الأربعاء 17 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

the walking dead من عدوك؟ أنت..أمْ وحش آخر؟

ماذا لو، عالمنا الحالى لا وجود له، وأُناس كثيرون اختفوا من كل مكان، لم يبق سوى مبان مهجورة وبيوت خالية وعربات فى كل زاوية بالشوارع، ليس ذلك فقط بل أيضا أموات أحياء يتجولون فى كل مكان بالكاد يتحركون لا يعون شيئًا ولا ردة فعل لديهم على أى شىء، هم فقط «زومبى» يتغذون على لحوم البشر.. تخيل معى لو كنت ممن تبقى من الأصحاء فى هذا العالم، ماذا ستفعل؟ كيف ستواجه هذا العدو، الأموات الأحياء؟، وهل بالفعل هم فقط أعداؤك؟



فكرة تحمل صراعًا على البقاء والحياة من جديد ومحاولة بناء الحضارة من الصفر، يدور حولها مسلسل (the walking dead)  فى مواسمه الحادية عشرة والتى عُرضت على مدار اثنى عشر عامًا، ارتبط به جمهور كبير وتعلق بشخصياته وتابع تطورها وصراعاتها المختلفة فى كل موسم، وبين تأييد واعتراض نحلل أهم ما جاء بهذا العمل الفنى، وما جعل البعض يتابعه لسنوات طويلة وآخرون عزفوا عن استكمال حلقاته.

لا شك أن فكرة (the walking dead) عميقة، وتحمل فلسفة خاصة أساسها الصراع على البقاء ومفادها أن عدوك ليس خارجى سواء وحوش أو كائنات فضائية أو ظواهر طبيعية أو زومبى، لكن عدوك الحقيقى منك وهم أُناسك.. البشر وأنت واحد منهم، فصراعك مهما طال مع أى عدو خارجى لن يطيل بعكس صراعك مع من يشبهك فهو أبدى بطول الزمن. كما يناقش العمل فلسفة البقاء التى تكمن فى غريزة من أقوى الغرائز داخل النفس البشرية، كيف أبقى؟ كيف أحيا ولا أموت؟، كيف أواجه من يحاول محوى؟. وخلال تلك الرحلة كيف تتغير وتتطور شخصية الإنسان وتتكيف مع الصراعات التى تواجهه وما تضطر أحيانا لفعله مهما كان بشعًا لأجل فقط أن تضمن بقاءها على وجه الأرض، كم هو صعب الاختيار بين بقائك وبقاء من تحبه أو تصادقه، ومن هذا المنطلق خرجت لنا شخصيات العمل مرسومة بدقة وإتقان، لكل منهم صراعاته الداخلية وشخصيته التى تتكيف مع هذا العالم الموحش الجديد وتتطور للأحسن أو الأسوأ، وأبرز مثال على ذلك شخصية «كارول» التى تؤديها «ميلسيا ماكبيرد»والتى ظهرت فى بداية الحلقات ضعيفة منساقة لزوجها لكن حدث وراء آخر وصراع تلو صراع تتبدل وتتحول لشخص قوى جرىء لا ينكسر، وأيضا شخصية «نيجن» التى يؤديها «جيفرى دين مورجان» حيث يتحول من زوج حنون مسالم لقائد قاتل يتساوى فى وحشيته مع الأموات الأحياء ثم يعود مرة أخرى لإنسانيته عندما يقابل من يقنعه أن الحياة لن تستمر بدون رحمة ومساندة البعض للآخر.

لقد نجحت الشخصيات الرئيسية فى جعل الجمهور يتعايش معها ويتعمق فى تفاصيلها وبالتالى يتعلق بها فيتابع قصصها، ولذلك استكمل متابعة الحلقات طوال 12 عامًا أما من عزف عن المتابعة فله أسبابه أيضا التى تتضح فى خطأ صناع العمل عندما ربطوا كل الأحداث والشخصيات بشخصية «ريك» البطل الأساسى ،وبالتالى عندما اختفى من الأحداث فى الموسم التاسع عزف الكثيرون عن المتابعة، كما أن قتل شخصية «جلين» المحبوب الذى تعلق به جمهور كبير فى الموسم السابع أحزنت الكثيرين ومنهم من لم يستطع مشاهدة لحظة قتله، إلى جانب عوار كبير فى ذلك العمل الفنى وهو عدم ذكر سبب هذا «الڤيروس» الذى انتشر بين الناس وحوّلهم لأموات أحياء، وبالتالى لا وجود لعلاج له يعطى الأمل فى بناء حضارة جديدة مما يحبط الكثيرين وخاصة فى ظل كل ما يحدث حولنا.