الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بعد نجاحها فى دور «أم ليث» فى (موضوع عائلى): ياسمين وافى: أبحث عن التنوع فى أدوارى

تمتلك الفنانة الشابة «ياسمين وافى» موهبة متفردة، ظهرت ملامحها بقوة على خشبة المسرح قبل 3 سنوات، حيث أدت دور «زبيدة» فى رواية (أفراح القبة) للأديب العالمى «نجيب محفوظ» وحصلت من خلاله على جائزة أحسن ممثلة صاعدة من المهرجان القومى للمسرح، وخلال السنوات الثلاث، سارت بخطى ثابتة وبفلسفة واضحة، ظهرت جلية فى اختياراتها المتنوعة لأدوارها، وعلى الرغم من أن تلك الأدوار لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة، إلا أنها استطاعت فى كل منها أن تضع بصمتها الخاصة، حتى قدمت مؤخرًا دور «أم ليث» فى مسلسل (موضوع عائلى) الذى حققت من خلاله نجاحًا كبيرًا، ليصبح هذا الدور نقطة تحول فى مسيرتها الفنية .



فى حوارنا معها سألناها عن كواليس شخصية «أم ليث»، وعن فلسفتها فى اختيار أدوارها الفنية، كما سألناها عن ذكرياتها مع والدها الفنان الراحل «ممدوح وافى» وإلى نص الحوار..

 نبدأ من مسلسل (موضوع عائلى) كيف تم ترشيحك لتقديم شخصية كوميدية رغم أن أدوارك السابقة جميعها بعيدة عن الكوميديا؟

- سألت السؤال نفسه للمخرج «أحمد الجندى» وأجابنى بأن اختياره لى للانضمام لفريق العمل فى الجزء الثانى من المسلسل نابع منه شخصيًا، دون أى ترشيح، فقد شاهدنى فى أعمال سابقة، وشعر أننى مناسبة للدور، رغم وجود ترشيحات لفنانات أخريات لتقديم الدور، والحقيقة أننى أحترم المخرج الذى يخرج الفنان من القالب الذى قدمه من قبل، ويذهب به إلى مناطق جديدة عليه.

 لدى شخصية «أم ليث» تفاصيل شكلية من ملابس ومكياج وخلافه، هل كان لك مساهمة فى وضع بعض التفاصيل الشكلية أم أن الأمر برمته ترك لستايلست المسلسل؟

- تفاصيل «أم ليث» كلها من صناعة الاستايلست «خالد عزام» وبإشراف مباشر من المخرج «أحمد الجندى» حيث كنا نجرى على مدى 3 شهور بروفات للملابس بالموازاة مع (بروفات الترابيزة) وكانت تلك البروفات تشمل لون الشعر، شكل المكياج، الاكسسوار، والملابس، حيث يتم تصوير البروفة وإرسال الصور للمخرج، حتى وقع اختياره على الشكل النهائى للشخصية، وفى رأيى أن التدقيق فى التفاصيل بهذا الشكل جزء من نجاح المسلسل.

 البعض انتقد تعدد اللهجات التى استخدمتيها، فما بين مصرى، وسورى، وأردنى اختفت الهوية الحقيقية لـ«أم ليث»، فما سبب تعدد اللهجات؟

- هذا الأمر متفق عليه مع المخرج، فالدور كان مكتوبًا باللهجة المصرية، على أن أتحدث باللهجة السورية فى المشاهد التى تجمعنى بأخى «غازى» الذى يقوم بدوره الفنان السورى «محمد القس» لكن المخرج فى البروفة الأخيرة طلب منى أن أتحدث باللكنة البيضاء، وقال لى لا أريد أن يحدد المشاهد موطنك الأصلى، مع استبعاد اللهجات صاحبة الإيقاع الثقيل على الأذن، وهو ما تم بالفعل.

 فى أدوارك السابقة اقتحمت بجراءة المناطق المسكوت عنها، فهل قصدت ذلك؟

- لم أقصد سوى أن أقدم أدوارًا مختلفة ومتنوعة، فأنا أحب أن أجرب وأكتشف، وفى رأيى أن أجمل ما فى مهنة التمثيل أنها كالبوابة التى يعبر من خلالها الممثل إلى حياة أخرى تاركًا خلفه حياته، ومشاكله، وهمومه الشخصية، واختلاف الدور، وتأثيره، بالإضافة إلى تعبيره عن هموم شرائح مختلفة من البشر هى مقومات قبولى له، وفى مسلسل (فاتن أمل حربى) عُرض علىّ دور مساحته كبيرة نسبيًا، لكنى لم أشعر بأننى سأقدم جديدًا من خلاله، بعدها عُرض علىّ دور «فاتن سمعان جرجس» فوافقت على الفور رغم أنه مشهد واحد لسيدة استحالت عشرتها مع زوجها وترغب أن تأخذ حريتها ولا تستطيع بسبب تعطيل القانون، وعدم تفعيله، الأمر ذاته حدث مع شخصية «نيفين» فى مسلسل (إلا أنا- حكاية ضى القمر) فهى فتاة من طبقة اجتماعية عليا، لكنها تعانى من مشكلات بسبب وزنها الزائد، وتكره جسدها، وتشعر دائمًا أنها لا تستحق الحب، أما فى (لعبة نيوتن) فقد قدمت دور شقيقة «مؤنس» الذى قام بدوره «محمد فراج» تلك الفتاة، المنتقبة، الملتزمة دينيًا، والتى تبدو جافة، لكنها إنسانة مقتنعة بما تفعل، وعلى استعداد أن تتخلى عن حبها من أجل التزامها، وكلها شخصيات أعتز بها جميعًا.

 رغم رحيل والدك الفنان «ممدوح وافى» قبل حوالى 19 سنة إلا أنه من المؤكد ترك تأثيرًا كبيرًا على شخصيتك الفنية، فما هذا التأثير؟

- فى طفولتى ومراهقتى لم أتخيل يومًا أن أكون ممثلة، ومع ذلك كنت أتذوق الأعمال الفنية بشكل لفت نظر والدى، وكثيرًا ما كان يراقبنى وأنا أعيد مشاهد بعينها، فيسألنى عما يعجبنى بها، ونصحنى أكثر من مرة أن ألتحق بقسم النقد الفنى بمعهد السينما، لكنى فضلت الالتحاق بكلية الآداب قسم الفلسفة، حتى تكون لى تجربتى الخاصة، وحتى لا يقال أننى اعتمدت على شهرة والدى وعلاقاته فى تحقيق ذاتى، وعندما رحل وأنا لا أزال فى السنة الأولى من الكلية قررت أن ألتحق بفريق المسرح فورًا، وكأنى كنت أبحث عنه فى المكان الذى يشبهه، وعملت فى المسرح على مدى سنوات طويلة انتقلت فيها من الهواية إلى الاحتراف، مارست خلالها كل المهام المسرحية، من إضاءة، وديكور، ومكياج، وإدارة مسرح، ومساعد مخرج، ومخرج منفذ، ورغم أننى قدمت فى السنة النهائية دورًا فى مسرحية (ليلى والمجنون) إلا أن شغفى الأساسى كان الإخراج، وفى عرض (أفراح القبة) الذى كنت أعمل فيه كمخرج منفذ اعتذرت إحدى الفنانات عن تقديم دورها، وكان الوقت ضيقًا للغاية، فاقترح فريق العمل أن أقوم بالدور بدلًا منها، وبالفعل تركت مهمتى فى الإخراج وتفرغت لدور «زبيدة» الذى كان فاتحة خير.

 رغم كل هذا الكفاح، ورغم رحيل «ممدوح وافى» من 2004، إلا أن هناك من قال إن انطلاقتك القوية جاءت بفعل علاقات والدك، هل استمعت إلى هذا التعليق؟

- بالطبع، وهو ما يدل على أن خوفى فى الماضى كان فى محله، وهو أمر مزعج بالطبع، لكنى بعد أن مررت بكل هذه الخبرات والتجارب التى اعتمدت فيها على اجتهادى وتوفيق الله، ولم يكن لصداقات والدى أى دور بها لا أملك إلا أن أعذر الناس التى تفتقر إلى الوعى بطبيعة المهنة.

 علاقة الصداقة بين والدك و«أحمد زكى» يضرب بها المثل فى الوفاء وحسن العشرة، هل تذكرين مشاهد من تلك الصداقة؟

- لم أتعامل مع «أحمد زكى» يومًا على أنه صديق والدى، بل كان عمى، الذى كنا نذهب إليه ويأتى إلينا على مدار الأسبوع، وعندما يكون أبى لديه مسرح، كان «أحمد زكى» يذهب إليه يوميًا ليصطحبه بعد انتهاء العرض، وأحيانًا يحجز له مقعدًا ليشاهده، أما إذا كان لا يعمل فى المسرح فكان هاتف المنزل مشغولًا طوال الليل بسبب حديثهما سويًا، وعندما كنت أستعد للذهاب إلى المدرسة فى الصباح كثيرًا ما كان يتصل «أحمد زكى» ويقول لى (صحى بابا يا ياسمين قبل ما تنزلى علشان كنا سهرانين سوا امبارح وهو عنده تصوير) ولا يخفى على أحد أن والدى مدفون فى مقبرة «أحمد زكى»، حيث كان يرفض شراء مقبرة وكان يقول له (إللى يموت الأول ياخد التانى معاه)، وفى خلال دعم والدى لـ «أحمد زكى» فى رحلة علاجه مع السرطان، اكتشف أنه أيضًا مريض سرطان، لكنه أخفى الأمر عن الجميع، ورغم تمسكه بالحياة إلا أنه سبق بالرحيل، ورحل بعده بأشهر قليلة صديق عمره، حيث ساهم رحيل والدى فى تدهور حالته.