السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بين جماعة «فاجنر» و«موزارت» الحرب الأوكرانية تفتح سوق «مرتزقة الحرب»

مع دخول الحرب الأوكرانية عامها الأول، أصبح العالم يجابه تطورات الخطوات العسكرية على الأراضى الأوكرانية فى كل لحظة، وكما كشفت هذه الحرب العديد من التكتيكات والاستراتيجيات الجدية فى فنون القتال بدأ بالحرب الإلكترونية، والاختناق الاقتصادى، نهاية بالتلويح بالاستخدام النووى، ظهرت أيضًا نوع آخر من الأسلحة «المرتزقة»، فعلى الرغم من معارضة كافة المنظمات والحكومات الدولية لهذه الجماعات، أو حتى عدم الإفصاح بصورة مباشرة إلى هذا الحد من قبل أى من «مستأجرى» هؤلاء من قبل أى من الدول.



 

 إلا أن الأمر أصبح فى الحرب الروسية الأوكرانية، مختلفًا، حيث ظهرت الدعوات من قبل حكومة كييف لانضمام أى من الجنسيات من المقاتلين إلى صفوف الحرب ضد القوات الروسية، وبدأت تظهر جماعة «موزارت» المتولية تدريب المقاتلين فى أوكرانيا، فى المقابل كانت جماعة «فاجنر» الروسية التى تنتشر فى الداخل الأوكرانى للقتال بجانب الجيش الروسى، وهكذا بدأت تجارة «استئجار المقاتلين» مشروعة عالميًا، وكأن الغاية دائمًا ما تبرر الوسيلة.

«موزارت» المرتزقة الأمريكية

فى إبريل 2022 أطلق عقيدان متقاعدان بالبحرية الأمريكية، أندرو ميلبورن وأندرو باين قناة يوتيوب من أوكرانيا (Two Marines in Kyiv) لشرح آرائهما فى التكتيكات العسكرية.

دور العقيدين فى أوكرانيا كان أكثر من ذلك، إذ حضرا المعارك على الأرض عبر مجموعتهما العسكرية «موزارت» التى أسساها لتدريب القوات الأوكرانية.

ففى مارس 2022 عندما كانت القوات الروسية على أبواب العاصمة كييف، فى هذا الوقت وصل ميلبون كصحفى لكنه-كما يقول- لم يستطع البقاء مراقبًا فتطوع لتدريب القوات الأوكرانية.

وفى 2 أبريل أوقف الموقع الذى يعمل مع ميلبون تحقيقًا صحفيًا أجراه عن جندى أمريكى اتهم بالاغتصاب فى أوكرانيا.

وقتها غرد ميلبون عن القصة معلنًا لأول مرة أن هناك مجموعة تدعى «موزارت» ستلاحق الجندى، ثم نشر تغريدة للتعريف بالمجموعة قال فيها: «تضم موزارت مجموعة من أفراد القوات الخاصة الأمريكية السابقين الذين يقدمون التدريب المطلوب لوحدات الخطوط الأمامية فى أوكرانيا».

وسميت «موزارت» كمرجع موسيقى مقابل «فاجنر» الروسية (المنظمة الروسية شبه العسكرية التى تقاتل فى أوكرانيا لصالح بوتين»، وفق ما نشرته صحيفة «الجارديان».

وأضافت الصحيفة البريطانية أن مليبورن أصبح الرئيس التنفيذى لموزارت وبقى باين يعرف فقط كرجل أعمال ورئيس «صندوق الحرية الأوكراني» لتمويل الإمدادات والمعدات للمقاتلين فى أوكرانيا.

واتخذت «موزارت» من إقليم دونباس مقرًا لها وبدأت تقديم تدريب أساسى ومتقدم على الأسلحة والتمريض والمناورات والتكتيكات لآلاف الجنود الأوكرانيين، وفق ما نقلته تليجراف والجارديان.

من أين ياتى تمويل موزارت؟

سجلت المجموعة بأمريكا منظمة خيرية وأطلقت حملة تبرعات لتمويلها من خلال bitcoin وPayPal

وقال ميلبورن للجارديان: «لم تمول الحكومة الأمريكية موزارت كى لا تتحول -الحكومة- لمقاول عسكرى يشارك فى القتال.

قدم رجال أعمال أمريكيون تبرعات مخصومة من الضرائب عبر منظمة غير ربحية للمجموعة، وجمعت منظمة UFF التى يترأسها باين 3 ملايين دولار لصالح موزارت، وفق ما نقله موقع إنترسيبت- نيوزويك- الجارديان- تليجراف

«لا تقدم موزارت أى معلومات بخصوص المكان الذى ينتهى إليه المال كل شىء مبهم» موقع إنترسيبت.

ويأمل ميلبون فى الحصول قريبًا على أول عقد مع القوات الأوكرانية، حيث يقدم جماعته إن مهمتها مكرسة لإنقاذ أوكرانيا من براثن الحرب، وقائمة على التبرعات الخيرية، لكن دعوى قضائية تتهمه بالسعى للحصول على عقود جديدة فى مواقع أخرى فى العالم وفق ما أورده موقع (موقع انترسيبت)

خلاف المرتزقة

فى مطلع 2023 اندلعت معركة بين ميلبورن وباين، إذ يدعى باين أنه أسهم فى إنشاء المجموعة وأحضر ميلبورن إلى أوكرانيا خصيصًا لإدارتها، ليرفع بعدها باين دعوى على ميلبورن يتهمه فيها بـ«محاولة تحويل بعض التبرعات لحسابه، وانتهالك لوائح أمريكا للتجارة الدولية بالأسلحة» 

وفى مقابله مع موقع «إنترسيبت.» جاء رد مليبورن: «هذه الادعاءات سخيفة تمامًا» وأضاف: «لن أعلق لكن يوجد تشهير وهذا له إجراءات كثيرة»، واتهم ميلبورن باين فى المقابل بأن لديه صلات بالحكومة الروسية وأنه يريد بيع الشركة لطالبان، وفق ما نقلته صحيفة تليجراف.

وقال سورتشا ماكليود- عضو فريق الأمم المتحدة المعنى باستخدام المرتزقة لتلبجراف: «هذا لا يبعث على الارتياح.. المساءلة والشفافية أمران أساسيان ودون فهم مصدر الأموال لا يمكننا فهم دوافع المجموعة».

«فاجنر».. السلاح الروسي

فى عام 2022، أقر رجل الأعمال الروسى المقرب من الكرملين، يفجينى بريجوجين، بأنه أسس مجموعة «فاجنر» المتخصصة فى توفير المرتزقة عام 2014 للقتال فى أوكرانيا، ثم انتشارها فى إفريقيا وأمريكا اللاتينية.

ووفق خبراء أمنيين، فإن «فاجنر» استنساخ للتجربة الأمريكية فى مجموعة «بلاك ووتر» التى اشتهرت بعملياتها فى العراق وأفغانستان.

وفى أبريل 2012، عندما سُئل رئيس الوزراء آنذاك فلاديمير بوتين فى مجلس الدوما (البرلمان) عما إذا كان يؤيد إنشاء شركات عسكرية خاصة، رد بما يكشف الأهداف الروسية من ورائها قائلا بأن هذه الشركات «من أدوات التأثير فى الخارج لتحقيق مصالح وطنية دون تدخل مباشر من الدولة، واعتبرها أقل تكلفة من الجنود النظاميين».

وكما كان هذا التصريح هو بداية الإعلان عن إنشاء الشركات العسكرية الخاصة، فتكليف هذه الشركات بعمليات فى الخارج يسمح للدولة بإنكار تورطها فى نزاعات تود توجيهها لصالحها، لأن مقاتلى هذه الشركات ليسوا رسميين، كما تشير مؤسسة «أمريكا الجديدة».

وتستخدم موسكو هذه الشركات فى المناطق التى يؤثر الصراع فيها على صادرات الطاقة والأسلحة، حيث يأتى تواجدها بصورة قوية فى عدة دول من أوكرانيا وآسيا الوسطى، إلى سوريا والسودان وليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى ومدغشقر ومالى، وصولا لفنزويلا، تضرب «فاجنر» بأقدامها شرقا وغربا، كما يؤكد مركز (CSIS) الأمريكي.

وقد وصفت واشنطن «فاجنر» بأنها «قوة بالوكالة» لوزارة الدفاع الروسية، وفرضت عليها عقوبات عام 2017.

ونفذت «فاجنر» أولى عملياتها بأوكرانيا عام 2014، وحينها اعترضت استخبارات الإشارات الأوكرانية 3 محادثات هاتفية بين المسئول عن العمليات التشغيلية فى «فاجنر» دميترى أوتكين مع قيادات فى الجيش الروسي.

البلاك ووتر.. خطوة ساقطة

رغم الغضب الأمريكى من «فاجنر» إلا أن واشنطن سبقتها بالمجموعة الأشهر «بلاك ووتر»، ففى عام 1997 أسس «بلاك ووتر» ضابط البحرية الأميركى السابق إريك دين برن.، وامتلكت هذه الجماعة أسطول هليكوبتر ومدفعية ووحدة محمولة جوا للتجسس، وتمتلك أكبر موقع للرماية فى الولايات المتحدة. 

وفى عام 2000 حصلت «بلاك ووتر» على أول عقد من الحكومة بعد عمل إرهابى استهدف المدمرة الأميركية «يو إس إس كول».، ومنذ 2014 تعمل المجموعة تحت اسم Constellis، ويقدر أفرادها بنحو 21 ألفا.، ووفق التقارير الصحفية فإن أماكن تمركز «بلاك ووتر» فى أفغانستان والعراق وغيرهما فى إفريقيا وآسيا وحتى أمريكا اللاتينية، ووفق موقع «بلاك ووتر» الإلكترونى، فإن أهداف المجموعة تتمحور حول التدريب والاستشارات الأمنية والحراسة وتهريب السلاح.