الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تنطلق تحت شعار (القصة كاملة): على شاشتها.. مصر صاحبة الرواية

فى الثامنة من مساء الأحد، ينطلق بث قناة الوثائقية، المولود الأحدث فى سماء الفضائيات العربية، والتى لطالما حلم بوجودها صناع الأفلام التسجيلية وجمهورها على حد سواء، ولا سيما أن وحدة الأفلام الوثائقية التى ولدت من رحمها هذه القناة، قد أثبتت بعد إنتاجها لعشرات الأفلام المهمة على مدار السنوات الأربع الماضية، أن مصر لديها كفاءات فى مجال التوثيق تستطيع أن تنتج محتوى وثائقيًا احترافيًا يؤرخ للفترات المهمة فى تاريخها، وأن الوثائقيات واحدة من آليات القوة الناعمة الفاعلة التى تخاطب العقل والوجدان.



 

 وتضيف آفاقًا من المعرفة فى شتى المجالات، لتكشف الحقائق الغائبة، وتساهم فى تفكيك الادعاءات الكاذبة، وتعزز الهوية الوطنية، والأهم أنها لا تترك مصر بتاريخها حكرًا فى الرواية على الآخرين، فمصر هى صاحبة الرواية وستظل، وفى السطور التالية نحاول أن نستعرض أبرز ملامح أول قناة وثائقية مصرية، والمعايير التى ستتبناها القناة فى اختيار محتواها، والأسباب التى جعلت وجودها فى هذا التوقيت ضرورة ملحة، لتنطلق بخطى ثابتة، وتحجز لنفسها مساحة مهمة بين القنوات المؤثرة فى المشهد الإعلامى العربى.

 ركيزة أساسية

بسبب التجربة المتميزة التى قدمتها وحدة الأفلام الوثائقية على مدى السنوات الماضية، من تقديم وثائقيات مهمة، شملت مجالات عديدة، سياسية، واجتماعية، واقتصادية، بمعالجة دقيقة، وتناول موضوعى، وباستخدام حجج عقلانية، وتحقيق مترامى الأطراف، تطلب بحثًا دؤوبًا عن وثائق ومصادر داخل مصر وخارجها، تكونت لدى القناة مكتبة أفلام قوية قوامها حوالى 50 فيلمًا تم إنتاجها على مدار 4 أعوام، ويمكن اعتبار تلك المكتبة ركيزة أساسية لدى الوثائقية، حيث يضمن عرضها مجددًا على القناة الوليدة التى ستعمل على مدار 24 ساعة، إتاحتها لجمهور أكبر لم يكن قد تمكن من مشاهدتها من قبل.

 أفلام عالمية حصرية ومجانية

لن تعتمد قناة الوثائقية على إنتاجها فقط، بل ستتعاون مع شركات من دول العالم المختلفة مثل سويسرا والنمسا وأمريكا وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا وهولندا وبيرو، لتوفير مواد وثائقية تغطى موضوعات مختلفة، وقد نجحت القناة بالفعل فى الاستحواذ على عدد من الأفلام والسلاسل الوثائقية العالمية المتنوعة، والتى تقدم مواد وثائقية حصرية، لم تعرض من قبل فى الوطن العربى بأى صورة، بل إن بعضها لم يكن متابعتها ممكنًا إلا عبر الاشتراك فى المنصات مسبوقة الدفع، وعلى سبيل المثال، ستعرض القناة سلسلة أفلام (هتلر كما لم تشاهده من قبل) والتى تم تلوينها بأحدث التقنيات العالمية، كما ستعرض القناة سلسلة أفلام وثائقية عن التجارات غير المشروعة حول العالم، وهى سلسلة من ستة أجزاء تم إنتاجها وتصويرها فى عدة دول حول العالم، بالإضافة لمجموعة من أفلام الطبيعة والحياة البرية والتى تضع المشاهد فى قلب الطبيعة من خلال كاميرات فائقة الجودة، استخدمت للمرة الأولى لتصوير الحياة البرية حول العالم.

 جوائز عالمية

تعد الجوائز العالمية، أحد المعايير التى تتحراها القناة فى سعيها للاستحواذ على مواد وثائقية استثنائية، لذلك، ستشهد القناة عرض العديد من الأفلام الفائزة بالجوائز العالمية، وستقوم القناة بدبلجتها، وترجمتها، ليسهل على الجمهور العربى الاستمتاع بمشاهدتها، منها على سبيل المثال الفيلم السويسرى الأمريكى (صديقى الدب) من إخراج السويسرى «رومان دوركس» المعروف بقدرته على صناعة أفلام ذات طابع إنسانى، وقد عرض الفيلم للمرة الأولى فى الولايات المتحدة قبل عامين، وفاز بعدة جوائز فى مهرجانات دولية، كمهرجان «نيويورك» للأفلام الدولية، ومهرجان «باناف» الدولى.

 تخليد الرموز المصرية

ضمان مئات الساعات من المواد الوثائقية الجديدة التى تبث عربيًا للمرة الأولى، لم يمنع القناة من إنتاج أفلام وثائقية جديدة متعددة الروافد، حيث ستقدم للمشاهد المصرى والعربى على حد سواء جرعة تاريخية وفنية وسياسية ووطنية، كما ستتناول عددًا من الشخصيات والرموز المصرية التى نحتاج للحديث عنها مجددًا، وتوضيح دورها، منها على سبيل المثال فيلم عن الكاتب الصحفى الكبير «محمد حسنين هيكل» والذى يأتى مواكبًا لمؤيته، ليرصد أبرز محطات مسيرته الصحفية الطويلة، وأهم القضايا السياسية التى خاضها، والمواقف التى دافع عنها، وفيلم آخر ينقب عن أسرار الأديب الكبير «يوسف إدريس» التى شكلت عالمه الإبداعى المتفرد فى مجالات القصة والرواية والمسرح والمقال، وشهدت على مواقفه من القضايا الوطنية التى عاصرها، بالإضافة إلى فيلم عن (فرقة رضا) والذى يتناول تجربة إنشاء الفرقة بوصفها أول فرقة للرقص والفنون الشعبية فى المنطقة العربية، وما يحيط بذلك من سياقات اجتماعية وثقافية وبيئية أسهمت فى بزوغ فكرة إنشائها، وغيرها من الأفلام المهمة التى أعلنت عنها القناة، والتى ستساهم بحق فى تخليد الرموز المصرية، وإعادة التذكير بها وبإنجازاتها.

 طاقة نور

لسنوات طويلة كان أقصى طموح مخرجى الأفلام الوثائقية هو أن يقبل فيلمهم للمشاركة فى أحد المهرجانات، على أمل الحصول على جائزة، تبقى الرغبة فى نفوس صناع هذا النوع من الفن المهدور حقه، وتدفعهم لإنتاج المزيد منه، فى ظل عدم وجود مساحة كبيرة لعرض تلك الأفلام داخل قاعات السينما، وغياب فكرة عرضها التليفزيونى، وبالتالى فإن وجود قناة مصرية متخصصة فى عرض الأفلام الوثائقية سيكون بمثابة طاقة نور لهؤلاء الصناع، ومنفذًا لهم لعرض أفلامهم على القناة، وبالتالى ازدهار صناعة الأفلام التسجيلية وتعظيم قيمتها.