الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

حكايات الفن والسياسة "الحلقة 1"

نستعرض كتاب «حكايات الفن والسياسة» للزميلة الكاتبة الصحفية إيمان القصاص، الذى يضم عشرات الحوارات مع كبار النجوم من ممثلين ومخرجين ومذيعين... 



الكتاب يكشف أسرارًا وحكايات تنشر لأول مرة على لسان هؤلاء النجوم، إلى جانب عدد من الملفات المهمة التى ناقشت علاقة الفن بالسياسة وغيرها من الملفات والموضوعات.

 

أحمد رمزى: عمرى ما حبيت التمثيل

 

 

إنه «الولد الشقى.. الروش المتمرد»، الذى قدم أكثر من 120 فيلمًا، وساعد فى ازدهار السينما، وحفر اسمه فى تاريخها على الرغم من حصره - طوال عمره الفنى - فى منطقة واحدة فقط.

التقيت بالفنان الراحل «أحمد رمزى» لأجرى معه حوارًا لمجلة «صباح الخير» ففتح قلبه وبيته لنا وسمح بالتقاط صور له ولأولاده وأحفاده نشرت لأول مرة.

تحدث الفنان الراحل «أحمد رمزى» عن برنامجه مع «أحمد السقا»، وعن إقامته فى منزله بالساحل الشمالى، كما تحدث عن مشواره الفنى، معترفًا بعدم حبه للتمثيل.

ولم يتردد فى الحديث عن «زيجاته الثلاث» وعن نجوم السينما - حينها، ورأيه فى المنتجين وصناعة السينما عمومًا، وتفاصيل أكثر خلال الحوار معه.

 

 تحضر الآن لبرنامج «الجذور» الذى يحكى قصة حياتك.. ما الذى دفعك لذلك؟

- كلمنى المنتج «أسامة فوزى» لكى أقدم الجزء الثانى من هذا البرنامج بعد صديقى الفنان «عمر الشريف» الذى قدم الجزء الأول منه فى شهر رمضان الماضى، وأعجبت جدًا بالفكرة وبدأنا تصوير جزء كبير من البرنامج.. وتوقفنا، ولم أعرف متى سيستكمل باقى الحلقات!

وهل تابعت الجزء الأول الذى كان عن «عمر الشريف»؟

- بالتأكيد.. ولم أعجب به، وكان سيئًا، والصورة لم تكن مبهرة، وكذلك الديكور لم يكن ملائمًا لطبيعة البرنامج.

 إذًا.. لماذا وافقت عليه؟

- السبب الوحيد أنهم دفعوا لى فلوس كثيرة ترضينى.

 هل حاجتك إلى الأموال حاليًا هى التى جعلتك تتنازل؟

- أنا عايش حياة كريمة ومش محتاج «فلوس».. ولكن مهنتنا - طوال الوقت - لابد أن يكون لها مقابل مادى.. مثلًا أنا كنت باشتغل فى التمثيل عشان أكسب «فلوس»، لأعيش، وأيضًا باعمل برنامج عشان الـ«الفلوس».

 ألم تقلق على تاريخك الطويل المليء بالنجاحات والأعمال التى توجد فى ذاكرة السينما؟

- ما يفرقش.

 وهل ستتحدث فى كل شيء يخص حياتك.. أم أن هناك خطوطًا حمراء لن تتطرق إليها؟

- أنا هاتكلم فى اللى هاتسئل عنه.. وعمومًا لا يوجد فى حياتى شيء أخجل منه أو أخفيه، كل حياتى كانت فى النور، سواء كانت الشخصية أو المهنية، ولا أحب الأشخاص الذين يقولون إن حياتهم الشخصية بعيدة عن الناس والأضواء و غيرها.

 تردد أن قطاع الإنتاج بالتليفزيون المصرى عرض عليك إنتاج هذا البرنامج ووافقت.. ولكنهم ابتعدوا لمدة ثلاثة أشهر.. وفى هذه الفترة عرض عليك المنتج أسامة فوزى إنتاجه بمبلغ أكبر يقدر بنصف مليون جنيه.. ما صحة هذا الكلام؟

- قطاع الإنتاج لم يعرض عليّ أى شيء.. وكل دا تصريحات ليس لها أساس من الصحة.. وهذه عادة الصحافة، اعتادت افتعال أخبار وهمية، لذلك فأنا لم أقرأ جورنال بقالى 50 سنة، وباخد كل معلوماتى من قنوات الأخبار العالمية وليست المحلية.

 وهل أنت صاحب اختيار «أحمد السقا» ليكون مذيع برنامجك؟

- لا أعرف من الذى اختاره، ولكن أنا لأول مرة أقابله، ولكنى أعجبت بخفة دمه والتلقائية التى يتمتع بها وهو شخص جميل، وأعجبت بمعظم أفلامه التى قدمها مؤخرًا.

 هل يذكرك السقا بنفسك فى مرحلة شبابك؟

- بعد صمت قال: «أنا معرفش نفسى زمان كنت عامل إزاى علشان أعرف مين اللى يشبهنى أو يفكرنى بنفسى».

 لكن المؤكد أنك من خلال مشاهدتك لأفلامك تستطيع معرفة من يشبهك من نجوم هذا الجيل؟

- أحيانًا باتفرج على أفلامى ولا أبحث عنها، ولما باشوف نفسى بالصدفة على الشاشة أقول «مين المغفل ده».

لماذا كل هذا الغضب من نفسك؟

- إطلاقًا أنا شخص راض تمامًا بحياتى وسعيد بها، ولكن هاحكيلك عن شيء هتستغربى منه، أنا عمرى ما حبيت التمثيل، هو كان بالنسبة لى مجرد مهنة جاءت لى بالصدفة البحتة.

 إذا لماذا عملت بها كل هذه السنوات.. ولماذا لم تختر مهنة أخرى؟

- عملت بالفعل بالتجارة، فأنا عاشق لهذا المجال والاقتصاد بصفة عامة، لكنى فشلت فيه، وعملت مشروعات تجارية، وجاءت حرب الخليج أفسدت عليّ كل شيء، وجميع المشروعات فشلت، وكنت «هاتسجن» ولم أكرر هذه التجربة مرة أخرى خوفًا على نفسى.

 قدمت أهم أفلام السينما والعربية وكنت من أهم نجومها.. كيف استطعت أن تبدع فى شيء لا تحبه؟

- ما أعرفش.. أنا كنت بالفعل بتعامل على أنها مهنتى فقط، عليّ أن أؤديها بإتقان لأننى ماعنديش غيرها.

 وحاليًا.. ألم تفتقد التمثيل والكاميرا.. أم «شبعت» منهما؟

- لم أفتقد التمثيل ولا الكاميرا.. أنا لا أعرفهما، فالكاميرا لا تعنينى فى أى شيء، أنا كنت لا أنظر لها إطلاقًا، فهى تعنى المخرج ومدير التصوير فقط، ولكنى عندما كنت أركز بها لا أعمل ولا أستطيع أن أستكمل الفيلم.

 ولماذا انسحبت من الحياة الفنية وقررت الابتعاد.. هل زهدت فى العمل أم أن ما يعرض عليك حاليًا لا يرضيك؟

- انسحبت لأنى «انتهيت» فأنا الآن عندى 80 عامًا ولا أقدر أن أعطى شيئًا، وعمومًا أنا لم يعرض عليّ أعمال لكى أعود بها.

 هل تشعر بالغضب من تجاهل المنتجين والمخرجين لك الآن؟

- هذا الجيل أنا لا أعرفه نهائيًا، سواء كانوا فنانين أو مخرجين أو منتجين، لكننى أعرف الجيل السابق فقط، وأتذكر مثلًا اسم المنتج «رمسيس نجيب» عندما كان يضع اسمه على فيلم كنت تجدين إقبالًا جماهيريًا دون أن يعرف شخص قصة هذا الفيلم أو حتى الأبطال المشاركين، وعمومًا لو أنا منتج «مش هاشغل نفسى لأنى أصبحت رجل عجوز».

هل ستستمر فى هذه المهنة أم ستعلن اعتزالك؟

- ليس لدى طموح أن أقدم شيئًا آخر غير الذى قدمته.. وأنا طوال عمرى لم يكن لدى الطموح الجارف حتى فى الأشياء التى كنت أحبها مثل الرياضة، فأنا كنت مواظبًا عليها وألعب كرة قدم وتنس، وعمرى ما فكرت أن أشارك فى بطولات أو أدخل مسابقات، فكنت أمارسها لمجرد المتعة فقط وليس المكسب، فأنا راض تمامًا عن نفسى وعن حياتى، وكل ما أتمناه أننى أريد الموت بهدوء.

وهل تشعر أنك أديت رسالتك فى الحياة على أكمل وجه؟

- لا أدرى إن كان لدى رسالة أم لا.. لكنى أشعر أننى عملت، وهناك أشياء استغفرت ربنا عنها، وأنا فى مرحلة شبابى كان جسمى قويًا وكنت أحيانًا أضرب أناسًا وأستقوى عليهم وكنت أيضا «عفريت» بكل ما تحمل الكلمة من معانى.

 وهل كانت لديك نزوات كثيرة فى حياتك؟

- بالتأكيد.. مثل كل البشر، فأنا بدأت أصاحب بالمعنى الدارج لشباب هذه الأيام منذ أن كان عندي18 سنة.

 هل تشعر أنك «طلعت على المعاش» فنيًا؟

- فى كل شيء.. وليس الفن فقط.

 وهل يوجد فنان بيطلع على المعاش؟

- المفروض لا.. الفنان بيتعلم باستمرار، وكلما تقدم به العمر ازداد نضجًا وأصقل موهبته، ولكن هناك نسبة قليلة من الفنانين يحدث معهم العكس.

 ويا ترى أحمد رمزى يمثل أى حالة منهما الآن؟

- ما اعرفش.

 قدمت للسينما أكثر من 120 فيلمًا.. ما أحبها إلى قلبك؟

- «ثرثرة فوق النيل»، وأعتقد أن هذا الفيلم إذا تم تقديمه الآن كان سيواجه مشكلة كبيرة مع الرقابة، وكان إخراج حسين كمال، وكان أول تعاون بيننا، وأتذكر إلى الآن كواليس العمل، وفى أول يوم تصوير حدث موقف لا أنساه، كان فى استوديو مصر، وكان الجو شديد الحرارة، وكان وقتها لا يوجد تكييف فى الاستوديو وكنت عايز أروح الحمام، ومقدرتش أدخل الحمام فى استديو مصر، فتركت التصوير وذهبت لفندق «مينا هاوس» لأنه أنضف كثير، وبعد رجوعى وجدت حسين كمال يجلس وبجواره جميع المشتركين بالعمل، وقال لى بطريقة ساخرة «إنت جيت يا أستاذ.. إحنا كلنا قاعدين منتظرينك».