الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

سيدة الشربينى من الهندسة الوراثية إلى تأهيل ذوى الهمم

لم  يكن يُخيّل لها أن تُرزَق فى أحد الأيام بابن من ذوى الهمم ليكون فى حياتها بمثابة عصا سحرية للتغيير فتتحول من ربة منزل ترعى أولادها إلى رائدة اجتماعية وراعية لذوى الهمم، هى «سيدة الشربينى» إحدى المُلهمات اللاتى حصلن على التكريم من قرينة الرئيس السيدة انتصار السيسى فى اليوم العالمى للمرأة..



 فى حوار خاص لـ«روزاليوسف» تسرد «الشربينى» قصتها الملهمة لننقلها إلى العالم.. أنا مهندسة متخصّصة فى علوم الهندسة الوراثية عشت فى مصر الجديدة وتزوجت فى مدينة السويس منذ 34 عامًا. رُزقت بفتاة 31 عامًا وشاب 28 عامًا، ولكن منذ 25 عامًا رزقت بإسماعيل كان بمثابة التغيير فى حياتى، فبَعد إنجابه فوجئت بالطبيب يخبرنى أن ابنى متأخر عقليًا، كلمة مؤلمة تسببت لى فى صدمة عصبية وكنت أراجع دائمًا طبيبة الأطفال خاصتنا وقامت بفحص ابنى وأخبرتنى بكل حزن أن نتائج الفحص تشير إلى أن ابنى مصاب بمتلازمة داون ودفعتنى للتحرك.

فذهبت بَعد ولادتى بيومين للمركز القومى للبحوث وانتظرنا 3 أسابيع واستمر التوتر حتى خرجت بالنتيجة أنه مصاب بمتلازمة داون.. كنت يوميًا أذهب من السويس للقاهرة لعمل جلسات تدخل مبكر للطفل، علاوة على التزاماتى المنزلية تجاه زوجى وأبنائى وهو ما كان مرهقًا.. استمرت رحلة العلاج لمدة سنتين ذهابًا وإيابًا من القاهرة للسويس ورعاية الأبناء.. وتتابع: «أخبرتهم بحاجتى لمكان لا تضطر الأمهات فيه للبهدلة، وذلك نابع من شعورى بالأمر، وقررت تدشين مكان لائق وقمت بمراسلة المدارس فى الداخل والخارج لم أجد المكان الذى يليق بوضع ابنى ويناسب باقى الأمهات.. بعد الكثير من الزيارات قررت عمل مكان فيه كل ما أريد أماكن للتدخل المبكر وجلسات للعلاج وأيضًا مكان للأنشطة الفنية والثقافية كأنه مدرسة عادية».

وتستطرد: «وبدأت بحملة جمع تبرعات مناشدة الشركات والجهات الكبيرة كنت أخبرهم بقصتى، وبدأت التبرعات تتوالى وبدأت فى تصميم المكان لكى يكون مناسبًا لتأهيل الأطفال فى كل المراحل التعليمية، وحتى إذا رغب فى العمل بعد التخرُّج. وأيضًا يكون بإمكان الأطفال ممن فقدوا أسرهم أو أصبحت عائلتهم غير قادرة على رعايتهم العودة للمكان مرّة أخرى فيكون به دار إقامة لأبناء المركز ممن تم تأهيلهم وتعليمهم داخل المركز.. وفى الوقت نفسه كنت أخاطب الجهات المعنية للوقوف بجانبى كى لا يغلق المكان، وكنت دائمًا أذكّر نفسى أننى كلفت برسالة خدمة ذوى الاحتياجات الخاصة فى محافظة السويس ومدن القنال وسيناء أو أى طفل احتياجات خاصة.. حاولت نشر الوعى والوصول للأماكن النائية، وكانت الأسر دائمًا محل اهتمامى ووفرنا كل شىء. كان 80 % من أهالى المؤسّسة غير قادرين ماديًا».

وعن مشاعرها عندما تم تكريمها من السيدة انتصار السيسى تقول: «فوجئت يوم الخميس الماضى باتصال يخبروننى أننى سيتم تكريمى على يد السيدة حرم الرئيس، وكانت مفاجأة بالنسبة لى وانتابتنى فرحة الأطفال. شعور آخر عندما يتم تكريم الشخص من الدولة ومن حرم الرئيس. هى سيدة جميلة وطيبة ومحترمة وشبه الكثير من السيدات المصريات. فرحتى كانت لا توصف أننى أمامها. كلامها معنا كان مليئًا بالدفء وأنا كنت أول من تحدثت فكنت متوترة، لكن ما إن تحدثت حتى وصفت سعادتى وفرحتى بالتكريم وقلت لها فى النهاية: «ربنا يجبر بخاطرك أنت جبرتى بخاطرنا كلنا»، فقالت لى: «أنت جميلة وملهمة وأنا معجبة بك جدًا».. كلماتها أعطتنى دفعة للأمام».

وختمت حديثها قائلة: «التكريم تاج على رأسى وسعيدة به جدًا وأدين بالفضل فى هذا لإسماعيل ابنى الذى حوّلنى من ربة منزل لسيدة تواجه ولا يزال الأمر مبكرًا. الآن جمعية الصفاء تخدم ما لا يقل عن 150 شابًا وفتاة من عمر يوم يمرون بجميع مراحل التأهيل حتى الوصول للورش المتنوعة، والأولاد يشاركون فى ألعاب رياضية من أجل الترفيه، ويحبون السباحة، والآن أمنيتى أن أقدّم لهم حمّام سباحة وأن أكمل المبنَى ورسالتى معهم.