السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

المعجزات الإلهية تقول كلمتها إنقاذ ضحايا بزلزال تركيا وسوريا بعد مرور أكثر من 200 ساعة

رغم بدء تلاشى الآمال فى العثور على أحياء تحت الأنقاض جراء الزلزال الذى ضرب تركيا، فإن المعجزات الإلهية ما زالت تقول كلمتها حيث تمكنت فرق البحث والإنقاذ فى تركيا، من إنقاذ الكثير من الأطفال والنساء بعد مرور أكثر من 200 ساعة على وقوع الزلزال. وقد أعلنت السلطات التركية اعتقال المئات من مقاولى البناء جراء سقوط عدد كبير من المنازل بسبب الزلزال.



وقد أطلقت الأمم المتحدة نداءً طارئًا لجمع نحو 400 مليون دولار لمساعدة ضحايا الزلزال فى سوريا على مدى ثلاثة أشهر، فيما شبهت خبيرة جيولوجية أمريكية زلزال تركيا وسوريا بأكبر تجربة نووية من نوعها فى العالم.

 

وقال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة «أُعلن أن المنظمة الدولية أطلقت نداءً إنسانيًا لجمع 397 مليون دولار للسكان الذين وقعوا ضحايا الزلزال الذى اجتاح سوريا. ستغطّى المساعدات فترة ثلاثة أشهر»، لافتًا إلى أن المنظمة تعمل على إطلاق نداء مماثل للتبرع لضحايا الزلزال فى تركيا. ودعا غوتيريش كل الدول الأعضاء إلى «تمويل كامل ومن دون تأخير» لهذه الجهود من أجل تأمين «مساعدة إنسانية يحتاج إليها نحو خمسة ملايين سورى، تشمل المأوى والرعاية الطبية والغذاء».

وفى تركيا، تعمل جميع أجهزة الدولة لدعم الأسر المتضررة جراء الزلزال المدمر الذى ضرب البلاد، وقال سليمان صويلو وزير الداخلية التركى إن عدد المبانى المهدمة جراء الزلزال كبير جدًا، مؤكدًا أن الدولة ستقوم بتسليم المتضررين مبان جديدة خلال عام من الآن، وفى إطار الاستجابة السريعة تم إنشاء الخيام لإيواء المتضررين، وتقديم الطعام لهم.

ولفت إلى أن المستشفيات تعمل بجهد كبير بجميع فرقها لعلاج المصابين، مضيفًا أن فرق الإنقاذ البالغ عددها 215 فرقة فى كهرمان مرعش وحدها ما زالت مستمرة بالبحث عن ناجين.

وفى ولاية أدمان التركية، تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال رجل يبلغ من العمر 77 عامًا قضى أكثر من 212 ساعة تحت الأنقاض.تأتى عملية الإنقاذ فى وقت تسارع فيه فرق البحث من مختلف الدول، للعثور على ناجين بعد مرور أكثر من أسبوعين على الزلزال المُدمّر الذى ضرب جنوب تركيا وشمال غرب سوريا.

وقد أظهر مقطع فيديو لحظة إنقاذ طفل يبلغ من العمر 12 عامًا بعد 182 ساعة تحت الأنقاض فى هطاى التركية، وظهر رجال الإنقاذ وهم يخرجون الشاب ويبدو منهكًا وبلا حراك، ليقوموا بتغطيته خوفًا عليه من البرد تجهيزًا لنقله إلى المستشفى لتلقى العلاج. كذلك، تم إنقاذ رجل فى نفس المدينة من تحت الأنقاض بعد 183 ساعة من الزلزال الكارثى.

كما تم الإعلان عن إنقاذ فتاة فى العاشرة من العمر من تحت الأنقاض بعد 184 ساعة فى كهرمان مرعش التركية.

فيما أكد منسق الأمم المتحدة للإغاثة مارتن غريفيث، أن مرحلة عمليات الإنقاذ بعد الزلزال الذى ضرب تركيا وسوريا «تقترب من نهايتها»، وأن الحاجة الماسة ستصبح توفير الملاجئ والطعام والتعليم والرعاية النفسية والاجتماعية.

 معجزة ألمانية

بعد بقائها نحو 104 ساعات تحت الأنقاض بعد الزلزال المدمر، أنقذ فريق إنقاذ ألمانى امرأة فى بلدة كرخان بولاية هاتاى. رئيس فريق الإنقاذ وصف الحادثة بـ«المعجزة».

وبعد أن نقل عمال طوارئ ألمان زينب كهرمان (40 عامًا) بعناية على نقالة من بين الكتل الخرسانية المحطمة وأسياخ البناء المتشابكة التى بقيت من المبنى فى بلدة كرخان بولاية هاتاى إلى سيارة إسعاف، قال رئيس فريق الإنقاذ ستيفن باير: «الآن أنا أؤمن بالمعجزات». وأضاف: «يمكنكم مشاهدة الناس يبكون ويتعانقون. إنه لأمر يبعث على الارتياح الكبير أن تخرج هذه المرأة فى ظل هذه الظروف بهذه الحالة. إنها معجزة».

وأكدت منظمة «آى إس أى أر» الألمانية غير الحكومية على تويتر أن «فريق إغاثة استغرق 50 ساعة لشق طريق عبر الركام للوصول إلى هذه المرأة»، مضيفة أن المرأة وضعت فى عهدة أطباء «على الفور»، وحالتها «مستقرة»، وفقًا للمنظمة. وقال المتحدث باسم المنظمة غير الحكومية ستيفان هاين لوكالة فرانس برس إن «عملية الانقاذ كانت معقدة جدًا لأنّ الممر كان ضيقًا جدًا»، مؤكدًا أنّ «العمل تم بالسنتيمتر باستخدام كسارات صخور». وأضاف: «بقيت المرأة على بطنها لفترة طويلة، بالقرب من أقاربها المتوفين». وأكد العضو فى المنظمة غير الحكومية المتخصصة بمساعدة ضحايا الكوارث الطبيعية «بالنسبة لنا أيضًا، كان هذا التدخل فريدًا»، وأضاف: «لم يسبق لنا التواصل مع شخص تحت الأنقاض لفترة طويلة إلى هذا الحد».

وبينما استلقت كهرمان على النقالة وتم وضع ذراعيها على صدرها مع حماية عينيها من الضوء المفاجئ بنظارات داكنة. نظرت شقيقتها الصغرى زبيدة إلى عضو فى الفريق الألمانى الدولى للبحث والإنقاذ واحتضنتها. وقالت مدربة كلاب الإنقاذ تمارا ريتر بينما كانت الحشود تصفق: «نجت المرأة. لم تستسلم». وقالت أسرة كهرمان لرويترز هذا الأسبوع إنها انتظرت يومين حتى يصل رجال الإنقاذ بعد الزلزال.

وكان عمال الإنقاذ الألمان قد تواصلوا مع زينب بينما كانت لاتزال على عمق كبير تحت الأنقاض وأوصلوا لها المياه من خلال خرطوم. وفى مرحلة ما، ساعدوا زبيدة على النزول على سلم قريب من موقع شقيقتها للتحدث معها. وصمدت زينب لفترة تخطت 72 ساعة التى يعتبرها الخبراء حاسمة للعثور على ناجين تحت الأنقاض. ويتم إنقاذ أكثر من 90 بالمئة من الناجين من الزلزال فى غضون ثلاثة أيام من وقوع الكارثة. وقد تتفاوت هذه المدة إلى حد كبير جراء الطقس وتواتر الهزات الارتدادية وسرعة وصول المساعدات إلى مكان الحادث.

كما تمكنت فرق إنقاذ من الجيش التركى وعمال المناجم فى منطقة زونغولداق، فى مقاطعة أديامان، من إنقاذ الشاب محمد جعفر تشتين، البالغ من العمر 18 عامًا، من تحت الأنقاض. وقدم له المسعفون المحاليل الوريدية قبل محاولة استخراجه من المبنى الذى شهد انهيار المزيد من أجزائه أثناء عمل رجال الإنقاذ.

وقام المسعفون بتركيب دعامة للرقبة له، وكان على نقالة مرتديًا قناع الأكسجين، ليخرج إلى الضوء بعد 199 ساعة تحت الأنقاض.

بجانب ذلك، تم إنقاذ 3 أشخاص من تحت الأنقاض بعد مرور حوالى 198 ساعة على الزلزال، 

وفى ولاية كهرمان مرعش، نجحت فرق البحث والإنقاذ فى إخراج شقيقين من تحت الأنقاض حيث تمكنت فرق الإنقاذ من الوصول إلى الفتى محمد أنس ينينار، البالغ من العمر 17 عامًا، وشقيقه باقى، البالغ من العمر 21 عامًا، من تحت أنقاض المبنى الذى كانوا يقطنونه فى حى «ستوتشو أمام» بقضاء دولقدير أوغلو.

وظهر محمد أنيس ملفوفًا فى بطانية حرارية أثناء نقله إلى سيارة إسعاف، بينما تعانق العشرات من رجال الإنقاذ والجنود الأتراك الذين يعملون فى الموقع وصفقوا بعد إنقاذهما.

ولم تتضح الظروف الصحية للشقيقين اللذين تم إنقاذهما، غير أنه تم نقلهما مباشرة إلى المستشفى لتلقى العلاج.

 رضع ومسنون

وانتشلت فرق الإنقاذ فى هاتاى التركية مسنًا يبلغ من العمر 67 عامًا بعد مرور 185 ساعة على الزلزال المدمّر، كما انتشلت صبيًا فى الثالثة عشرة من عمره، بعد أن أمضى 182 ساعة تحت الأنقاض.

ومن بين من تم إنقاذهم طفلة عمرها 4 سنوات، وذلك بعد مرور 178 ساعة من الزلزال وفق ما أعلن وزير النقل التركى، الذى أشار إلى أنه تم إنقاذها من تحت الإنقاض فى منطقة أديامان التركية.

كما تم انتشال سيدة على قيد الحياة من تحت أنقاض مبنى فى ولاية هاتاى التركية بعد 176 ساعة على الزلزال. وبعد 140 ساعة تم إنقاذ رضيع «7 أشهر»، من تحت الأنقاض من بين ركام مبنى منهار فى منطقة أنطاكيا فى هاتاى، جنوب تركيا.