الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أرجوك طلقنى!

إنما للصبر حدود.. ولهذا قررت الثورة والانقلاب.. على السُّلطة الغاشمة لحضرة الزوج.. الذى يعتقد أنه المندوب السامى.. والممثل الشرعى والوحيد للجنس البشرى.. فيتعامل معها من طرف أنفه.. لا يشركها فى تفاصيل حياته.. لا يطلعها على أسرار تحركاته.. يتصور أنه مبعوث للعناية الإلهية.. طلباته أوامر لا تُرَد.. رغباته قوانين لا تقبل النقض والاستئناف.



 

وحتى أخطاؤه وعثراته وسلبياته.. لها ما يبررها ويفسّرها ويقلل من قسوتها.. ويهوّن من آثارها.. وينقلها من خانة السيئات إلى قائمة الحسنات والإيجابيات! هو يواجه الدنيا والعالم بأسلوب الحاكم بأمره؛ على اعتبار أنه ثروة ونفوذ ووسامة ومركز مرموق.. وشهرة كما شهرة الأهرامات وعجائب الدنيا السبع.. ولهذا يتحرك ويتصرف وينام ويقوم وهو متأكد من ولائها وخضوعها له.. واحترامها غير المحدود لقوانينه الخاصة.. وتنفيذها بدقة لتعليماته ورغباته.. وخضوعها بغير قيد أو شرط لأهوائه وطقوسه!

هو متأكد تمامًا لخضوعها لمناطق نفوذه.. وقد اختارها بعناية لتكون شريكة حياته.. وقد انطبقت عليها جميع المواصفات المطلوبة؛ طبقًا لكراسة المواصفات.. والكتالوج الذكورى.

فقيرة.. منكسرة.. لا تملك سوَى الموافقة على كل ما يقول.. لا تطمح سوَى فى الاستقرار والانزواء فى بيت رجُل مُهم.. ليست لها طلبات.. لا توجد تطلعات.. لا تسعى للسيطرة والهيمنة.. لا تقدر على المواجهة.. لا تقول ثلث الثلاثة كام!

من هنا جاءت المفاجأة.. وقد فاض بها الكيل.. وقد اشتاقت الأسيرة إلى شمس الحرية.. فقالت للسجان لا.. رفعت راية حمراء.. وإشارة مرور بلون الدم تقول له: قف عندك.. والزم حدودك.. أنت لا تستطيع شراء حبى واحترامى.. رغم الفلوس الكثيرة.. ورغم النفوذ الكبير.

ورغم الوظيفة الميرى والمركز المرموق؛ لكنك لم تستطع ترويض الوَحْش الكامن داخلك.. لم تُخضع الحيوان فى أعماقك للمنطق والأصول.. والتعامل بالحُسنى.. لم تعلمه الأدب!

أنت تصورت أننى لن أعترض أبدًا.. على اعتبار أننا رعايا لا مواطنين أحرارًا فى مملكتك الخاصة.. التى خلقها خيالك.. تتحكم فى كل فرد فيها.. فمتى استعبدتم الزوجات وقد ولدتهن أمهاتهن أحرارًا؟!

مولاى.. لسنا رعايا.. ولسنا جوارى.. ندور فى فلك حضرتك.. نسمع الكلام وننفذ الأوامر.. ونتمنى الرضا.

مولاى.. أعطنى حريتى أطلق يدَيّا.. وأرجوك طلقنى!