الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

چاهين شخصية العام وكل عام

افتُتح معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ54 واختُيِر الفنان متعدد المواهب والقدرات صلاح جاهين (1930-1986) ليكون شخصية العام الثقافية خلال المعرض؛ وذلك لكونه من أهم الشخصيات الثقافية والفنية التى أثّرت فى الوجدان المصرى وعبرت عن الهوية المصرية من خلال رصيده الإبداعى الكبير متمثلًا فى الأشعار والرباعيات والأغانى الوطنية والأفلام التى كتب لها السيناريو والحوار والفوازير والأوبريتات، وأهمها «الليلة الكبيرة» أشهر أوبريت للعرائس فى مصر، بالإضافة إلى التراث الكاريكاتيرى الضخم الذى استطاع من خلاله التعبير عن حال الشعب المصرى فترة الخمسينيات وحتى أوائل الثمانينيات..



بدأت شهرة صلاح جاهين كرسام كاريكاتير محترف فى منتصف الخمسينيات على صفحات مجلة «روزاليوسف» ثم فى مجلة «صباح الخير» منذ بدايتها عام 1956 ثم انضم لأسرة جريدة الأهرام عام 1962 ليرسم الكاريكاتير اليومى بناء على طلب رئيس التحرير محمد حسنين هيكل وظل يرسم «مربع الكاريكاتير» فى الأهرام حتى رحيله عام 1986.

صلاح جاهين أول من أسَّس مدرسة الكاريكاتير السياسى- الاجتماعى المصرى الحديث وأحدث نقلة كبيرة فى تاريخ هذا الفن منذ ظهوره مع نجوم مدرسة روزاليوسف الكاريكاتيرية فى مصر فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى مثل أحمد حجازى وبهجت عثمان وإيهاب شاكر وجورج البهجورى ورجائى ونيس وناجى كامل وصلاح الليثى ومحيى الدين اللباد.. وكان لجاهين قدرة خاصة على التعبير من خلال شخصياته المرسومة بانفعالاتها (تعبيرات الوجه ولغة الجسد) حيث كانت شخصياته قريبة من الناس ولها حضور لافت وروح مصرية خالصة ولقد أثّرت السينما فى حياته حتى إنه كان يتعامل مع الكاريكاتير الصحفى كأنه مشهد سينمائى وهو المخرج الذى يختار أبطاله (شخصيات الكاريكاتير) ويهتم برسم الملابس والإكسسوارات والخلفيات والديكور وحتى قطع الأثاث فى كل منزل وهو سر قوة كاريكاتير صلاح جاهين وتفوقه..

ابتكر جاهين العديد من الأبواب الكاريكاتيرية الثابتة على صفحات مجلتى روزاليوسف وصباح الخير مثل «قيس وليلى وقهوة النشاط ونادى العراة ودواوين الحكومة والفهامة وشخصية درش» وغيرها من الأبواب والشخصيات التى لاقت قبولاً شعبيًا غير مسبوق.

أبدع جاهين فى مختلف مجالات الفنون من الكاريكاتير والرسم الصحفى والأغنية الوطنية وشعر العامية والرباعيات وكتابة السيناريوهات والفوازير والأوبريتات وساهم بشكل كبير فى إثراء الحياة الفكرية وتحقيق النهضة الثقافية فترة الخمسينيات  والستينيات من القرن الماضى.