الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ضمن أعلى 15 زلزالا مميتًا فى العالم.. العالم ينتفض لإنقاذ الضحايا عشرات الآلاف.. توقعات بحصيلة ضحايا مفزعة لزلزال تركيا وسوريا

رُغْمَ أن أعداد ضحايا الزلزال المدمر الذى ضرب مساحات واسعة من تركيا وامتد إلى سوريا مرتفعة بالفعل ومثيرة للذعر مع وصولها إلى أكثر من 17 ألف قتيل؛ فإن مؤسّسة لتقدير مخاطر الكوارث أكدت أن الأرقام قد تصل إلى أكثر من 80 ألفًا، ليصبح الزلزال واحدًا من أكثر الزلازل المميتة فى العالم. وتوقعت مؤسّسة «risklayer» الألمانية لتقدير مخاطر الكوارث أن حصيلة القتلى فى البلدين ستتراوح بين 16 ألفًا و560 إلى 83 ألفًا و470 قتيلًا.



وأشارت المؤسّسة إلى أن توزيع أعداد الضحايا بين البلدين سيكون كالتالى: 34 ألفًا و500 ضحية فى تركيا، و10 آلاف و800 فى سوريا، وذلك فى حصيلة تشمل الهزة الأرضية العنيفة والهزات الارتدادية التى تبعتها، والتى بلغ عددها حتى اليوم الرابع من الزلزال نحو 1117 هزة.

وفى حال تسببت زلازل تركيا وسوريا (الزلزال العنيف والهزات الارتدادية) فى مقتل 34 ألف شخص؛ فإنها ستكون ضمن أعلى 15 زلزالاً مميتًا فى العالم، منذ عام 1900، وفق «risklayer».

وقد ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال القاتل والمدمر الذى ضرب يوم الاثنين تركيا وسوريا، إلى أكثر من 17000 قتيل. ووسط أجواء البرد القارس، يسابق رجال الإغاثة الزمن فى محاولة للعثور على ناجين عالقين تحت الأنقاض. وأقر إردوغان بوجود «ثغرات» فى تدبير هذه المأساة، فى خضم العديد من الانتقادات التى توجه بهذا الشأن.

 ضمانات إغاثة 

سباق مع الزمن يعيشه المتضررون فى سوريا بسبب الحصار المفروض منذ سنوات وتتضاعف الآلام مع استمرار عرقلة جهود الإغاثة الدولية تحت مبرر العقوبات الغربية على الحكومة السورية.

وقد ناشدت الخارجية السورية الدول الأعضاء فى منظمة الأمم المتحدة والأمانة العامة للمنظمة ووكالاتها واللجنة الدولية للصليب الأحمر وغيرها من شركاء العمل الإنسانى؛  لمد يد العون ودعم الجهود فى مواجهة كارثة الزلزال المدمر.

وقد حصلت الأمم المتحدة على ضمانات بأن جزءًا من المساعدات الطارئة سيمر عبر المَعبر الحدودى الوحيد المفتوح بين تركيا وشمال غرب سوريا، وفق ما جاء على لسان المبعوث الأممى الخاص غير بيدرسن.

 وقال بيدرسن: «حصلنا على ضمانات بأنه يمكننا تمرير المساعدات الإنسانية الأولى» عبر مَعبر باب الهوى، داعيًا إلى «عدم تسييس» المساعدات إلى السكان السوريين المتضررين بشدة من جراء زلازل يوم الاثنين.

وقد طالبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بضرورة فتح مزيد من المَعابر لنقل المساعدات إلى سوريا، مؤكدة أن ألمانيا لا تتعاون مع «نظام الحكم». فى هذه الأثناء تستعد طائرات مساعدات تابعة للجيش الألمانى للتوجه إلى تركيا.

وتابعت بيربوك: «نحاول خلال الأيام الأخيرة فى ظل هذه الكارثة القيام بكل شىء من أجل فتح معابر حدودية أخرى»، وأشارت إلى أن هناك معبرًا واحدًا مفتوحًا (معبر باب الهوى)، ولكنها أكدت أن هناك حاجة لمعبر آخر، وأوضحت أنها تحدثت بهذا الشأن مع نظيرها التركى.

وأعلنت الحكومة الألمانية أنها تعمل حاليًا على تحسين إمداد المتضررين من الزلزال فى شمال سوريا بالسلع والمعدات التقنية التى يحتاجونها بعد الزلزال الذى ضرب البلاد.

وانتقدت صحيفة «وول ستريت جورنال» تعامل واشنطن مع الأزمة الأخيرة، مشيرة إلى أنها كانت «واضحة» مع أنقرة كونها حليفًا لها فى حلف شمال الأطلسى (الناتو) رغم الخلافات فيما بينهما، بينما رفضت الإشارة بوضوح إلى دمشق التى ترفض التعامل معها منذ بدء الحرب الأهلية قبل 12 عامًا. 

وقالت الصحيفة: إن الموقف الأمريكى يثير مخاوف من أن الضحايا السوريين قد يُحرمون من المساعدات الضرورية، ونقلت الصحيفة عن مسئول أممى قوله، إن المنظمة الدولية تتوقع إعادة فتح الطريق الذى تضرر بشدة من تركيا إلى شمال غرب سوريا؛ ما يسمح للمساعدات الدولية بالبدء فى الوصول إلى منطقة فى شمال سوريا لم تتلق أى مساعدة حتى الآن.

 كما أعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» أنها تكافح لمساعدة الناجين فى شمال سوريا، الذين لا يمكن الوصول إليهم إلا من خلال ممر ضيق على الحدود التركية. وقالت أديلهيد مارشان، كبيرة مسئولى الطوارئ فى منظمة الصحة العالمية: إن البلدين، وبخاصة سوريا، من المرجح أن يواجها العديد من المخاطر الصحية على المدى الطويل.

وأكدت لجنة الإغاثة العليا فى سوريا، أنها لا تنكر صعوبة الوضع فى البلاد ما بعد الزلزال، لافتة إلى أن اللجنة تلقت دعمًا من الدول الصديقة والشقيقة. كما أعلنت لجنة الإغاثة العليا فى سوريا أنها قامت بضخ كميات كبيرة من المحروقات للمناطق المتضررة من الزلزال.

ووصلت طائرتان تحملان مساعدات إنسانية إماراتية إلى مطار دمشق ضمن الجسر الجوى الهادف لمساعدة المتضررين من الزلزال الذى تعرضت له سوريا ضمن عملية (الفارس الشهم 2) فى اليوم الأول.

وقد شملت المساعدات الإنسانية فى المرحلة الأولى 12 طنًا من المواد الإغاثية وعددًا من الخيم لإيواء 216 لاجئًا.

وكان مكتب الأمم المتحدة للشئون الإنسانية قد أعلن أن انتقال المساعدات عبر الحدود من تركيا إلى سوريا لا يزال متوقفًا.

وقالت الأمم المتحدة: إن هناك أمورًا لوچستية تُعرقل وصول المساعدات إلى سوريا من مناطق الحدود التركية. 

وأضافت: إن انتقال المساعدات عبر الحدود من تركيا إلى سوريا لا يزال متوقفًا ومن غير الواضح متى سيُستأنف بسبب قضايا لوچستية، لافتا إلى أن المساعدات الدولية لمتضررى الزلزال فى سوريا عالقة على الحدود التركية.

ومن المتوقع أن تصل ست شاحنات مُحملة بمواد إغاثية من الأمم المتحدة إلى شمال غرب سوريا. وقالت مصادر بالأمم المتحدة إن القافلة ستستخدم المعبر الحدودى «باب الهوى»، الذى كان حتى قبل الزلزال شريان الحياة لنحو 4.5 مليون شخص فى المناطق الواقعة فى شمال غرب البلاد الذى لا تسيطر عليه الحكومة السورية نتيجة للحرب الأهلية الجارية. وبحسب الأمم المتحدة، 90 % من السكان هناك يعتمدون بالفعل على المساعدات الإنسانية حتى قبل الزلازل.

ومن جانبه قال مدير منظمة الصحة العالمية: إن أعداد القتلى فى تركيا وسوريا لا تخبرنا بحقيقة الوضع الصعب الذى تواجهه العائلات.

وأضاف جبريسيوس: «قلقون بشأن المناطق التى لم تتضح فيها تفاصيل الأضرار الناجمة عن الزلزال بسوريا وتركيا»، لافتًا إلى أن هناك صعوبة فى وصول المستلزمات الطبية إلى سوريا وتركيا ونعمل عن كثب لدعمهما.

وتابع: «نعمل على دعم وصول الإغاثة الطبية إلى سوريا رغم الصعوبات، كما أرسلنا 3 رحلات إلى سوريا وتركيا تحمل مساعدات طبية».

وأشار مدير منظمة الصحة العالمية، إلى أن فرص العثور على ناجين تتقلص ومازالت هناك هزات ارتدادية، لافتًا إلى أن هناك مناطق تركية وسورية ليس لدينا معلومات عنها بعد الزلزال.

وأكد أن منظمة الصحة العالمية أرسلت 3 رحلات إلى سوريا وتركيا تحمل مساعدات طبية، وأن مكتب غازى عنتاب ساهم فى عمليات الدعم عبر الحدود ونقل معدات إلى 16 مستشفى فى سوريا.

وقالت كبيرة مسئولى الطوارئ فى منظمة الصحة العالمية، أديلهيد مارشان، فى اجتماع مجلس إدارة المنظمة فى چنيف: إن تركيا لديها قدرة قوية على الاستجابة للأزمة، لكن الاحتياجات الرئيسية التى لم تتم تلبيتها على المدى القريب أو المتوسط ستكون عبر الحدود فى سوريا، التى تعانى بالفعل من أزمة إنسانية استمرت لسنوات بسبب الحرب الأهلية وتفشى الكوليرا. مضيفة إن «هذه أزمة على رأس أزمات متعددة فى المنطقة المتضررة».

وتابعت: «الاحتياجات هى الأعلى فى جميع أنحاء سوريا بعد ما يقرب من 12 عامًا من الأزمة المعقدة والممتدة، بينما يستمر التمويل الإنسانى فى الانخفاض».

وعلى الجانب الآخر، أعلنت الحكومة الروسية أنها أرسلت فرق إنقاذ إلى الأراضى السورية لتقديم مساعدات، إذ عرض الرئيس الروسى فلاديمير بوتين تقديم مساعدة لسوريا وتركيا ضمن جهود الإنقاذ بعد الزلزال المدمر.

 3.5 مليون يورو لسوريا

وأعلن الاتحاد الأوروبى عن تمويل جديد بقيمة 3.5 مليون يورو لصالح المتضررين فى كل المناطق السورية، بحسب ما ذكرته البعثة الأوروبية فى سوريا .

وقالت البعثة إنها فعلت آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبى،  بعد تلقى طلب من دمشق يخص ذلك، وتشجع دول الاتحاد لإرسال المساعدات للسوريين.

وجدد الاتحاد الأوروبى التزامه بمساعدة السوريين من خلال شركائه على الأرض، وبالأخص فى هذا «الوقت العصيب»، على الرغم من «التحديات المتزايدة على جانبى الحدود».

وأوضح الاتحاد أن العقوبات على النظام السورى لا تمنع إيصال المساعدات الإنسانية، وذلك فى مواجهة المعلومات المضللة المنتشرة على نطاق واسع بشأن عقوبات الاتحاد الأوروبى بعد الزلزال الذى ضرب سوريا وتركيا، على حد وصفه.

وأكدت بعثة الاتحاد الأوروبى إلى سوريا أن عقوبات الاتحاد الأوروبى المفروضة على النظام لا تؤثر على المساعدات الإنسانية، ولا تنطبق على توصيل المواد الغذائية والأدوية والمعدات الطبية والإسعافات الأولية للاستجابة الأولى للزلزال.

واستندت البعثة بكلامها على أنه «على مدى السنوات الـ 12 الماضية، كان الاتحاد الأوروبى والدول الأعضاء المانحين الرئيسيين للمساعدة الدولية المقدمة إلى الشعب السورى».

من جهته قال رئيس البعثة الأوروبية إلى سوريا، دان ستوينسكو: إن شركاء الاتحاد الأوروبى فى سوريا بأكملها يقدمون بالفعل المساعدات التى تشتد الحاجة إليه.، مشيرًا إلى أن برنامج الغذاء العالمى فى حُماة وزع حصصًا غذائية طارئة لآلاف المتضررين من الزلزال فى المدينة.

وأضاف: الاتحاد الأوروبى يقدم المساعدة والدعم وفقًا للاحتياجات؛ حيث تصل إلى سوريا بأكملها عن طريق الشركاء، بما فى ذلك المناطق الأكثر تضررًا فى شمال غربى سوريا.

 تشريعات طارئة

وأكد الرئيس التركى رجب طيب إردوغان، على أن حكومته ستعمل على إعادة بناء المناطق المنكوبة خلال عام، مشيرًا إلى أن عدد الوفيات إثر الزلزال المدمر الذى ضرب تركيا فجر الاثنين الماضى،  وصل إلى 14014 شخصًا والجرحى 67097 شخصًا.

وأشار إلى أنه ما زالت المساعدات تأتينا وسنوزع منازل متنقلة على المحافظات الـ10 المنكوبة، مبينًا أن هناك من يحاول استغلال المأساة للحصول على مكاسب سياسية لكننى واثق من أن الشعب لن يكترث لهم.

وأوضح أن البرلمان التركى سيصوّت على تشريع إعلان حالة الطوارئ فى المحافظات الـ10، مؤكدًا على أن الدولة قادرة على تعويض المتضررين من الزلزال كما استطاعت تعويض المتضررين فى زلزال فان وغيره.

وأفاد بأن قانون الطوارئ سيكون مفيدًا فى مكافحة التجار المنتفعين ومثيرى الفتنة والفاسدين والمرابين الجشعين.