السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فى كل أسبوع حكاية.. يقترب بعدسته من المجتمع

راقب من بعيد، كل من تصادفه فى الشارع أو محل عملك أو أى مكان تتردد عليه، سترى وجوهًا كثيرة، منها السعيد ومنها العبوس ومنها الشارد والمهموم والمتفائل. ذلك ما تلمحه فقط من ملامحهم لكن هل تستطيع أن تشعر بقلبك بما وراء تلك الملامح وتعرف أسباب مشاعر كل منهم ومنها تعرف ما يمر به فى حياته؟ صعب بالتأكيد.



هنا يأتى دور الفن والدراما فى تسليط الضوء والاقتراب بعدسة الكاميرا لكل منهم داخل بيته، فيا ترى ما هى حكاياتهم؟ وذلك ما جسده تحديدًَا مسلسل (فى كل أسبوع حكاية) الذى يُعرض على منصة watch it فى استعراض ممتع لكل وجه ممن تمر بجوارهم خلال يومك.

مسلسل (فى كل أسبوع حكاية) يعرض حكايات أناس، كل حكاية تُعرض فى خمس حلقات فى إطار حبكة الأزمة والحل، أزمة يتعرض لها شخصيات الحكاية وتبدأ بها الحلقة الأولى ثم تتصاعد الأحداث وتتأزم أكثر، فتبدأ الشخصيات فى إيجاد الحلول لها، مع إيقاع سريع للأحداث وتصاعد مناسب قوى يحقق المتعة ويبعث رسالة أخلاقية أو يؤكد على مبدأ مهم يُساعد على استمرار الحياة الزوجية وعدم الاستسهال واختيار حل الطلاق مثلا.

كما تميزت معظم الحكايات رغم كونها خمس حلقات فقط بالاهتمام برسم الشخصيات جسديًا ونفسيًا، خاصة شخصية «لى لى» التى تجسدها «آيتن عامر» فى حكاية (تاكسى)، حيث ظهرت كشخصية مرحة، ذكية، «جدعة»، مسئولة وذلك نتيجة لظروف حياتها. كما انعكس ذلك على مظهرها من شكل الشعر وطريقة الملابس، وأيضًا شخصية «رشدى» التى يجسدها «دياب»، شخصية ضعيفة، غير واثق من نفسه بسبب تحكم زوجته به وانتقاصها من رجولته دومًا، ما انعكس على تردده فى اتخاذ القرارات وعدم قدرته على مواجهة المواقف الصعبة.

أما فى حكاية (روليت) فظهرت شخصية «شيرين» التى تجسدها «نجلاء بدر». فنانة شهيرة تحب ذاتها وأولويتها نجوميتها، تعانى صراعًا بين عشقها للنجاح والشهرة وبين حبها لزوجها وبيتها.

أيضًا لا نستطيع أن ننكر قوة واختلاف أحداث حكاية (زيارة) التى قدمها «محمد جمعة» و«نهى عابدين» والحبكة الملتوية التى اعتمد عليها سرد الحكاية وفاجأت الجمهور وأدمجته أكثر فى أحداثها.

وبالطبع لن تبرز قوة بناء الشخصيات وحرفية رسمها بدون أداء قوى من الفنانين الذين جسدوها وتعمقوا فى فهمها وتماهوا معها، فخرجت صادقة ووصل إحساسها للجمهور فأحبوها وتفاعلوا معها.

لكن عكّر صفو إبداع الحكايات التى جسدها المسلسل بعض الأخطاء التى ظهرت، ومنها على سبيل المثال الاعتماد على الصدفة أكثر من المنطق فى أحداث حكاية (فيه أمل) التى جسدها «محمد الكيلانى» و«كارولين عزمى»، مما أضعف من قوة الفكرة ونعت أحداثها بنوع من السذاجة.

لكن فى النهاية، هى فى المجمل حكايات من قلب البيوت المصرية تعرض أزمة وتقدم حلًا فى إطار فنى من نوعية الدراما المستمرة التى لا تنتهى، فلا الحكايات تنتهى ولا الأزمات تُحل ذاتيا.