أمين عبدالعال الملطى

العُشب أكثر اخضرارًا على الجانب الآخر.. جملة معناها إن الحاجات التى لا نملكها تبان أحسن من اللى عندنا دلوقتى.

وده معنى مجازى بيقول إنك مش مبسوط من وضعك الحالى وبتحلم بأكتر.

بس الحقيقة إن مش دايمًا العُشب أكثر إخضرارًا ولا حاجة على الجانب الآخر.

فى محادثة طريفة بين اتنين واحد بيشتغل موظف والتانى عنده شغل خاص، حد فيهم كان شايف إن العُشب أكثر إخضرارًا عند التانى، وهو فى ذلك كان لا يملك بربع جنيه منطق.

ليه بقى؟ لأن محدش بيشوف تحديات الحاجة اللى شايفها أحسن، محدش بيعيش التجربة الحقيقية وبس بيبص بسطحية من بَرّة.

لو خدنا المثال السابق هنلاقى أصحاب الأعمال شايفين إن الموظفين دول مرفهين وعندهم دخل وساعات عمل ثابتين وإن لو الدنيا اتّربقت  برضه هو هيقبض آخر الشهر، شايفين إن الوظيفة أمان ولو فى شركة كبيرة بيبقى فى مزايا ودلع وسفر وآخر منجهة.. ده حتى الإجازات مدفوعة يا جدع.

بتتدرب ومتأمّن عليك وهتاخد معاش وطول فترة شغلك بتكّون علاقات جديدة. فى حين الموظفين الناحية التانية شايفين إن صاحب الشغل ده واحد مدير نفسه، مش شغال عند حد، صاحب المحل والمنطقة كلها، عنده مساحة للإبداع ومش هيجيله حد يطلّع عُقَده ولا ينظّر عليه ولا فى حياته سلم وظيفى ممكن يعيش عمره مستنيه يتحرك وفى شغلانة واحدة ممكن يجيب مرتب موظف فى سَنة.

معندوش روتين متكرر واللى يقوم فيه ينام فيه ومبيمرُّش بحالة ركود فى السى ڤى بتاعه ولا بيفتقد التنوع ده غير إنه مش بيعيش الضغط الشديد المرتبط بالشغل وصعوبة الموازنة بين الحياة الشخصية والمهنية.

الحقيقة بقى إن فى الحالتين ممكن ميكونش فى عشب أخضر من أصله، الزتونة إن فى ناس تنفع موظفين وفى ناس تنفع أصحاب أعمال.

إن كل واحد بيبص فى طبق غيره ده قمّة قُصر النظر، الشخصية فارضة نفسها على فكرة ومش كل مكان مناسب لكل حد.

مفيش حاجة أحسن من حاجة - ولا الموظف فُلة ولا المدير نفسه فُله.

وعايزين مننساش مثال الموظف اللى له شَنّة ورَنّة أمين عبدالعال الملطى، فى فيلم (تجيبها كده تجيلها كده هى كده).

ابن عبدالعال الملطى، عمدة كفر ملط، أكبر مورد كرنب، 30 سنة إدارة، 25 سنة رئيس قسم، اتخصم منه 9 أيام عشان واحد فى إدارته قال لواحدة صباح الفُل.

الأستاذ أمين اتسفلت واتهزأ وصاحب الشركة إداله كلمتين فى جنابه وحاسبه على شىء ليس له أى يد فيه - ولذا هو بدوره أصدر قرار: ممنوع صباح الخير، صباح الفل، أى صباح مَهما كان، محظور السلام فى الصباح، فى المساء، وسط النهار، أول الليل وبعد الليل.

قلبى معاك يا أستاذ أمين، اتاخدت فى الرِّجْلين وربنا يتولاك.. ولا عزاء للموظفين.