين بالانتهاء من إنشاء أكبر مجمع من نوعه على مساحة 285 فدانًا، ويضم 6 قلاع صناعية للأسمدة الأزوتية للمساهمة فى تحسين التربة وضمان جودة المنتجات الزراعية.

واستعرض الفيلم مصنع الأمونيا، الذى تبلغ طاقته اليومية 1200 طن، ويستخدم الغاز الطبيعى المصرى كخامة أساسية وفق عمليات كيميائية معقدة هدفها النهائى تفاعل غازى الهيدروجين والنيتروجين تحت ظروف خاصة توفر البيئة المناسبة لإنتاج الأمونيا والتى تعتبر الخامة الأساسية لباقى مصانع المجمع.

تنمية الرقعة الزراعية 

فى كلمته خلال افتتاح مجمع مصانع الأسمدة الأزوتية بالعين السخنة أمام الرئيس السيسى، أكد وزير الزراعة واستصلاح الأراضى السيد القصير، أن الرئيس قد أولى قطاع الزراعة أهمية خاصة مع تبنى آليات ومشروعات ساهمت فى تعزيز إنتاجية المحاصيل الزراعية، خاصة الاستراتيجية منها، تدعيمًا لبناء أنظمة زراعية وغذائية مستدامة.

وقال القصير «إن بناء الأنظمة الزراعية والغذائية أصبح واحدًا من أكبر التحديات التى تواجه الدول النامية والمتقدمة على حد سواء»، لافتًا إلى أن مشكلة الفجوة الغذائية لم تعد مجرد مشكلة اقتصادية وزراعية فحسب؛ بل تعدت ذلك لتصبح قضية سياسية استراتيجية ترتبط بالأمن القومى والإقليمى، لدرجة أصبح الغذاء معها سلاحًا فى يد الدول المنتجة والمصدرة له تضغط به على الدول المستوردة لتحقيق أهداف سياسية.

وأضاف «ومن هنا ظهرت الحاجة الماسة إلى مضاعفة الجهود المبذولة من أجل تحقيق الأمن الغذائى للشعوب، من خلال تعزيز القدرة على تنمية الإنتاج الزراعى، وتحسين قدرات التخزين والتوزيع والاستدامة».

رسائل الرئيس السيسي

وتعقيبًا على كلمة وزير الزراعة واستصلاح الأراضى السيد القصير، أكد الرئيس السيسى أهمية توسيع الرقعة الزراعية فى مصر، وقال إن التوسع الأفقى بإضافة 3.5 مليون فدان فى مناطق الدلتا وتوشكى ووسط سيناء يساوى حوالى ثلث مساحة الأراضى الزراعية القديمة الموجودة فى مصر مما يساهم فى «التنمية الزراعية»، وهو ما استلزم بذل جهود ووقتًا وتكلفة كبيرة.

وأضاف الرئيس السيسى: «إننا نتحدث عن مشروع ليس بسيطًا ومتطلباته من المياه والأسمدة ضخمة جدًا بخلاف تجهيزه كمشروع»، مشيرًا إلى أن التوسع الأفقى فى الزراعة يحتاج لكميات كبيرة من المياه.

وبالنسبة لمشروعى سيناء والدلتا، قال إننا نتحدث عن معالجة مياه الصرف الزراعى من خلال محطات عملاقة، الأمر الذى يحتاج إلى أموال طائلة، مضيفًا «إننا عندما افتتحنا مجمع الأسمدة فى مايو الماضى، حيث تساءل البعض لماذا نقوم بتصدير الفوسفات الخام والآن مع افتتاحات اليوم أصبحنا نُصَنِّع الأسمدة الأزوتية ولكن الأمر كان يحتاج أولًا إلى توفير الغاز الطبيعى اللازم لتصنيع الأسمدة الأزوتية».

وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن أفضل استخدام للغاز الطبيعى ليس بيعه كوقود، وإنما إدخاله فى صناعات أخرى لتعظيم القيمة المضافة، وأشار إلى أن الاهتمام بالصناعة يتطلب نحو 800 مليون دولار لإنشاء مصانع كثيرة لتلبية الاحتياجات المحلية والتصدير، وهو الأمر الذى يأخذ وقتًا طويلًا وكان لدينا فى الماضى أولويات، حيث إن تشغيل المصانع يتطلب أولًا توفير الطاقة الكهربائية والغاز.

وأضاف الرئيس السيسي: «إننا نسابق الزمن لدخول 3.5 مليون فدان الخدمة فى أسرع وقت ممكن»، داعيًا أجهزة الدولة إلى تنظيم رحلات لشباب الجامعات والمدارس ليشاهدوا على أرض الواقع ما تم تحقيقه من مشروعات بأيدى إخوانهم على كامل مساحة مصر لكى يروا، ويتأكدوا بأنفسهم مما تحقق من إنجازات».

وتابع الرئيس السيسى «لن نسمح لأحد بأن يعبث بعقول شبابنا»، لافتًا إلى أن جامعة أسوان على سبيل المثال قامت بتنظيم رحلة لطلابها الذين زاروا توشكى ورأوا ما تم إنجازه بالفعل».

وأضاف الرئيس: «إذن علينا دور كبير ليشاهد شبابنا ما تحقق من إنجازات من خلال برامج وزيارات تنظمها الحكومة ليتفاعل الشباب مع ما يتم على أرض الواقع».

وتساءل الرئيس السيسى: هل كان لدى مصر خلال الثلاثين أو الأربعين عامًا الماضية برنامج لإضافة 3.5 مليون فدان للرقعة الزراعية؟، وقال «إننا لا نقول ذلك للنيل من أحد أو للتفاخر بما تحقق وإنما لتسجيل ما يتم بالفعل على أرض الواقع».

أرض الخير 

بعد ذلك تم عرض فيلم تسجيلى بعنوان «أرض الخير»، والذى شدد على أن التاريخ سيشهد أن أرض مصر هى أرض الخير، حيث كان هدفنا الأكبر أن نواجه التحديات، لتحقيق الاكتفاء الذاتى من الغذاء وتعود مصر سلة غذاء للعالم.

واستعرض الفيلم المشروعات الزراعية، حيث أوضح أن أول خطوة كانت استصلاح وزراعة المناطق الصحراوية فى مختلف مناطق الجمهورية، وحتى يتم التوسع فى الرقعة الزراعية بدأنا بـ 4 ملايين فدان منها 2.2 مليون فدان فى الدلتا الجديدة، وبدأنا بزراعة 350 ألف فدان منها بمشروع «مستقبل مصر» كباكورة للمشروع، واستطعنا من خلالها تحقيق وفرة فى المحاصيل من 20 إلى 30 % عن المعدل الطبيعى للإنتاج الزراعى.

وأشار إلى مشروع «توشكى الخير» وهو على مساحة مليون و100 ألف فدان، وتتميز تربته الخصبة بقلة احتياجها للكيماويات والمبيدات الزراعية والتى تعتبر من أهم صروح الأمن الغذائى، ونستمر فى سباق الزمن للانتهاء من زراعة 2.5 مليون نخلة على أراضى «توشكى الخير».

وأضاف إننا نواصل نهضتنا الزراعية فى استصلاح 650 ألف فدان فى الصعيد والوادى الجديد، بخلاف إعادة هيكلة 2.5 مليون فدان فى الريف المصرى الجديد، بالإضافة للبدء فى مشروع تطوير زراعات قصب السكر بطاقة 200 مليون شتلة سنويا.

كما نواصل جهودنا لتحديث نظم الرى للحفاظ على كل نقطة مياه عن طريق أساليب التكنولوجيا وممارسات زراعية حديثة وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعى بمحطات هى الأكبر من نوعها عالميا مثل محطة معالجة مياه بحر البقر ومحطة المحسمة، التى ستمد شريان الحياة باستصلاح حوالى 460 ألف فدان فى شمال ووسط سيناء، بخلاف تبنى برنامج لإنتاج التقاوى المعتمدة من المحاصيل الاستراتيجية والخضر التى تساهم فى زيادة الطاقة الإنتاجية.

وأكد الفيلم أن النقلة النوعية فى الزراعة كانت مع ميلاد المشروع القومى للصوب الزراعية، الذى يستهدف زراعة 100 ألف فدان من منتجات زراعية خالية من المبيدات بجودة عالمية.

ونوه الفيلم بأن كل ما سبق كان الداعم الأساسى لصادراتنا الزراعية فى فتح أسواق جديدة وصلت إلى 160 دولة بأكثر من 405 من المنتجات وصلت إلى 6.5 مليون طن سنويا، وهو أكبر رقم فى تاريخ الصادرات الزراعية.

وعلى صعيد المحافظة على المخزون الاستراتيجى للقمح، تم إنشاء 41 صومعة بـ19 محافظة نجحت فى القضاء على نسبة الفاقد فى الغلال التى كانت تخزن فى الشون المفتوحة التى كانت تصل إلى 15 و20%، كما عملت الصوامع على زيادة السعة التخزينية للقمح من مليون و200 ألف طن إلى 3 ملايين و400 ألف طن.

وفى الختام.. أكد أن مشروعات التنمية الزراعية التى تتم فى كل ربوع مصر تحقق الأمن الغذائى لكل مواطن، لتظل مصر أرض الخير.

جولة تفقدية 

عقب ذلك قام الرئيس عبد الفتاح السيسى، بجولة تفقدية فى مجمع مصانع الأسمدة الأزوتية فى العين السخنة بالسويس.. مستقلًا حافلة للمرور على منشآت المجمع، رافقه خلالها، رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.

واستمع الرئيس السيسى - فى مستهل الجولة التفقدية - إلى شرح مفصل من قبل مدير المجمع الكيميائى، الذى أوضح أنه فى أغسطس 2019 تم افتتاح المرحلة الأولى، وهى مجمع الأسمدة الفوسفاتية والمركبة بالعين السخنة بإجمالى تسعة مصانع بالإضافة إلى محطة لتحلية مياه البحر.

وأوضح أنه تم إنشاء المجمع على مساحة 285 فدانًا، وينقسم إلى جزأين، المدينة الإدارية والسكنية ومجمع المصانع، موضحًا أن المجمع يشتمل على 6 مصانع وهى مصنع لإنتاج الأمونيا السائلة بطاقة إنتاج تصل إلى 400 ألف طن سنويا، ومصنع لإنتاج اليوريا السائلة بطاقة 300 ألف طن، ومصنع لإنتاج اليوريا المحببة بطاقة 300 ألف طن سنويا، ومصنع حامض النتريك بطاقة 165 ألف طن سنويا، ومصنع لإنتاج نترات الأمونيوم السائلة بطاقة 200 ألف طن سنويا، ومصنع لإنتاج نترات الأمونيوم الجيرية بطاقة 300 ألف طن سنويًا، بالإضافة إلى المرافق الصناعية.

وعقب ذلك تفقد الرئيس السيسى، غرفة التحكم الرئيسية للمجمع، حيث استمع لشرح مفصل من مدير إنتاج مجمع مصانع الأسمدة الأزوتية الكيميائى والذى أوضح أنه يتم من خلالها التحكم فى سير جميع مراحل العملية الإنتاجية عن طريق 4 وحدات تحكم، تشمل مصنع الأمونيا، ومصنعى اليوريا السائلة والمحببة، ومصنعى نترات الأمونيوم الجيرية والسائلة، وحامض النيتريك، وأخيرًا وحدة التحكم الرابعة لصالح وحدات المرافق الصناعية، وأضاف إن غرفة التحكم تضم منظومة مراقبة الكاميرات ونظام مراقبة الإطفاء والحريق ووحدة متابعة لمدير وحدة التحكم.

وتوسط الرئيس السيسى صورة تذكارية ضمت رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى والفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، ووزير البترول طارق الملا وعدد من الوزراء والمسؤولين بشركة النصر للكيماويات الوسيطة.