السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تضامن الأشقاء مصر العروبة سند قوى وقت الأزمات

قبل أيام وتحديدًا فى 4 فبراير، استيقظ العالم أجمع على فاجعة الزلزال المدمر الذى ضرب تركيا والشمال الغربى السورى،  ليشهد العالم أجمع فاجعة جديدة يدفع ثمنها الآلاف من شعبى البلدين، فعداد الموتى لا يتوقف، وصراخ الأبرياء من تحت الأنقاض لا ينقطع، فضلًا عن آلاف المصابين والذين لم يعد لديهم مأوى فى فصل الشتاء البارد، هذا الأمر استدعى اتحاد قوى العالم أجمع لتتسابق فى إرسال المعونات وفرق الإغاثة وتنحى خلاف الماضى جانبًا، فهذا الوقت يجب أن تنتصر فيه الإنسانية على الخلافات السياسية.



وكعادتها مصر الشقيقة الكبرى كانت لها الأسبقية فى توجيه مساعدات عاجلة لضحايا سوريا وتركيا،  وأمر الرئيس عبدالفتاح السيسى سريعًا بإرسال المساعدات دون الاكتراث لأى من التحذيرات أو العقوبات الغربية على سوريا.. وهذه هى مصر الدائمة التى لا تتريث فى تقديم يديها لأى من أشقائها العرب أو حتى فى العالم، وستبقى مصر دائمًا راعية لهذه المبادئ مهما اختلف الزمان أو الأوقات.

 قرار رئاسى

وخلال ساعات معدودة، من وقوع الكارثة الأليمة، أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسى اتصالين هاتفيين مع نظيريه السورى بشار الأسد، والتركى رجب طيب إردوغان. قبل ذلك كان وزير الخارجية المصرى سامح شكرى قد أجرى اتصالين بنظيريه فى البلدين، فى خطوة استهدفت تقديم واجب العزاء فى ضحايا الزلزال.

اتصال الرئيس السيسى بنظيره السورى،  هو الأول من نوعه بين الرئيسين؛ بل الأول لرئيس مصرى مع نظيره السورى منذ أكثر من عقد. وقال المستشار أحمد فهمى،  المتحدث باسم الرئاسة، إن الرئيس السيسى أعرب عن خالص التعازى فى ضحايا الزلزال المدمر، كما عرض تقديم مساعدات إغاثة لسوريا. وتوجهت بالفعل طائرات تحمل مساعدات إغاثية للمناطق السورية المتضررة.

من جانبه، أعرب الرئيس السورى عن امتنانه لهذه اللفتة الكريمة من الرئيس السيسى،  مؤكدًا اعتزاز سوريا بالعلاقات التاريخية والأخوية التى تربط البلدين وشعبيهما الشقيقين.

كما جاء اتصال الرئيس السيسى بنظيره التركى ليكون الأول كذلك بعد المصافحة بينهما على هامش المباراة الافتتاحية لكأس العالم لكرة القدم بقطر، فى نوفمبر الماضى،  والتى جاءت بعد سنوات من التوتر بين البلدين.

وقدم الرئيس التركى الشُكر للرئيس السيسى على المشاعر الطيبة، مشيرًا إلى أنها تؤكد عمق الروابط التاريخية التى تجمع بين الشعبين المصرى والتركى الشقيقين.

كما أجرى سامح شكرى وزير الخارجية اتصالًا مع وزير خارجية تركيا «مولود تشاووش أغلو»، وذلك لتقديم العزاء لحكومة وشعب تركيا فى ضحايا الزلزال المروع الذى تعرضت له تركيا، ونقل خالص التمنيات بالشفاء العاجل للمصابين.

وأوضح المتحدث باسم الخارجية، أن وزير الخارجية أخطر نظيره التركى أن مصر قررت توجيه مساعدات إغاثية عاجلة تضامنًا مع الدولة التركية والشعب التركى الشقيق فى مواجهة تداعيات تلك الكارثة، متمنيًا نجاح جهود الإنقاذ الجارية.

واختتم السفير أبوزيد تصريحاته، مشيرًا إلى أن وزير خارجية تركيا تلقى اتصال السيد سامح شكرى بكل تقدير وامتنان، معربًا عن شكر بلاده للتضامن الذى أظهرته مصر مع تركيا فى هذه الكارثة المروعة.

وقد أعلن القائم بأعمال السفير التركى فى القاهرة، صالح موتلو شن، وصول طائرتين عسكريتين مصريين محملتين بالمساعدات إلى بلاده.

ونشر القائم بأعمال السفير التركى فى القاهرة على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك صورة للمساعدات المصرية  وعلق عليها قائلًا: «وصلت طائرتان عسكريتان مصريتان تحملان مساعدات طبية إلى مطار أضنة».

وفى وقت سابق، كان «شن»، قد وجه الشكر لمصر وحكومتها على التعاون الذى أبدته وزارة الخارجية فى هذا اليوم الأليم والصعب.. جاء ذلك تعليقًا على بيان وزارة الخارجية عن تعازى مصر وتضامنها مع الشعبين التركى والسورى،  لمن فقدوا أرواحهم فى الزلزال المدمر الذى وقع فى تركيا وسوريا وبعض دول منطقة شرق المتوسط.

وبعد ساعات معدودة، أمر الرئيس عبدالفتاح السيسى بفتح المجال الجوى مع سوريا لإرسال 5 طائرات عسكرية محملة بمساعدات طبية عاجلة لدمشق وأنقرة.

 «العالم نسى سوريا»

وعلى مدار أيام وتتدفق المساعدات الإنسانية على سوريا وتركيا، ورغم أنه فى الأيام الأولى كان هناك بعض التسييس للأزمة خاصة لسوريا الشقيقة، حيث قال مسئول بمنظمة الصحة العالمية إن «العالم نسى سوريا.. بصراحة، وأعاد الزلزال تسليط الضوء عليها». وأضاف، «الملايين فى سوريا يعانون منذ سنوات فى ظل ما بات أزمة منسية».

وكانت وزارة الخزانة الأمريكية أعلنت عن إعفاء التعاملات المالية والمساعدات الإغاثية لدمشق من عقوبات قانون «قيصر» لمدة ستة أشهر، الذى كانت تطبقه واشنطن بتشدد كبير، وذلك بعد مناشدات لرفع العقوبات العالمية على النظام السورى لإيصال المساعدات لمنكوبى الزلزال، ثم تدفقت المساعدات إلى دمشق التى تولت نقلها إلى المناطق المنكوبة الواقعة تحت سيطرة الحكومة، فيما بقيت المناطق المنكوبة فى شمال غربى البلاد بلا مساعدات حتى اليوم الرابع بعد الزلزال، حين وافقت دمشق على تسهيل انتقالها من المعابر المغلقة منذ أعوام بفعل الحرب الدائرة لأكثر من عقد.

التكاتف العربى

ثم جاء التكاتف العربى المتكامل للوقوف أمام الفاجعة، حيث أرسل العراق طائرة عسكرية محملة بـ70 طنًا من المواد الإغاثية فى اليوم الأول من الزلزال، كما أرسل قافلة تضم 28 صهريجًا محملًا بالوقود، أتبعها بمساعدات أخرى.

بدوره بادر لبنان، كونه من الدول المجاورة لسوريا، رغم ما تمر به البلاد من صعوبات، بإرسال فريق من الصليب الأحمر وفوج إطفاء ودفاع مدنى وفريق هندسى للمساعدة فى عمليات رفع الأنقاض والبحث عن ناجين، كما تم إعفاء أى حمولات من المساعدات لسوريا، تمر عبر مطار بيروت ومرفأ طرابلس من الرسوم والضرائب.

بدوره، أعلن الأردن عن إرسال 5 طائرات إغاثية إلى سوريا وتركيا محملة بمعدات إنقاذ وخيام ومواد لوجستية وطبية ومساعدات إغاثية وغذائية ومنقذين أردنيين من فريق البحث والإنقاذ الدولى،  وأطباء من الخدمات الطبية الملكية.

وتبرعت الكويت بـ15 مليون دولار لدعم الجهود الإغاثية ولتخفيف المعاناة الإنسانية عن المتضررين فى سوريا.

كما قامت المملكة الأردنية لاحقًا بتسيير قوافل مساعدات برية إلى جميع المناطق المتضررة فى سوريا، والأربعاء، زار وزير الخارجية الأردنى أيمن الصفدى،  العاصمة دمشق فى أول زيارة من نوعها بين الجارتين منذ اندلاع الحرب فى 2011.

من جانبها، أعلنت السلطة الفلسطينية عن إرسال فريق للتدخل والاستجابة العاجلة إلى سوريا للمشاركة فى جهود الإغاثة بسوريا.

وفى غزة أطلقت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينى حملة للتبرع بالدم فى القطاع، لصالح جرحى الزلزال فى تركيا وسوريا.

كما أطلقت المملكة العربية السعودية حملة شعبية عبر منصة «ساهم» تحت شعار «عطاؤكم يخفف عنهم»، ووفقًا لوسائل إعلام سعودية تجاوزت التبرعات حتى صباح السبت الماضى،  228 مليون ريال سعودى و648 ألف متبرع.

وبادرت الإمارات بتخصيص 50 مليون دولار للمتضررين من الزلزال فى سوريا. كما سيّرت 7 طائرات محملة بالمساعدات وأطلقت هيئة الهلال الأحمر الإماراتى،  حملة كبرى تحت شعار «جسور الخير» لجمع التبرعات وإغاثة المتضررين.

أما فى قطر فنظم التلفزيون الرسمى حملة إغاثية بهدف التبرع ومساندة منكوبى الزلزال تحت شعار «عون وسند» ووصلت قيمة التبرعات لأكثر من 168 مليون ريال قطرى.

بدورها سيّرت سلطنة عمان جسرًا جويًا لنقل المواد الإغاثية للمناطق المتضررة من الزلزال فى سوريا.

وفى البحرين تم فتح باب التبرع للمواطنين للمساهمة فى دعم ضحايا الزلزال بتركيا وسوريا.

وقررت الحكومة الجزائرية تقديم مساعدات مالية بقيمة 15 مليون دولار لسوريا، كما أطلقت جمعية البركة الجزائرية للعمل الخيرى والإنسانى حملة تحت شعار «حملة الأخوة»، لإغاثة منكوبى الزلزال.

وكانت فرق من الدفاع المدنى الجزائرى قد وصلت إلى سوريا للمساعدة فى عمليات البحث والإنقاذ، فيما هبطت 3 طائرات محملة بالمساعدات فى مطار حلب الدولى.

وأرسلت تونس طائرات عسكرية محملة بمساعدات إنسانية عاجلة وفرق نجدة وإنقاذ وفرق طبية مختصة إلى سوريا.

كما بدأ الهلال الأحمر التونسى جمع المساعدات من أجل إرسالها للمتضررين من الزلزال، وأطلق نداءات للأطباء والممرضين الراغبين فى التطوع فى جهود إسعاف المصابين داخل المناطق المنكوبة جراء الكارثة.