الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

رحلة تعافى دور العرض: هل تتحسن السينما فى 2023 من كوفيد - 19؟

كحال جميع المجالات والقطاعات، أصيبت دور العرض حول العالم، إلى جانب صناعة السينما بفيروس كورونا فى عام 2020.. فلم ينس أحد عمليات الإغلاق واسعة النطاق، وتوقف انتاج الأعمال السينمائية استجابة لمكافحة انتشار المرض، إلى أن أشرقت شمس يوم جديد مطلع عام 2021 مع عودة الحياة- على استحياء- لطبيعتها مع ظهور اللقاح، لتبدأ رحلة التعافى والتعايش مع الفيروس خلال 2022.



ورغم مرور هذه المراحل على دور العرض، ورغم القفزة بنسبة 65% فى أرباح شباك التذاكر العام الماضى، لا يزال أمام صناعة السينما طريق طويل لتقطعه فى التعافى من صدمة كوفيد 19.

شهد شباك التذاكر فى «أمريكا الشمالية» العام الماضى ثالث أسوأ عام منذ عام 2000، بإيرادات تقدر بنحو 7.5 مليار دولار فقط، ولا يزال متأخرا عن أرباح شباك التذاكر لعام 2019 بنسبة 33%.. وما زاد من الأمر صعوبة محاولات التكيف مع تضخم أسعار التذاكر، ما جعل نتائج عام 2022، ضمن الأعوام السيئة فى فترة طويلة جداً، حيث بيع ما يقرب من 814 مليون تذكرة فى «الولايات المتحدة، وكندا»، فيما جذبت دور السينما 400 مليون زائر فقط.

توضح تلك الأرقام، أن دور العرض وصناعة السينما تضررت بشدة من جائحة فيروس كورونا، وذلك بعد أن أظلمت الشاشات فى معظم أنحاء العالم فى مارس 2020، عندما تم تنفيذ إجراءات صارمة للتباعد الاجتماعى لاحتواء الفيروس؛ بينما اختفت أرباح شباك التذاكر عملياً بين عشية وضحاها، واضطرت استوديوهات الأفلام إلى تأجيل إصدارات الأفلام إلى وقت لاحaق على أمل أن تعود الأمور إلى طبيعتها بحلول ذلك الوقت.

ومع ذلك، لم تعد الأمور إلى طبيعتها أبداً، حيث استمر الوباء يتوالى فى موجات، واستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى يشعر الناس بالراحة الكافية للعودة إلى دور السينما، حتى بعد أن أصبحت اللقاحات متاحة على نطاق واسع.

ولكن الجائحة لم تكن السبب الوحيد فى استمرار الأزمة، وإطالة وقت التعافى.. ففى محاولة لجذب المزيد من تدفقات الإيرادات الجديدة، قامت الاستوديوهات العالمية فى عام 2021، ما لم يكن من الممكن تصوره سابقاً، إذ بدأت فى عرض أفلام على خدمات البث. وفى الوقت الذى اعتبر فيها كثيرون أن تبنى البث كوسيلة بديلة للتوزيع المسرحى على دور العرض خلال هذه الأوقات الصعبة خطوة ذكية، إلا أنها أثبتت أنه من الصعب إعادة الجمهور إلى شاشات العرض الكبيرة، وعودة إيرادات شباك التذاكر، بعد أن غابت الجماهير كثيراً عن تجربة السينما.

هل تتعافى السينما من تداعيات كورونا؟

إن الإجابة على هذا التساؤل هو أكثر ما يعكف عليه صناع السينما فى الوقت الحالى، عبر تسخير كل الوسائل والإجراءات الحالية لعرض أفلام تجذب الجمهور إلى شاشات العرض الكبيرة.

وبالفعل، بدأت بارقة الأمل تلوح فى الأفق مطلع العام الجارى، مع تحقيق فيلم (Avatar: The Way of Water)، أو (أفاتار: طريق الماء) الذى عرض فى منتصف ديسمبر الماضى إيرادات واسعة على شباك التذاكر عالمياً تقترب من تحقيق مليارى دولار.

ففى مطلع الأسبوع الماضى، وصل إجمالى الإيرادات إلى مليار و901 مليون و201 ألف دولار بشباك التذاكر العالمى، تنقسم بين 570 مليوناً و301 ألف دولار بشباك التذاكر الأمريكى، ومليار و330 مليونًا و900 ألف دولار بشباك التذاكر حول العالم؛ فيما حاز على تقييم وصل إلى 84% من قبل 142 ناقداً عالمياً.

وبعيداً عن (أفاتار) يراهن العديد من المنتجين على بعض أفلام 2023 فى أن تصبح صورة للتعافى بعد البدء فى أعمال كانت مؤجلة، وإنتاج أفلام جديدة، يشارك فيها كبار نجوم هوليوود، فى الوقت الذى يتطلع فيه الكثير من المشاهدين إلى مشاهدة تتمات لبعض الأعمال السينمائية، ومن بين الأفلام من المنتظرة:

‏(Mission: Impossible – Dead Reckoning Part One) أو (مهمة مستحيلة: الحساب الميت الجزء الأول) والذى يعد الجزء السابع من سلسلة أفلام (المهمة المستحيلة)، التى يمتزج فيها عمليات المطاردة المثيرة والحيل السينمائية التى تحبس الأنفاس.. ومن المتوقع أن يقوم الممثل «توم كروز»، الذى يلعب دور «إيثان هنت» بالعديد من عمليات المواجهة لإنقاذ العالم من جديد من شكل من أشكال المؤامرة العالمية.

‏(Oppenheimer) أو (أوبنهايمر) الذى يتناول قصة عالم الفيزياء «جيه. روبرت أوبنهايمر»، الذى يوصف عادة بأنه أب القنبلة الذرية، وأحد الأعضاء الرائدين فى مشروع منهاتن، الذى قاد إلى اختراع القنابل الذرية التى ألقيت على «هيروشيما، وناجازاكى» فى «اليابان».

‏(Killers of the Flower Moon)، أو (قتلة زهرة القمر)، حيث يجتمع الثلاثى «سكورسيزى، ودى نيرو، ودى كابريو»، لأول مرة فى فيلم واحد، مقتبس من رواية بنفس الاسم تدور فى عالم الجريمة فى عشرينيات القرن الماضي.

‏(Women Talking)، أو (حديث النساء)، الذى تتمحور قصته حول نساء، هن أعضاء فى مجتمع دينى منعزل، لم يحسمن أمرهن فى شأن ما إذا كان يجب عليهن التحرر من قيود العالم الوحشى والمقيد الذى يقبعن فيه.

(تار)، وهو الفيلم الدرامى النفسى، الذى تلعب فيه النجة «كيت بلانشيت» دور ملحنة موسيقية، وقائدة أوركسترا، تدعى «ليديا تار»، وكانت هذه الملحنة فى أوج عطائها المهنى، حيث كانت تحصد الجوائز وإطراء النقاد على أدائها، لكن الأوضاع تتغير بالنسبة لها عندما تبدأ الضغوط التى تواجهها فى التأثير على حياتها وعملها.

إن هذه القصص هى مجرد عرض مبسط مختصر لقصص تتنوع بين الخيالى والواقعى والسير الذاتية التى بدأ بالفعل أو ينتظر عرضها خلال العام الحالى، كما أنها تعرض جنباً إلى جنب مع عدد من أفلام الأبطال الخارقين المنتظرة.