السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و  1 / 2.. صورة العربى فى السينما ونظرية المؤامرة الكونية!!

كلمة و 1 / 2.. صورة العربى فى السينما ونظرية المؤامرة الكونية!!

 من السهل جدا أن تشعر بالسعادة والرضا، عندما تتلقى سؤالاً من مذيعة يتناول صورة العرب فى السينما أو الدراما، وعلى الفور، تضع رجلا ًعلى رجل وتتأمل سقف الاستوديو، ولا بأس من أن تذرف دمعة أو اثنتين ثم تعلنها صريحة مجلجلة نتعرض لمؤامرة كونية من أجل طمس هويتنا وتشويهنا، وبعد ذلك تعود إلى منزلك وأنت سعيد لأنك أزحت عن نفسك أى إحساس بالتقصير أو حتى بالمسئولية. 



نتحدث كثيرا عن الوحدة العربية كضرورة وحتمية، إلا أننا لا نقدم سوى القليل فى سبيل تحقيقها، ومن هذا القليل برنامج (بيت للكل) إطلالة مصرية عراقية أردنية فلسطينية مشتركة، ويتم تصويره تباعا فى عواصم تلك الدول، القاهرة وبغداد وعمان ورام الله، ويبث فضائيا فى نفس التوقيت.

كنت ضيفًا فى إحدى الحلقات، وسألونى عن رأيى فى تلك الخطوة ؟ قلت تأخرت كثيرا، ولكن المثل الشهير يقول (إن تأتى متأخرًا خير من ألا تأتى على الإطلاق).

تناولت الحلقة صورة الإنسان العربى فى المسلسلات والأفلام العالمية، خاصة مع ازدياد عدد المنصات الرقمية،أصبحنا نجد على الشاشة حجابًا أو أغنية عربية للشاب خالد، أو عمرو دياب أو سعد لمجرد أو حسين الجسمى أو حسن شاكوش، أو ويجز، وفى أحيان أخرى حوارًا يجرى باللغة العربية أو نستمع إلى صوت المؤذن، أو نرى سجادة صلاة، الملامح العربية لم تغب عن الشاشة طوال تاريخ السينما الذى بات يربو الآن إلى 128 عامًا، ومع زيادة هذه الكثافة العربية على الشاشة نشعر بأن حقيقة الإنسان العربى أو المسلم بوجه عام لا نشاهدها، وما نراه صورة ذهنية نمطية فى العادة لا تصل إلى سبر أغوار الشخصية العربية، بعيدًا عن تحيزها فى الأغلب ضد حقيقة الإنسان العربى.

أتذكر كلمة قالها المخرج الجزائرى الشهير محمد الأخضر حامينا الحاصل فى منتصف السبعينيات، على سعفة مهرجان (كان)، عن فيلمه (وقائع سنوات الجمر)، فى ندوة جرت وقائعها فى معهد العالم العربى بباريس مطلع التسعينيات، كنت أحد حضورها، موجهًا كلامه لوزير الثقافة الفرنسى (عليكم أن تدعموا السينما فى الجنوب - يقصد سينما المغرب العربى - وهذا ليس تفضلًا منكم، ولكنه حق مشروع لنا،ويكفى أننا أعطيناكم فى الماضى الكثير، والآن جاء دوركم لتردوا لنا جزءًا من الدين).

العديد من الأفلام الأجنبية قد تصدم مشاعرنا، ولا يكفى أن نشجب مثل هذه الأفلام ولكن علينا أولا أن نقدم حقيقة الشخصية العربية بما يتفق والثقافة الغربية. 

هناك صورة ذهنية خاطئة عن العربى والمسلم، زادت هذه الشخصية تشويهًا بعد ضرب البرجين فى 11 سبتمبر 2001، وإذا اكتفينا بالشجب أو بعدم عرض تلك الأفلام فى دور العرض العربية، أو المنصات، فلن نستطيع أن نواجه استراتيجيًا القضية برمتها، على العرب أن يقتحموا الساحة السينمائية العالمية بتقديم الوجه الحقيقى للإنسان العربى بالفيلم والأغنية والموسيقى. 

لا يجب أن نكتفى بالاحتجاج والغضب، علينا أن نسأل أنفسنا ما الذى قدمناه حقيقة، ما حجم الأموال التى رصدناها لتقديم عمل فنى عالمى؟، ظل المخرج السورى العالمى الراحل مصطفى العقاد يناضل من أجل أن يقنع أى مسئول بأن يدعم ماديًا مشروع فيلمه الذى كتبه عن صلاح الدين الأيوبى، أنفق مصطفى العقاد ربع قرن من الزمان وهو يحاول أن يجد تمويلًا عربيًا، إلا أنه لم يحصل سوى على الوعود ولم يجن إلا الأوهام، وقدمت السينما العالمية 2005 فيلم (مملكة السماء) للمخرج الأمريكى ريدلى سكوت عن الحروب الصليبية، وأدى دور صلاح الدين الفنان السورى غسان مسعود، حاول الفيلم بقدر لا بأس به أن يقف على الحياد، ولم يرض كل طموحنا السياسى بالطبع، ولكن قبل أن نتهم الآخر، علينا أن نعرف ما الذى قدمناه ؟!

هل نحن حقا نملك إرادة تدفعنا للبحث عن سلاح حقيقى للمواجهة أم نكتفى بالترويج لنظرية المؤامرة، وربما يأتى برنامج (بيت للكل) خطوة فى هذا الطريق، وهو يوجه دعوة لكل العرب، لكى نبدأ الخطوة الأولى، ربما!!