الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بعد تكريمها فى مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير: سماء إبراهيم: أرفض استغلال نجاح الشخصية ولا أؤمن بمبدأ الندم

بـ«رضا» شديد وعشق للفن استطاعت الفنانة «سماء إبراهيم» تحقيق نجاحاتها فى عالم الدراما خلال السنوات القليلة الماضية.. وذلك رغم إنها ابنة الفرق المسرحية الاسكندرانية والتى كانت تعمل بالفن منذ طفولتها، إلى أن تغيرت الأحوال فدخلت قلوب الجماهير مؤخرًا بأدوار قدمتها بأداء تلقائى واستثنائى.. وقد وقع اختيار إدارة مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير على «سماء إبراهيم» هذا العام ليتم تكريمها.. وخاصة أنها من أكبر الداعمين للأفلام القصيرة.



«روز اليوسف» حاورتها حول التكريم وسبب تأخر شهرتها وتاريخها المسرحى..

 فى البداية.. كيف تشعرين بهذا التكريم؟

- أولا، أشكر الله كثيرًا على كل هذا الكرم وأنه منحنى حب الناس والذى يحملنى مسئولية كبيرة حيال ما أقدمه.. وهذا التكريم مميز كثيرًا لى أولا لأنه تم بداخل مدينتى الإسكندرية كما أننى تسلمته على مسرح سيد درويش.. هذا المسرح الذى كان شاهدًا على بداياتى ولدى ذكريات كثيرة داخل كواليسه وجدرانه وكنت أشاهد أعمال أخى الفنان الراحل «أيمن الخياط» على خشبته مما جعله مكانًا خاصًا جدًا لى. أما ثانى ميزة فهى مقابلتى لجمهور الإسكندرية وأيضًا زملائى القدامى الذين جاءوا لتهنئتى بعد سنوات من الكفاح معًا.

كيف جاءت فكرة تحولك من المسرح إلى السينما القصيرة؟

- الأفلام القصيرة تدعم الفنان وليس العكس، وقد استفدت منها كثيرًا فهى تعطى للفنان مساحة للتجربة والإبداع.. وكنت أشارك طوال الوقت فى تجارب شبابية هنا فى الإسكندرية كانت كلها تقريبًا مهمة ولكن للأسف لم نكن ندرك قيمة التوثيق وقتها فأغلبها أصبح غير متواجد. ولكن أول فيلم قصير احترافى لى هو (الـ3 ورقات) مع المخرج «أكرم فريد» عام 2000.

 ما أكثر فيلم قصير أثر بك كثيرًا؟

- كل التجارب كانت مؤثرة ومهمة، ولكن لو تحدثنا عن التأثير الجسدى والإرهاق، فهناك فيلم (مريم والشمس) والذى كانت تدور أحداثه فى مدينة أسوان عن المدارس المدنية وكنا نصور رحلة الطلبة الصغار يوميًا فى تنقلهم بين القرى للوصول لإحدى المدارس التى تبعد مسافات عن منازلهم. أما بالنسبة للتأثير النفسى فكان فيلم (خيوط الشمس) ضاغطًا للأعصاب بشدة وقت التصوير لأننى أقوم بدور سيدة متوفاة وبدأت تكتشف الحقيقة التى كان يخفيها عنها أبناؤها. 

 ما الذى يمثله المسرح بالنسبة لك؟

- المسرح بالنسبة لى عملى وشغفى المشبع، وحتى الآن عندما أشعر بأننى أريد بعض الحماس والطاقة أقدم عرضًا مسرحيًا أو على الأقل أذهب لمشاهدة أحد العروض لكى أستنشق هواءه.. فالمسرح يمنح لى لقاءً حيًا مع الجمهور ولم يكن لى هدف طوال حياتى فى احتراف العمل الدرامى بشكل خاص أو الشهرة.

 ألم تلاحظى أن شهرتك تأخرت قليلا فى الدراما؟

- كما قلت، فالمسرح كان يعوضنى عن كل شىء. ولكن فى فترة ما بدأت الأوضاع المسرحية تختلف وأصبح الجمهور يذهب لمسرح نجومه المفضلين بدون النظر للمحتوى. فكان على اللجوء لباب الكاميرا بمسئولياته ومميزاته وعيوبه، لكى أعود للمسرح بقوتى وأقدم العروض التى أحلم بها والتى لا تعتمد على نجومية أحد أو احترافه ولكنها تجمع محبى الفن والإبداع، فكان علىَّ وقتها العودة لقرار احتراف التمثيل والتحاقى بالمعهد العالى للفنون المسرحية والذى قمت بتأجيله عدة سنوات حتى تخرجت فى دفعة 2020.. فكل ما مررت به فى حياتى كان بمثابة علامات مضيئة لطريقى وكل شىء كان وفقًا لإرادة الله.

 هل اعتذرت عن دور من قبل وندمت عليه؟

- أنا لا أحب الندم، ولا أملك هذا المبدأ لأننى مقتنعة أنه حتى لو كان اختيارك خطأ فهو أمر الله ومقدره لك. وكل طريق سلكته سواء باحتراف التمثيل أو الابتعاد عنه لفترة كان أمرًا طبيعيًا وأضاف لى ولطاقتى. فمثلا عندما عرض علىَّ المخرج أحمد الجندى دور «زينب» فى مسلسل «موضوع عائلى» رفضته فى البداية بسبب تخوفى من حدوث تداخل لدى الجمهور بين شخصية «رئيفة» فى مسلسل ما وراء الطبيعة وبين زينب، ولكن تمسك المخرج أحمد الجندى بي. وعندما عقدنا جلسات العمل وجدنا تفاصيل مختلفة بين الشخصيتين.

 هل تهتمين بوضع بصمتك وتفاصيلك الشخصية على الشخصيات التى تقدمينها؟

- كل شخصية يجب أن يكون لدينا الوعى الكامل بالعمل عليها وعلى أبعادها وعلى تاريخها، فمثلا شخصية أم جابر فى مسلسل «طايع» كان يجب أن نقدمها بشكل مختلف وكان علىَّ إدراك البعد التاريخى الذى يجعلها تكره السيدة أم طايع بهذا الحد.. وهناك فكرة أخرى هى «صدق لكى تتصدق» فعندما أتعايش مع هذه الشخصية وأصدقها سأقدمها بصدق للجمهور.. ولكن هناك شخصيات «كراكترات» لا أضف إليها شيئًا، فهى تكون كل كبيرة وصغيرة مكتوبة على الورق وفى النهاية الأمر كله يعود لمخرج العمل وتوجيهاته.

 هل اختلفت معايير اختيارك للأدوار خلال الفترة الأخيرة؟

- أنا لدى حرية الرفض وليس الاختيار أى أننى أقوم برفض الأدوار التى لا أشعر بها ولن تضيف لى شيئًا ما مختلفًا عما قدمته. فأكثر ما أهتم به هو ألا أكرر نفسى وأن أقدم أدوارًا متنوعة فى حدود المعروض على.. ولكنى أعمل على تكوين مشروعاتى الخاصة مثل إعادة تقديم عرض المونودراما المسرحى «أنا كارمن» للسينما حيث أعكف على كتابته حاليًا لأنه أحد أحلامى التى أتمنى أن تتحقق.

 ما أكثر دور قدمتيه وكان يشبه سماء إبراهيم كثيرًا؟

- دور «زينب» فهو أثر بى بشكل كبير لأن علاقتى بأخى أيمن رحمه الله كانت قريبة من قصة زينب وإبراهيم. فعلى الرغم من أن أيمن كان يكبرنى بخمسة أعوام فقط إلا أننا كنا نتعامل كأننا توأم.. وهو أستاذى ومعلمى فى الحياة والذى دعم موهبتى وآمن بها منذ البداية.. لذلك كان تصوير مشاهد زينب وأخيها صعبة علىَّ نفسيا. 

 حدثينا عن مشاركاتك الدرامية بشهر رمضان المقبل؟

- أقوم حاليًا بتصوير 4 أعمال، ومنها (مذكرات زوج) وهو عمل كوميدى أقوم فيه بدور حبيبة الفنان «خالد الصاوى». وأيضًا أشارك بمسلسل (بابا المجال) مع المخرج «أحمد خالد موسى» و(حمدلله على السلامة) مع المخرج «عمرو صالح». أما شخصية «الكبيرة فحت» فتعود فى الموسم السابع من مسلسل (الكبير أوى).

 بعض الفنانين يحبون استثمار نجاح «الشخصية الكاركتر» فهل تفكرين فى استخدام نجاح شخصية مثل «الكبيرة فحت»؟

- مخاطرة كبيرة جدًا، فاستقطاع الشخصية التى نقدمها خارج المجتمع الذى تعيش فيه أو إطارها الدرامى مغامرة كبيرة قد لا تنجح.. لأنك تراهن على نجاح شخصية فى عمل ما ونقوم بفصلها من هذا العمل تمامًا بفريقه وتحويلها لقصة جديدة والاستفادة من الإفيهات ولزماتها مع وضعها فى بيئة ووضع درامى جديد قد لا يستوعبه الجمهور.